أهتم "بياجيه" Piaget في الدراسات العيادية الوصفية في البحث عن السلوك الفكري والمعرفي كما يظهر في الطفولة والمراهقة، أي دراسة المعرفة التكوينية أو المعرفة في نشوئها وتطورها.

     قام بياجيه بدراسات على تطور ونمو الاستدلال عند أطفال المدارس من مختلف الأعمار، ومن خلال هذه الدراسات تكونت لديه اهتمامات بالبحث في مظاهر النمو الحرکی، والحسي، والوجداني، والعقلية والمعرفي عند الأطفال.

      يقول بياجيه بالتركيبة النفسية، أو بأبنية سيكولوجية لها علاقة بوظيفة من الوظائف العقلية، وتتضمن سلوكا، وتتصف بالاستمرارية والثبات. ويقوم مذهبه على أن المعارف السيكولوجية معارف علمية تجريبية يحصل عليها من التجربة وليست معارف قبلية Apriorie موجودة في العقل، إلا أن العقل له ميكانيزمات في تركيبات أصلية فيه وبها بعمل أن من وظائف العقل التكيف مع ظروف العالم الخارجي، ومن وظائفه أيضا أن يتمثل الخبرة ويضيفها الى الخبرات السابقة، وعليه كذلك أن ينظم هذه الخبرات جميعها ليتهيأ له، بتنظيمها، الاستفادة منها. هذا النموذج من الذكاء يقوم على التلاؤم والتمثل والتنظيم.

 ا- بنسية التفكير:

   ١- هذا النموذج من الذكاء أو هذه البنية من التفكير تفرض على الطفل أن يكرر التعامل مع الشيء ويستعيد نفس الاستجابة التي كانت له مع هذا الشيء، إلى أن يتعاده ويألفه، وبذلك يستطيع أن يتمثل شكله وصفاته وما يستحدثه فيه من ردود فعل، أي يتمثل الخبرة بهذا الشيء. وعندئذ تصبح له القدرة على تمييز هذا الشيء من أشياء أخرى. هذه القدرة على التمييز التي يمكن للطفل التفكير في شيء وتأمل العالم.

      ۲. ثم يتدرب على تمييز الاختلافات بين الأشياء أو المتشابهات بينها، ومن ثم يصبح في استطاعته أن يمارس التعميم، أي تصنيف الأشياء الي فئات من نوع واحد. ومن التركيبات التي يمكن للطفل تأليفها مبكراً فإنه قد يجمع بين معرفة من الشيء يحصلها بالنظر، والمعرفة به التي يحصلها بتحسس الشيء؛ ويشترك النظر واللمس حينئذ في تكوين تركيبة معرفية كلية عند الطفل.

     ومن طبيعة العقل ألا يترك هذه التركيبات المعرفية دون تنظيم، وانما هو يجعل منها مخططاً أو درساً عاماً يسترشد به سلوكه في حل المشاكل، وقد يتنوع السلوك، ولكن    المخطط الفكري ثابت. ويرى بياجيه أنه لا بد أن يكون هناك دائما نوع من التخطيط يستهديه التفكير والسلوك.

۲ - المعرفة التكوينية - مراحل النمو العقلي -

    يميز بياجيه في مراحل العمر المختلفة أربعة أبنية أو ترکیبات تناسب كل مرحلة، وهي كالتالي:

 ا- المرحلة الحسية الحركية

    المرحلة من الميلاد ولعمر سنتين هي مرحلة الذكاء الحسي الحركي. وهي مرحلة مليئة بالأحداث الارتقائية، والفعاليات الحركية والمهارات العقلية، عن طريق المشي، والكلام، واللعب، والتعرف على الهوية الذاتية. وتسير فعالية الطفل طبقا للخطوات التالية:

    ١- بعد مرحلة الولادة تكون الفعالية مقتصرة على أفعال انعكاسية، فكلما أستثير عضو حسي عند الطفل صدرت له استجابة حركية تلقائية؛ كالمض، والالتقاط والحركات الجسدية

العامة.

    ۲- بعد الأشهر الأولى تبدأ تكيفات خاصة مع البيئة بالتقاط أي شيء يلامس اليد أو الفم.

    ٣- تتحسن حركات الأطراف والاحساسات وتتسق بوضوح. وتصل الفعالية هنا إلى مستوى الترابط لحلقاتها. فالطفل يجمع بين حركات الدراع ووضع ابهامه في فمه. وتسمى

 

هذه الحلقات المتتالية من الفاعلية وردود الأفعال الأولية الدائرية، وهي تكشف عن ذاكرة بدائية، وهي حركات إرادية موجهة نحو جسد الطفل.

         4- بين الشهر الرابع والثامن تتوسع فاعليات الطفل وتتوجه نحو الأشياء الواقعة خارج الجسد (نتيجة ازدياد التناسق البصري الحركي) وتخرج الى نطاق التعميم على أوضاع جديدة، وعلى كل شيء يكون في متناول الطفل، وتستمر حتى نهاية السنة الأولى. وتسمى هذه الأفعال "الاستجابات الدائرية الثانوي"، فالطفل هنا يزيح من طريقه العديد من الأشياء للوصول إلى "العبة"، يرغب فيها.

        5- بين الشهر (۱۲-۱۸) يحاول الطفل اختراع طرق جديدة للوصول إلى أهدافه، وهو يحاول تكرار الاستجابات الدائرية، ولكن بنوعية جديدة مما يؤدي إلى التكيف مع الأوضاع الجديدة. وتسمى هذه الفاعليات "الاستجابات الدائرية من المرتبة الثالثة".

        6- في نهاية هذه المرحلة الحسية الحركية، تصبح الرمزية وسيلة ولغة الطفل في تمثيل عالمه المحيط به. ويصبح اللعب في هذه المرحلة هاماً وضرورياً، لأن اللعب يمكن الطفل من التمثل. كما أن التقليد. هو دلالة على التكيف، لأن الطفل يحاول أن يكتف سلوكه ليصبح إنسانا آخر.

۲ - مرحلة الإعداد واستعمال العمليات المحسوسة

      الطفل في هذه المرحلة، قبل المدرسة، يكون غير قادر على صياغة المفاهيم والتجريد والتمييز بين صفات الأشياء أو الأوضاع للوصول لأي تعميم. وفي هذه المرحلة يتعامل الطفل مع البيئة رمزياً، فكل شيء في البيئة يتعامل معه الطفل من وحي أن هذا الشيء مسموح به. ومتاح له. كما يستخدم الطفل في هذه المرحلة "المحاكمة النقلية"، أي أن الطفل يحاكم بالانتقال من حالة خاصة إلى حالة خاصة أخرى؛ كما يسود التقليد، واللعب الرمزي، ويميل الطفل للتمركز حول الذات. فالطفل لا يدرك مسألة وجهات النظر المختلفة للأشياء، ولا أن يكون منطقية مع نفسه والأشياء، أو واقعياً في تفكيره. وهو إذ ينظر إلى الأشياء لا يستثيره منها الا شيء واحد يركز عليه نظره وتفكيره ويتجاهل كل ما عداه. وهو يكون إنكاره عن طريق الانطباع.

 ۳- مرحلة العمليات العيانية

   في هذه المرحلة ينتقل فيها الطفل بواسطة تمثل الخبرات وتنظيمها إلى أن يستطيع تصنيف الأشياء الى مجموعات، وأن يدركها كأشياء منفصلة عنه، وأن يتعامل معها، لا يستأثره منها مظهر أو سمة واحدة فيها، ولكنه ينصرف بتفكيره إليها ككل، ويحاول أن يفكر بالموقف ككل.

    من أبرز مهارات التفكير الإجرائي العياني: رؤية العلاقات بين الفروقات، وتفهم المتشابهات، والتصنيف, مثلا: أي عمليتين يمكن الربط بينهما لتكوين عملية ثالثة:     2+3 = 5.

 بالنسبة لأي عملية هناك عملية ضدها تلغيها: 2+3 =5 ،5-3 = 2

 أن العدد حين يجمع مع نفسه يؤدي إلى عدد جديد: 3+3= 6 :3*3 = 9

4 - مرحلة العمليات الملكية - حتى سن الرشد -

     في هذه المرحلة يكتسب فيها الطفل نظرة بعدية للأشياء، ويصبح قادرة على أن يفترض الفروض وأن يختبرها. وفي هذه المرحلة يكون الفرد قد حقق لنفسه بنية المعرفة الجمعية، ويسترشد بها في تفكيره وفي سلوكه في المستقبل.

وتتصف هذه المرحلة بالصفات التالية:

    1- التفكير المجرد: يتمكن الفرد من أن يتبع صورة أو مناقشة الموضوع معين دون الحاجة إلى مواد محسوسة، أي بإمكانه أن يحاكم عقلياً موضوعاً مع غياب الدليل المادي.

   ۲ - التفكير الاستدلالي: يضع الفرد فرضيات معينة ويجربها ويختبرها ليحدد الحلول الممكنة للمشكلات من بين عدة حلول ممكنة.

   ٣- التفكير في القضايا: أن الفرد لا يتناول المعطيات أو البيانات فقط، بل إنه يعالج ذهنياً أيضاً عبارات تعبر عن هذه البيانات. فهو يتناول نتائج العمليات العيانية ويضعها في جمل أو عبارات، ثم يبدأ في إيجاد العلاقات بين هذه القضايا.

    4 - التفكير التركيبي: عندما ينظر الفرد في جميع الحلول الممكنة لمشكلة معينة، فإنه يقوم بعزل جميع العوامل المفردة، وجميع العوامل التي يمكن أن تكون مؤتلفة وتسهم في حل المشكلة.

     - هذه المرحلة الأخيرة للطفل تناسب سن الحادية عشرة أو الثانية عشرة حتى بداية الرشد (المرحلة من سن ۱۱ - إلى الرشد).

٣- خلاصة - عوامل النمو العقلي - تكامل البني العقلية -

    يظهر النمو العقلي عند الولد كتعاقب بناءات كبيرة يكمل كل واحد منها البناء السابق بإعادة بنائه أولا وفقا لتصميم جديد ليتعداه بعد ذلك نحو آفاق أوسع. فبعد بناء الأشكال الذهنية الحسية الحركية، يأتي بناء العلاقات الرمزية والفكر والارتباط فيستبطن أشكال العمل هذه بإعادة بنائها وفقا لهذا التصميم الجديد للتصور ويتعداها حتى يشكل مجموعة العمليات المحسوسة.

     وأخيراً، منذ مستوى الحادية عشرة ينظم الفكر الشكلي الناشئ بنية العمليات المحسوسة بإخضاعها لبنيات جديدة يمتد انتشارها خلال الرشد والحياة التالية (مع كثير من التغيرات التي تضاف إليها).

    وهذا التكامل في البنيات Structures المتعاقبة التي تؤدي كل واحدة منها الى تنظيم البنية التالية يمكن من توزيع النمو على فترات أو مراحل كبرى وعلى فترات أو مراحل ثانوية تخضع للمعايير التالية:

   1- يظل ترتيب تعاقبها ثابتاً على الرغم من أن متوسط السن التي تظهر فيها قد يختلف من ولد إلى بلد آخر، وفقا لدرجة ذكائه، كما قد يختلف من بيعة الى أخري. فتعاقب المراحل قد يتقدم إذن أو يتأخر، لكن ترتيب التعاقب يظل واحداً في العمليات التي نستطيع أن نتكلم فيها عن هذه المراحل.

    ۲- تتميز كل مرحلة ببنية شاملة يمكن الاستناد إليها لتفسير الانتكاسات الخاصة.

     ٣- هذه البنيات الشاملة متكاملة ولا تحل واحدة منها محل غيرها، بل كل واحدة منهما تكون نتيجة للبنية السابقة فندمجها فيها بصفة بنية تابعة لها وتعد المرحلة التالية باندماجها فيها.

  *  في حال نمو الطفل لا يوجد تصميم معين مسبقاً، بل بناء تدريجي لا تصبح أية جدة فيه ممكنة إلا تبعاً للجدة السابقة.

    ويمكن القول أن التصميم المعين مسبقاً هو من طراز فكر الإنسان "الراشد" Adulte، لكن الولد لا يفهم هذا الفكر إلا بعد أن يعيد بناءه وهو ذاته يؤلف حاصل بناء متواصل يعود إلى تعاقب أجيال عدة مر كل جيل منها بمرحلة الطفولة: فعلى كل تفسير للنمو أن يأخذ هذين البعدين بعين الاعتبار: بعد تطور الكائن الفرد، والبعد الاجتماعي؛ بمعني انتقال عمل الأجيال المتعاقبة.

  وهكذا فالتوازن عن طريق التنظيم الذاتي بشكل السياق المكون للبنيات، التي يمكن "علم نفس الولد" من متابعة تكوينها خطوة خطوة في العملية الجدلية الحية التي يحيياها الأولاد الذين يجدون أنفسهم، في كل جيل، في صراع مع المشكلات التي تتجدد دومة ليصلوا في النهاية إلى حلول يمكن أن تكون أفضل من الحلول التي توصلت إليها الأجيال السابقة ([1]).

     ويرى بياجيه أن الذكاء لا يمكن اقتصاره على إدراك العلاقات أو التفكير المجرد، فهو موجود في كل العمليات التكيفية عند الأطفال والراشدين. ويتزايد ذكاء السلوك بصورة متقدمة بازدياد وتعقد الصلات المتبادلة بين الاستعدادات العضوية ومحيطها. وفي كل مرحلة من مراحل التطور تعتبر التجربة الجديدة والخبرة أمرا ضرورياً لنمو الذكاء.

 4 - إرشادات تربوية

     يعتبر جان بياجيه من نوابغ علم نفس الطفل، وعلم النفس التربوي. ودراساته تعتمد على الملاحظات والاختبارات التي كان يجريها على الأولاد خلال مراحل عمرهم، فكان يسجل ملاحظاته على الطريقة التي يكتشفون بها البيئة، ويتعاملون بها مع الأشياء، ويتفهم طريقة عملها.

    كما أن اكتشافاته قد ساعدت على تخطيط تربوي ومناهج تعليمية. وكانت آراءه قادرة على وضع فلسفة تربوية، تحقق التوازن بين الإجراءات التدريسية التي يعوزها التطوير وبين إمكانيات الطفل السلوكية واحتياجاته المتغيرة. ويمكننا أن نلخص الإرشادات التربوية الأساسية كالآتي:

  ا- ان عملية النمو العقلي هي عملية تراكمية تتسم بطابع هرمي وتصاعدي تتطلب تكوين

المخططات من المستوى الأدنى ليبني عليها عمل أكثر تقدما. ولذلك فمن الأهمية أن تنظم مستوى الصعوبة في تقديم المواد الدراسية من الأسهل إلى الأصعب. وهنا ضرورة تدخل القائم في العملية التربوية بأن يرصد تقدمها لإيجاد الموافقة بين مرحلة نمو الطفل العامة وبين خصائص نموه الذاتي والمادة المقدمة له.

 ۲- آن افتراض بياجيه في تحديد مراحل النمو العقلي للطفل له انعكاساته المباشرة على (تخطيط المناهج)؛ إذ أن بعض الفترات هامة جدا في مجرى النمو العقلي. وهذا يعني أنه  يجب على القائمين في المجال التربوي المدرسي "المعلمون" أن يكونوا على معرفة لما هو   ممكن، وما هو غير ممكن أو مستحيل في عملية تكوين المفاهيم عند الطفل. أي على المعلم ان لا يقف موقفا سلبياً أو منتظراً ظهور المرحلة النمائية التالية عند الطفل، بل عليه أن يعرف إمكانيات الأطفال.

3-ان التعبير اللفظي ومهارة الكلام (اللغة) من المحاور الأساسية التي يركز عليها بياجيه، من حيث أن اللغة أداة اتصال وتواصل، وتساعد في استحداث المفاهيم، وبالتالي في تكوينها، ولهذا يشدد بياجيه على التبادل الكلامي (المحادثة) بين المعلم والطفل في المدرسة. وكذلك التدريب اللفظي بين الطفل ووالديه في البيت ليكون ذلك قنوات تواصل هامة يمكن بواسطتها معرفة العالم المحيط والتعرف عليه.

4 ۔ ان التعليم في المدارس (المتوسطة والثانوية) يجب أن يبدأ من العمليات العيانية المحسوسة،

متنقلا تدريجياً إلى التفكير المجرد. فمثلا، العلوم والرياضيات تبدأ بالأمور التجريبية (في    المختبر المدرسي) والعملية قبل الانتقال إلى العملية الاستنتاجية (الاستنتاج).

5- أما بالنسبة لتلاميذ المدارس الابتدائية والثانوية الأقل كفاية، يجب الاعتماد على التفكير

الحدسي والتفكير قبل العملي. وهنا يجب أن تدعم الخبرة العملية والخبرة الكلامية عملية تكوين المفاهيم.

6 - ان مشكلة التعليم في نظر بياجيه هي أن نكتشف الطرق التي تحكم تفاعل الأطفال مع

بيئتهم لكي تستطيع أن نسرع من معدل نموهم العقلي وأن يحققوا الاشباع والتقبل في   حياتهم.

 ولتحقيق هذا الهدف ينبغي أن نتجنب أمرين:

 

    أولا: دفع الأطفال بشكل غير مجد إلى أبعد مما يستطيعون فعله في ضوء إمكانياتهم

العقلية الفعلية.

    ثانيا: أن نؤجل بشكل غير مجد تقديم الأعمال العقلية التي تناسب استعداداتهم.

   بمعنى أن يراعي التعليم المستوى العقلي للطفل (التلميذ) وهذا لا يتم إلا من خلال دراسة سلوك الأطفال. وهناك عدة طرق للاستفادة من هذه المسألة:

۱- وضع اختبارات للذكاء في مجالات وموضوعات تتفق مع خصائص المراحل        العمرية - التي حددها بياجيه، وتحديد مدى استعداد الأطفال لتعلم مختلف الأعمال المعرفية

(مفاهيم علمية ورياضية)، وحل المسائل في هاتين المادتين: أي وضع مقياس متدرج للأهداف التعليمية يتطابق مع التفكير المتدرج.

    ۲- وضع منهج تعليمي يشتمل على وضع الأهداف التعليمية السليمة لكل صف دراسي، على أن يوفر الضمانات التي تكفل حماية التلاميذ من تعلم الأخطاء التي يحتمل حدوثها حين يحاولون إتقان مادة تعليمية جديدة.

    ۳- المواءمة بين امكانيات الطفل السلوكية والاجراءات التدريسية وذلك يتطلب من المعلم أن يقوم بتحليل العمل على أساس العمليات الفكرية.

 كما أن تحديد مادة التعليم ومحتواه تتضمن أيضا تحديد العملية التي ينبغي على التلميذ القيام بها لتعلم تلك المادة أو ذلك المحتوى. ولما كانت لهذه العمليات خصائص معينة محددة فإنه ينبغي أن تدمج وتتمثل في التعليم.

    فكل هذه الأمور تتطلب ضرورة انغماس التلميذ على مباشرة في المحتوى الذي يتعلمه ويتلقاه، كما عليه أن يقوم بأفعال حقيقية في هذه المواد على نحو محسوس وبشكل مباشر. كما أن اكتساب التفكير العقلاني والموضوعي يتم من خلال تفاعل واحتكاك الأفكار بين التلميذ وزملائه في المدرسة.

 

(1)  جان بياجه و بييريل انهلدر – علم نفس الولد – ترجمة خليل الجر – المنشورات العربية -  بيروت 1972.