تقنيات ثبات الاختبار النفسي:

يشير الثبات الى العملية التي يطبق فيها الإختبار مرة ثانية على نفس الأفراد الذي طبق عليهم في المرة الأولى، بعد مرور فترة زمنية، واعطاء نفس النتائج.

وهناك عدة تقنيات لتقرير درجة ثبات الرائز أو (الإختبار النفسي):

1- إعادة الإختبار:

في هذه التقنية، يعاد تطبيق نفس الإختبار على نفس المجموعة من الأفراد بعد فترة زمنية معينة وبعد ذلك يعمل الأخصائي على حساب معامل الارتباط بين الدرجات التي تحصل عليها نفس مجموعة الأفراد على التطبيق الأول والتطبيق الثاني لنفس الإختبار. فإذا حصلنا على نفس النتائج بالنسبة لكل فرد من أفراد المجموعة في التطبيق، ففي هذه الحالة يكون معامل اثبات إعادة الاختبار مساوياً لواحد صحيح.

إلا أن ذلك مستحيل، وذلك لتدخل متغيرات لا يمكن ضبطها كليا، فهذه المتغيرات تعود الى أسباب عديدة أهمها، اكتساب بعض أفراد المجموعة معلومات جديدة، والبعض الآخر قد يتأثر بعامل النسيان.

2- الشكلين المتكافئين :

تعتمد هذه التقنية على صياغة صورتين لنفس الإختبار بحيث تتشكل كل صورة منفصلة لوحدها اختبار موازية للرائز ككل. فكل صورة تتألف من فقرات تختلف من حيث الشكل ولكنها تتوازى من حيث السمة التي يقيسها الرائز، ومن حيث عدد الفقرات التي تقيس هذه السمة، ومن حيث مستوى سهولة او صعوبة القرارات وطريقة صياغتها، ومن حيث طريقة اجراء وتصحيح كل من الشكلين.

يقوم الأخصائي باختبار مجموعة الأفراد بواسطة شكل واحد في الإجراء الأول، ثم يعمل على اختبار نفس مجموعة الأفراد بواسطة الشكل الآخر الموازي للشكل الأول في الإجراء الثاني.

ثم يقوم بمقارنة النتائج التي يحصل عليها من خلال الإجراء الأول والإجراء الثاني عن طريق حساب معامل الارتباط بين الدرجات.

 3- التجزئة النصفية:

في هذه التقنية يطبق الرائز کاملاً على نفس مجموعة الأفراد ثم تقسم، بعد ذلك، الإجابات على الرائز الى قسمين.

ثم نحصل على درجات كل قسم حيث يصبح لكل جزء درجات خاصة به؛ ثم نقوم بحساب معامل الارتباط بين الدرجات على جزئي الرائز لنحصل على درجة ثبات الرائز.

وقد نقوم بطريقة تقسيم الرائز إلى نصفين: جزء يحتوي على الأسئلة الفردية (ذات الأرقام الفردية)، والجزء الآخر على الأسئلة الزوجية (ذات الأرقام الزوجية). وتدرج كل فقرات الرائز من السهولة إلى الصعوبة. وبذلك تعطي هذه الطريقة درجات متكافئة لكل نصف من الرائز.

لكن المشكلة الأساسية تعود إلى أن معامل الارتباط بين النصفين قد يختلف، وذلك وفقا كيفية تقسيم العدد الكلي للفقرات الى قسمين.

تقنيات الصدق في الاختبار النفسي:

إن مفهوم الصدق في الإختبار يشير إلى أن الرائز يقيس السمة أو الصفة التي صمم الإختبار لأجل قياسها.

فمثلاً اذا كان الهدف من الاختبار قياس التحصيل في الرياضيات، ينبغي في هذه الحالة أن تكون الأسئلة محصورة في مجال هذه المادة، لا أن تكن مشبعة بعامل اللغة أو معلومات ثقافية متنوعة. اذن الصدق يتعلق بمدى قياس الرائز للسمة التي يهدف الرائز الى قياسها.

فالرائز يكون صادقاً لقياس ظاهرة معينة فقط کسمة القلق مثلا، وغير صادق للكشف عن ظواهر أخرى مثل سمة الزعامة...

فالصدق يتناول العلاقة الأساسية بين المفهوم والرائز. ويرتبط الصدق ارتباطا مباشرة بالثبات، ولكي يكون الرائز صادقاً يجب أن يكون ثابتاً،

أي أن يعطي نفس الدرجات عند تطبيقه عدة مرات على نفس العينة من الأفراد.

وهناك عدة طرق ترتبط بصدق المقياس، أهمها:

1- الصدق المرتبط بالمحك:

ترتكز هذه التقنية على مقارنة نتائج الرائز بمحكات Criteres، والمحك قد يكون مستوى أداء للأفراد في نشاطات أخرى مثل التحصيل الجامعي، أو الأداء على رائز آخر.. وهذا يتم عادة بواسطة حجم الترابط بين الرائز والمحك.

ومن الوجهة التقنية يميز الاخصائي بين نوعين من الصدق المرتبط بالمحك: الصدق التلازمي والصدق التنبئي. الا أن المحك في الصدق التلازمي يكون آنية، بينما في الصدق التنبئي، يكون المحك في المستقبل.

2- صدق المضمون:

ان صدق المضمون يتوقف على مدى قياس أداة معينة لمجال مضمون معين. فعلى الرائز أن يقيس، وبشكل مناسب، من خلال فقراته ومضمونها ما يجب عليه أن يقيس، فمثلا رائز الذكاء، يتوقف على مدى ما يتضمنه من فقرات تعبر عن السلوك الذكي.. من قدرة على التكيف، وعلى التجريد والتعميم، والتذكر، والتحليل والتركيب...

لذلك على الأخصائي أن يكون متمكناً من تحديد المجال الكلي للمحتوى المتعلق بموقف القياس لظاهرة معينة. فمثلاً، لكي يصوغ الأخصائي اختبار القدرة اللغوية، المبنية على تصوير المفردات وكتابتها، عند تلاميذ السنة الابتدائية الخامسة، يجب عليه أن يحدد كل المفردات التي يجب هؤلاء التلاميذ معرفة كتابتها بشكل صحيح.

وبعد أن يعاين الاخصائي فقرات القياس، ومن ثم اختيار الفقرات، يعمل الاخصائي على وضعها أو ترتيبها بشكل صالح للاختبار.

أي يعمد على ترتيبها بدعة بالفقرات السهلة وانتهاء بالفقرات الصعبة.

III - المعاییر في القياس النفسي:

هناك صعوبات كبيرة تعترض الاخصائي النفساني في قياسه، أو في تفسيره لخصائص السلوك الإنساني، ولتخطي هذه الصعوبات نشأت الحاجة إلى مفهوم المعايير Normes کون الدرجة الخام التي ينالها الفرد على الرائز لا تفسر شيئاً في تقديرنا لأداء الفرد، الاّ بعد مقارنتها بغيرها من الدرجات التي نالها أفراد من نفس المجموعة التي ينتمي اليها الفرد. اذن لا بد من الرجوع الى معيار يحدد معنى هذه الدرجة الخام التي نالها الفرد. وتدلنا هذه المعايير على مركز الفرد بالنسبة للمجموعة التي ينتمي اليها.

فالمعيار عادة هو الدرجة المتوسطة عند مجموعة أفراد معينة.

وهذه الدرجات المتوسطة تكون نقطة الارتكاز التي يتم من خلالها التعرف على مدى تقدم أفراد هذه المجموعة. فالفرد الذي ينال الدرجة الوسطى، قد يجعل من أدائه مرجمة يحدد على أساسه الأداء الضعيف، أو الجيد عند أفراد المجموعة.

والدرجة المعيارية هي المسافة التي تبتعد فيها الدرجة الخام عن المتوسط الحسابي لمجموعة معينة، ومعبرة عنها بوحدات من الانحراف المعياري. وللحصول على الدرجة المعيارية يكون كالتالي:

الدرجة المعيارية = (الدرجة الخام – المتوسط / الانحراف المعياري)

وقد أعد المشتغلون بالروائز والقياسات النفسية والشخصية معايير معينة، نذكر منها: معايير العمر، معايير النسب المئوية.

أن فكرة «معايير العمر» - في رائز «بينيه» - يحدّد مستوى النضج العقلي لدى الطفل فهذا النضج العقلي يزداد مع العمر الزمنين

وهكذا فإن العمر العقلي كمعيار يمثل مستويات التطور من ناحية النضج العقلي. ان درجة الطفل تساوي مستوى العمر الزمني الأقصى الذي يتوصل فيها الطفل في النجاح على فقرات الرائز ([1]).

هوامش مرجعية:

(1)  عبد الرحمن عيسوي - القياس والتجريب في علم النفس والتربية - دار النهضة العربية - بيروت - بدون تاریخ ۔ أنظر نصل: صفات الاختبار الجيد