علاء الأسواني

أحد أهم أقطاب الرواية العربية في الزمن الحاضر ، فقد درس الطب وتخرج كطبيب أسنان إلا أن ميوله الأدبيـة فرضت عليـه أن يتجـه نحـو كتابة الرواية ، فشرع يكتب محاولاته الأدبية وينشرها في الصحافة كلما تيسر له ذلك حتى توجها بإبداعيته الشهيرة ( عمارة يعقوبيان ) التي حققت له من الشهرة والذيوع ما لم تحققه أية رواية عربية حتى اليوم !! .

 كتب الأسواني روايته ( عمارة يعقوبيان ) وناقش فيها التحولات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والنفسية والثقافيـة الـتي طرأت على المجتمع المصري عقب الثورة ، من خلال سرد قصص وحكايات شخصية لسكان عمارة عريقة وشهيرة وسط القاهرة تسمى بـ ( عمارة يعقوبيان ) تضارب النقاد والصحفيون حول هذه الرواية وكتبوا عنها ما كتبوا وسط فريقين – كعادة العظماء – فإما هاج للعمل ومنتقص فيه وإما مبجل ثان إلى حد الهوس ، أما الدكتور الاسواني فقد تقبل النقد كله بصدر رحب .

 لقد كتب الأسواني روايتين قبل عمارة يعقوبيان ، ولكن دور النشر رفضت نشرهما وادعت أن الروايتين ضعيفتان من الناحية الفنية ، ولكن الدكتور الأسواني لا يعرف الفشل و الهزيمة ، فحبس نفسه في مكتبه ولم يخرج إلا بهذا العمل الروائي العظيم ، الذي أعطى للأدب العربي قيمة بين الآداب العالمية المعاصرة ، فهبت مراكز الترجمة العالميـة مسـرعة وملهوفة إلى ترجمة هذا العمل الروائي إلى لغاتها ، فترجم إلى أكثر مـن عشـرين لغة حية ، كما أن طبعاتها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية فاقت المعقول مما يضعها في صف الكتب الأكثر مبيعاً بين الترجمات التي تصدرها دور نشر هذه اللغات . 

لقد اعتكف الدكتور الأسـواني في مكتبته – كما قلنا – وأدمـن علـى الكتابة صباح مساء حتى طور لغته وأجاد في حبك أسلوبه وتفنن في سرديته وعرضه للرواية ، واعتكف عن العالم ثلاث سنوات كاملة حتى خرج لنا بهذا العمل الإبداعي ، فلا شك ولا مراء في أن يعتلي هذا العمل ويرقى إلى هذه المكانة السامية ، ولا غرو في أن يحدث تلك الضجة الإعلامية التي شغلت الصحافة والساحة الأدبية حينها ، وقد نال الدكتور الأسواني عن هذا العمل عدة جوائز مهمة لعل أبرزها جائزة برونو كرايسكي الشهيرة وبذلك يكون أول مصري يحصل على هذه الجائزة ، كما حصل على جائزة باشراحيل للرواية وجائزة كفـاي مـن الحكومة اليونانية والجائزة الكبرى للرواية في مهرجان تولوز فرنسا وجائزة جرينزاني كافور وهـي أكبر جائزة ايطالية للأدب المترجم ، كما اختارته قناة العربية الفضائية كأبرز شخصية أدبية في العالم العربي لعام ٢٠٠٧ م .