استمتع بالنسمات الرقيقة

 

كنت أنا وأبنائي في النادي نلعب التنس قبل فترة قصيرة، وهما لاعبان جيدان، أما أنا فبارع في لم الكرات على أفضل تقدير. اقترب مني رجل أحسبه في بداية عقده السبعين، واستهل معي الكلام. وكان شخصاً مثيراً للإعجاب. كان قد عاش حياة ثرية حافلة حتى الآن. وبعد دقائق قليلة، أغلق عينيه، وابتسم. سألته: "ما الأمر؟". فكانت إجابته شيئاً لا يمكن نسيانه: "لا شيء مهم. كل ما في الأمر أنني أستمتع بالنسمات الرقيقة". شيء رائع.

 

بعض أفضل متع الحياة أبسطها.

اجعل حياتك ثرية بالمزيد منها،

وسيصبح قلبك سعيداً.

 

في عصرنا هذا، عصر الرغبة في المزيد، والحاجة للمزيد، وامتلاك المزيد، كان من الغريب والممتع أن أسمع أحداً يتكلم عن متع الحياة البسيطة. ولكنني أحتاج هنا لتوضيح شيء مهم؛ وهو أنني لست ضد الأشياء المادية. وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإن كتابي "الراهب الذي باع سيارته الفيراري" The Monk Who Sold His Ferrari  لم يكن دعوة ضد كسب المال والاستمتاع بحياة طيبة. كانت رسالتي الأساسية في هذا الكتاب ببساطة هي: "تذكر دائماً الشيء الأهم الذي يضمن لك أن تحيا حياة عظيمة ورائعة". لك أن تقتني سيارة بي إم دبليو، أو ترتدي أزياء من أفخم الماركات العالمية، أو تقيم في أحد فنادق فور سيزون، أو تكسب أموالاً طائلة، لو كانت هذه هي الأشياء التي تجعلك سعيداً. إن الحياة زاخرة بالقطع بالكثير من المتع المادية التي تجعل الرحلة أكثر بهجة بكل تأكيد. وليس هناك داعٍ لأن تتملكك مشاعر الذنب تجاه الاستمتاع بها. ولكن من فضلك لا تغفل عن تلك الكنوز الأساسية والجميلة في نفس الوقت والتي يمكن حبها والاستمتاع بها على طول الطريق؛ كالعلاقات والروابط الإنسانية العميقة، وإدراك أفضل طاقاتك من خلال العمر المثمر، واستكشاف العالم وإدراك روعة وجلال الطبيعة، أو كمشهد الغروب الخلاب الذي يملأ روحك بالمشاعر والأحاسيس المرهفة، أو القمر لحظة اكتماله وسط سماء عامرة بالنجوم.

إن أفضل متع الحياة تكون أبسطها في بعض الأحيان. اجعل حياتك ثرية وحافلة بالمزيد من هذه المتع، وستشعر بالسعادة من كل قلبك. ويمكنك أن تبدأ بالاستمتاع بالنسمات العذبة الرقيقة.