استمتع بصحبة أطفالك:

إنني لا ألومك إذا ما توقفت للحظات لدى قراءتك عنوان هذه القاعدة؛ حيث إنه يعني ضمنياً أن هناك أوقاتاً لا تستمتع فيها بصحبة أطفالك، وأنا أول من يعترف بذلك، لكن لا تنس أنه قد تمر عليك أوقات لا تجد في نفسك الرغبة لمشاهدة فيلمك المفضل أو الاستماع لأغنيتك المفضلة أو حتى تناول الشيكولاتة التي تعشقها.

لا تفزع! فتلك القاعدة لا تفرض عليك أن تكون دوماً في الحالة المزاجية الملائمة وتكون بصحبة أطفالك طوال الوقت. كل ما أقوله هو أنه إذا ما أتيحت لك الفرصة للاسترخاء أو قراءة قصة له قبل النوم -فمن المهم أن تستمتع بوجودك معهم.

ما الذي يمنعك من الاستمتاع بصحبتهم إذن؟

حسناً، ستجد نفسك وأنت معهم تفكر فيما يمكن عمله غير البقاء بصحبتهم، أو تفكر بقائمة الأعباء الطويلة التي تحتاج للخلاص منها بدلاً من استماعك لأطفالك وهم يعيدون عليك ملخصاً لحلقة الأمس من مسلسل "عائلة سيمبسون، بصورة سيئة، وببطء قاتل، أو التفكير في الخضراوات الموضوعة على النار، والتي على وشك الغليان في المطبخ، أو التفكير في ذلك العرض التقدمي الذي ستجريه في عملك بالغد.

توقف! إنك الآن في وسط أهم مهمة على قائمة مهامك؛ ألا وهي الاستمتاع بصحبة أطفالك. توقف عن التفكير في أي شيء آخر وركز تفكيرك معهم، على ما يقولون ويفعلون. تذكر أن هذا مهم لهم للغاية، تماماً مثل نومهم أو إعداد العشاء لهم أو إعداد غرضك التقدمي. لذا عليك بإجراء حوارات مثمرة معهم، وحينما يقول لك طفلك مثلاً: "خمن ماذا فعلت يا والدي، لقد قتلت سبعة عشر من حيوان الجرامبوس!" لا ترد باقتضاب قائلاً: "ممتار!"، ولكن قل شيئاً مثل: "هل هذا يعنى أنك استخدمت كل ما لديك من أسهم؟".

ولكي تستمتع حقاً بصحبتهم عليك التفكير فيها على أنها غاية في حد ذاتها؛ فبالتأكيد أنت لا تستمتع بقضاء الوقت في إلباس الدمية باربي بطبقات من الملابس، أو مناقشة كافة النقاط التفصيلية المتعلقة بكل فريق من فرق كرة القدم في الدوري، أو الاستماع للوصف التفصيلي لمعركة تخيلية بين قوى النور وكتيبة الغزاة القادمين من الفضاء الخارجي.

ليس عليك إجبار نفسك على الاستمتاع بهذه الأشياء في حد ذاتها٠ لكن تلك الأشياء ما هي إلا وسيلة توصلك لغايتك. وتلك الغاية هي أن تقضي مع أطفالك وقتاً طيباً، تتعلم من خلاله كيف يرى أطفالك العالم، وتتعلم كذلك ما يسليهم، ويضايقهم، ويجرحهم، ويمتعهم، ويبهرهم، أو يسبب لهم الملل والإزعاج.

وبمجرد تعلمك كيف تتوقف وتستمتع بصحبتهم، ستجد أن المتعة الناجمة عن صحبة أطفالك تزداد بدرجة هائلة، وسوف تبدأ في التعلم منهم بحق، وبمجرد أن تجيد فعل هذا كلما سنح لك الوقت، ستكون قادراً على مسامحة نفسك بسهولة أكثر عن تلك المرات التي لا تستطيع احتمال مشاهدة نصف ساعة من مسلسل الأطفال "My little pony".