تألق في دور الوالد

 

بعض العملاء الذين قمت بتدريبهم كانوا قد قدموا إلى المطار الصغير بالقرب من مكتبنا بتورنتو على متن طائراتهم الخاصة، وفي أول اجتماع معهم كان أحدهم يقول لي شيئاً مثل: "روبين، أصبحت أمتلك من المال كل ما كنت أحتاجه، كما أمتلك عدداً من المنازل موزعة في كل أنحاء العالم، كما أنني شخصية ذائعة الصيت. ولكنني أشعر بحزن شديد". وعندما أسأل عن السبب، فعادة ما تكون الإجابة هي: "لأنني فقدت أسرتي بينما كنت أبني عملي. تركتني زوجتي، وأولادي لا يعرفونني حتى... وهذا ما يفطر قلبي".

ضع أسرتك، وصحتك، على رأس قائمة أولوياتك. فالأسرة مهمة. وما فائدة أن تحقق كل أحلامك، وتجد نفسك وحيداً؟ وليس هناك ما هو أهم من أن تكون ووالداً رائعاً. إن الأولاد يكبرون بسرعة مذهلة. وفي غمضة عين يتركونك وتصبح لهم حياة خاصة. إن ابنتي في التاسعة من عمرها الآن، وتقضي معظم وقت فراغها في اللعب مع صديقها المفضل ماكس (کلب صغير بحاجة ماسة إلى بعض التدريب). أما أنا فأتصور أن لحظة ميلادها لم يمر عليها إلا عام أو اثنان. وبالأمس فقط كان ابني في عربة الأطفال، بوجنتيه الممتلئتين، وصوته الطفولي الناعم. وهو الآن في الحادية عشرة، وأكثر مني نهما بالقراءة، ولديه رؤيته الخاصة بخصوص مستقبله (يريد أن يصبح مستثمرة). وإنه الأمر محزن نوعاً ما عندما تشاهد أطفالك يكبرون بسرعة. وأعتقد أن كل ما أستطيع فعله هو أن أظل مكرساً حياتي لهم، وألا أضني عليهم بوقتي دائماً ما أعتبر أولادي على رأس قائمة أولوياتي). وفيما يلي بعض الأفكار التي يمكن أن تساعدك على التألق في دورك المهم جداً كوالد:

 

حاول ألا تنقل مخاوفك لأبنائك،

ولكن أن تعرفهم على ما هو ممكن.

 

كن قدوة حسنة لهم. أفضل طريقة تؤثر بها على أولادك أن تطابق أفعالك أقوالك. كن نموذجاً للسلوك الذي ترغب منهم تطبيقه. لا تتحدث عن روعة الكتب والتعلم، ثم تتجه إلى حجرة المعيشة وتجلس أمام التليفزيون ثلاث ساعات. تلك العيون الصغيرة تراقب كل ما تفعله. وقد تحدثت عن هذه الفكرة في كتاب Family Wisdom from the Monk Who Sold His Ferrari، وهو كتاب سیفیدك جداً وأنت تربي وتنشن فادتك في البيت.

قم بتطويرهم. لا تنظر إلى نفسك على أنك مجرد أب لأولادك، ولكن على أنك "مطور" لهم. من المهم أن تطور عقولهم وقلوبهم وأرواحهم بطريقة فعالة. هذه مهمتك. علمهم تذوق الفن الراقي. اصطحبهم إلى المطاعم الشيقة. عرفهم على أشخاص رائعين لديهم أفكار فريدة. وكثيراً ما كان والد جون كنيدي يدعو أشخاصاً رائعين على العشاء. وأثناء تداوله، كان الأطفال يتعلمون من الضيوف، ثم يطرحون على الزوار بعض الأسئلة من أجل تعميق تعلمهم. ممارسة ذكية.

كن ملهماً لهم. فكرة مهمة: الآباء يعلمون أبناءهم كيف يرون العالم. يعرفونهم طبيعة العالم من حولهم. وإذا كنت ترى العالم كمكان تملؤه القيود والحدود، فستكون هذه هي نظرة هؤلاء الصغار الذين تنشئهم للعالم. حاول ألا تنقل مخاوفك للأبنائك، ولكن أن نعرفهم على ما هو ممكن. ألهمهم ليصبحوا أشخاصاً رائعين، يجعلون العالم مكانة أفضل، وعلى طريقتهم الخاصة. كن معيناً لهم على ذلك.

وإليك وسيلة أنقلها لك من بيتي. في كل ليلة قبل أن ينام أولادي، أكرر عليهم أربع عبارات: "يمكنكم أن تفعلوا أي شيء تريدون فعله عندما تكبرون"، "إياكم أن تستسلموا"، "أياً كان ما تفعلونه، ففعلوه جيداً"، وأخيراً "تذكروا مقدار حب أبيكم لكم". وأنا أداوم على ذلك كل ليلة منذ أربع سنوات. وهم غالباً ما يقولون: "أبي، أصبحنا نعرف كل هذه الأشياء عن ظهر قلب. نعرف أنه لا يجب أن نستسلم أبدأ، ونعرف مقدار حبك لنا. لقد أصبح هذا شيئاً مملاً؟". ولكن يراودني إحساس بأنه في يوم ما، ربما عندما أصبح مسناً ويتغضن وجهي، ستأتيني رسالة بريدية من كولبي أو بيانكا، أعز مخلوقين عندي في الوجود. وفي هذه الرسالة سأجد كلمات بسيطة تقول: " أبي، إنني أحيا حياة رائعة. أشكرك لأنك كنت نعم الأب. وأشكرك على تلك العبارات الأربعة التي كنت تكررها علينا كل ليلة. لقد كان لها في حياتنا أكبر الأثر".