لا تستسلم

 

أجلس هنا في مكتبي بينما أكتب هذا الفصل. وأتناول القهوة، وأفكر. لست مستغرق في أحلام اليقظة. ولا مضيعة الوقت. ولست قلقاً. فقط أفكر. وتلك واحدة من أفضل عاداتي. وأنا أفكر الآن في أهمية امتلاك المرء لإحساس بمهمته في الحياة، ثم الإخلاص لهذه المهمة. ولكن هذا ليس سهلاً.

وقد اكتشفت أنه كلما كانت أحلامي أكثر ضخامة، زادت العقبات التي أواجهها. ومهمتي في الحياة واضحة ومباشرة: أرغب في مساعدة الناس على أن يصبحوا أشخاصا رائعين، ومساعدة المؤسسات على الوصول إلى مستوى التميز. إن لدي شغفاً بتحقيق هذا الحلم، وبأداء واجبي لجعل هذا العالم مكاناً أفضل. وليس هذا مجرد عمل أؤديه، ولكنه رسالتي في الحياة. ولكنني كلما وصلت إلى مستوى أعلى، تعرضت لمحن أكثر فهل يبدو هذا مألوفة بالنسبة لك؟

غير أن التحديات شيء مفيد. فهي وسيلتنا للنمو والتطور. نحن نصبح أكثر حياة ووعياً عندما تحيط بنا المخاطر. وقد عبر بابا والندا ـ البهلوان الرائع في المشي على الحبل عن هذه الفكرة جيدا بقوله: " اللحظات التي أقضيها فوق الحبل هي التي أعيش فيها الحياة كما ينبغي، أما ما عدا ذلك فهو مجرد انتظار". وأكثرنا حكمة القادة الحقيقيون ـ يبتسمون في مواجهة الشدائد والمحن. فهم يدركون أن الحياة تختبر أصحاب الأحلام الكبيرة، والأرواح الثورية. والأمر يشبه تقريبا عملية الانتخاب الطبيعي؛ حيث البقاء للأقوى والأفضل). ويعجبني حقاً ما قاله جيف بيزس، مؤسس موقع أمازون دوت كوم Amazon. Com ذات مرة: "كنت أعرف أنه إذا فشلت، فلن أندم على ذلك، ولكنني كنت أعرف أن الشيء الوحيد الذي قد أندم عليه هو عدم المحاولة".

ولهذا سوف أواجه أي عقبة أصادفها حتى أتغلب عليها. وسوف أبقي عيني مركزتين على حلمي. وسأظل مخلصاً لرسالتي، ومصراً على أداء مهمتي. لأن هذا العالم ملك لأصحاب الأحلام: أنت وأنا. وسواء نجحنا أو أخفقنا في النهاية، فسنكون قد حققنا فارقة وأحدثنا تغييراً. وهذا وحده يكفيني.

 

الحياة تختبر أصحاب الأحلام الكبيرة،

والأرواح الثورية.