سؤال ستيف جوبز

 

ستيف جوبز رجل مثير للاهتمام. كم عدد من أسسوا شركة تتعامل بالبلايين في جراج بيتهم وهم في بداية العشرينات من عمرهم؟ كم عدد من يمكنهم ريادة السوق في ثلاثة مجالات منفصلة؟ (الموسيقى، حيث أحدثت أجهزة iPod ثورة في طريقة تقديم الموسيقي؛ والأفلام، حيث يعتبر Pixar واحدة من أنجح استوديوهات الرسوم المتحركة في العالم، والكمبيوتر، حيث يعتبر تفاني شركة آبل في تصميم البرامج بطريقة جذابة مع سهولة الاستخدام تفانياً منقطع النظير. غير أن أكثر ما يثير اهتمامي في ستيف جوبز فلسفته.

كان جوبز يسأل نفسه سؤالاً لا ينسى في كل مرة يتعين عليه فيها اتخاذ قرار مهم: "ما الذي كنت سأفعله لو كان اليوم هو آخر أيام حياتي؟". ووراء هذا السؤال فكرة مهمة. فقد التقى بزوجته بتلك الطريقة.

كان يلقي خطاباً في الجامعة منذ سنين مضت، وكانت هي من بين الحاضرين. وعندما رآها، شعر تجاهها بالإعجاب، وتكلم معها بعد خطابه، وافترقاً بعد أن أعطته رقم هاتفها. وأراد هو أن يدعوها على العشاء في مساء ذلك اليوم، ولكن تصادف أنه كان لديه الليلة اجتماع مهم في العمل. هذه هي الحياة. وفي طريقه لسيارته، سأل نفسه ما أسميه "سؤال ستيف جوبز": "ما الذي كنت سأفعله لو كان اليوم هو آخر أيام حياتي؟". أنا وأنت تعرف إجابته. لقد أسرع عائداً إلى قاعة الاجتماعات، ووجد هذه المرأة وصحبها إلى العشاء. وهما معاً لم يفترقا منذ ذلك الحين.

 

ما الذي كنت سأفعله لو كانت هذه

أخر ليلة في حياتي؟

 

أعرف أنه يتعين علينا جميعاً أن نكون عمليين. وأدرك أننا لا نستطيع تطبيق سؤال ستيف جوبز في كل المواقف. ولكن كما ذكرت في كتابي Who Will Cry When ?You Die، فإن الإدراك الدائم لحقيقة فنائك هو مصدر رائع للحكمة. وتذكير نفسك باستمرار بأنك في ضوء الخطط الكلي للأشياء لن تكون هنا لفترة طويلة مهما كان العمر الذي ستحياه ـ هو طريقة ممتازة لتوجيه شغفك، وتعزيز إقدامك على المخاطرة، والخوض بعمق في لعبة الحياة. إن وضع النهاية نصب عينيك هو ممارسة ممتازة تبقيك مرکز على أكثر الأشياء أهمية. قبل أن يفوت الأوان.