بِع مكتبك

 

أفضل المؤدين في العمل لا يختبئون وراء مكاتبهم؛ إدراكاً منهم أن أهم شيء في العمل هو التواصل مع الناس. عندما يحبك الناس ويعرفونك ويثقون بك، سيقومون بمساعدتك. هذا هو ما يحدث تماماً. وتلك هي الطبيعة الإنسانية مجسدة.

إن أفضل المديرين يخرجون من وراء مكاتبهم لينخرطوا في أحاديث ثرية وهادفة مع فريق عملهم. وهم يدركون جيداً أن الشغف والحماس ينتقلان للآخرين كالعدوى، وأنه قبل أن يمد الآخرون أيديهم إليك، تحتاج إلى أن تمس قلوبهم. وأفضل البائعين يخرجون من وراء مكاتبهم ويتناولون الطعام مع عملائهم. فهم يدركون قوة وفعالية "بيع العلاقات ". (فكرة مهمة: الناس لا يشترون المنتجات والخدمات، وإنما يشترون الأشخاص والعلاقات). وأفضل الموظفين يخرجون من وراء مكاتبهم للتعاون مع زملائهم ومساندتهم، ولنشر حماستهم.

أفضل المؤدين في العمل لا يختبئون وراء مكاتبهم، إدراكا منهم أن أهم شيء في العمل هو التواصل مع الناس.

أكثر من أي وقت مضى في حياتي، أحاول الآن أن أخرج من مكتبي. وأنا أحب فريق عملي، ولكنهم يعرفون ما يفعلونه. وما عادوا بحاجة لوجودي معهم. فهم يقودون من غير منصب رسمي، ولديهم كل الصلاحيات الممكنة. ولو أنني تواجدت معهم كثيراً، فسأعترض طريقهم. إنني بحاجة أكثر إلى الخروج لمقابلة قرائي الذين يهمني أمرهم كثيرة. أحتاج إلى أن أكون خارج مكتبي لخدمة عملائي الأحباء، ومساعدتهم على تأسيس شركات متميزة. أحتاج إلى أن أكون خارج مكتبي لتعلم أفكار جديدة، والتعرف على رؤى مثيرة للاهتمام، لتعرف بعد ذلك طريقها عبر مدونتي، أو في خطابي المقبل، أو كتابي القادم. إن الاختباء وراء مكتبي هو أسوأ مكان يمكن أن أتواجد فيه. وبخصوص فكرة "مكتب بلا أوراق"، فهي لن تتحقق في حياتي أبداً. أما بخصوص فكرة "مكتب بلا مكتب للجلوس عليه"، فأمهلني عاماً لكي أحققها.