أقدم على المخاطرة

 

أتعرض للفشل أكثر من أغلب الناس. أتعرض للفشل طوال الوقت. تعرضت لإخفاقات في العمل. وإخفاقات في العلاقات. وإخفاقات في الحياة. وكنت دائماً ما أتساءل عن سبب حدوث ذلك. كما كنت أرق لحالي وأشفق على نفسي، وباستمرار أعاني من مرض "تقمص دور الضحية"، وهو مرض مرعب. ولكنني الآن فهمت كل شيء. لقد كنت أخطئ وأتعثر، ولكن كل ذلك كان في طريقي نحو الحياة التي كنت أتمناها لنفسي. إن الفشل هو ثمن العظمة. وهو عنصر أساسي في تحقيق أي إنجاز مهم. وكما كتب ديفيد کیلي، الخبير في مجال الابتكار والتجديد: "كلما أسرعت في التعرض للفشل، أسرعت في تحقيق النجاح". إنك لن تستطيع النجاح ما لم تترك منطقة أمانك وراحتك، وتقدم على بعض المخاطرات المحسوبة. فبدون المخاطرة، لن تحصل على أي نتيجة إيجابية. وطبيعي أنك كلما أقدمت على مخاطرات أكثر في سعيك لتحقيق أحلامك، تعرضت الإخفاقات أكثر.

كثيرون منا يحيون فيما أطلق عليه "ملاذ العلوم الآمن". نفس الإفطار منذ ۲۰ عاماً. نفس الطريق من وإلى العمل منذ ۲۰ عاماً. نفس المحادثات منذ ۲۰ عاماً. نفس طريقة التفكير منذ ۲۰ عاماً. ليس لي اعتراض على هذه النوعية من الحياة. فإذا كانت تشعرك بالسعادة، فهذا شيء رائع. ولكنني لا أعرف أحداً يحيا بهذه الطريقة ويشعر بالسعادة. فلو أنك داومت على فعل نفس الأشياء التي طالما فعلتها، فستحصل على نفس النتائج التي طالما حصلت عليها. يعرف آينشتاين الجنون على أنه فعل نفس الأشياء مع توقع نتائج مختلفة. غير أن الغالبية العظمى من الناس يديرون حياتهم بهذه الطريقة. ولكن السعادة الحقيقية لا تأتي إلا عندما تتحلى بالجرأة، وتقدم على المخاطرة. نعم، سوف تبدأ في التعرض لمزيد من الفشل والإخفاق. ولكنك في نفس الوقت سوف تبدأ في تحقيق المزيد من النجاحات.

إن الفشل هو مجرد جزء من عملية الوصول إلى مكانة متميزة. وقد قال مستشار الإدارة توم بيترز: "الفشل هو علامة التفوق والتميز". إن أفضل الشركات في العالم قد تعرضت للفشل أكثر من الشركات العادية. وأنجح الأشخاص في العالم قد تعرضوا للفشل أكثر من الأشخاص العاديين. والفشل الوحيد في رأيي هو الفشل في المحاولة والحلم والتحدي. والمخاطرة الحقيقية هي الحياة بلا مخاطرة. وقد عبر مارك توين عن هذه الفكرة تماماً عندما أشار بقوله: "بعد عشرين سنة من الآن، ستشعر بالإحباط وخيبة الأمل تجاه الأشياء التي لم تفعلها، أكثر مما تشعر تجاه الأشياء التي فعلتها".

 

المخاطرة الحقيقية هي الحياة

بلا مخاطرة.

 

تقدم اليوم إذن، واجعل آفاق أحلامك أكثر رحابة. التمس أفضل طاولة في مطعمك المفضل. التمس الارتقاء إلى الدرجة الأولى في رحلتك التالية بالطائرة. التمس من أعضاء الفريق في العمل مزيداً من التفهم. التمس من زوجتك مزيداً من الحب. افعل ذلك. وأنا أحثك وأشجعك على ذلك بشدة. وتذكر أنك لن تفوز في لعبة لم تشارك فيها من الأساس.