كن إنساناً مُلهماً

 

كنت أقوم بتوصيل ابني إلى المدرسة منذ بضعة أيام، وأعجبني ما فعله عندما دخل إلى فصله. توجه إلى أحد أصحابه وقال له: لماذا تبدو مكتئباً يا صاحبي؟". رفع صاحبه رأسه لأعلى، وكانت تبدو عليه مظاهر الجد، ثم أغرق الاثنان في الضحك. جعلني هذا أبتسم. ثم جعلني أفكر.

إن العظمة في العمل وكذلك في الحياة تأتي من خلال أن تصبح إنساناً مُلهماً. نحن بحاجة لأن نرفع من معنويات الآخرين عن طريق مواقفنا وتوجهاتنا، وحضورنا في حد ذاته. عندما نرى شخصاً يشعر بانخفاض في معنوياته أو يواجه صعوبة معينة أو في حالة من الشك في قدراته أو بحاجة إلى كلمة عطف، فمن واجبنا أن نساعده، ربما بأن نسأله: "لماذا تبدو مكتئباً يا صاحبي؟".

وأفضل طريقة للقيادة ورفع معنويات الآخرين سواء كانوا زملاء في العمل أو أفراد في الأسرة أو أصدقاء ـ هي أن تتمسك بنفس السلوكيات التي ترغب منهم التمسك بها. وأفضل طريقة للتأثير في الآخرين هي أن تكون قدوة لهم. إن الأفعال أبلغ من الكلمات في توصيل رسالتك. فما أسهل الكلام. ولكن الأشخاص المتميزين يجسدون رسالتهم. وأفعالهم تطابق أقوالهم. والأهم من كل شيء أنهم يلهمون من حولهم. فهل أنت كذلك؟

ألطف المجاملات التي سمعتها على الإطلاق كانت من امرأة جاءت إلي بعد انتهائي من إلقاء خطاب أمام ۲۰۰۰ من المتخصصين في اللياقة البدنية في مؤسسة عظيمة اسمها كان-فیت-برو. قالت وهي في غاية التأثر: "أعجبني عرضك بشدة". سألتها عن السبب، فأجابت: "لا أعرف بالتحديد، ولكن أعتقد أنك قد ألهمتني لتوك لأن أصبح إنسانة أفضل مما أنا عليه". كيف كانت ستبدو المؤسسات التي نعمل لديها وكيف كانت ستبدو مجتمعاتنا التي نحيا فيها وكيف كان سيبدو العالم كله، لو أن كلا منا قام بواجبه لكي يصبح قائداً عظيماً ومُلهماً للآخرين كل يوم، ومشجعاً لهم على أن يصبحوا أفضل مما هم عليه؟ يمكننا أن نلعن الظلام، أو أن نشعل شمعة. وما أحوج عالمنا إلى مزيد من الشموع. فتألق. واليوم.

العظمة في العمل وكذلك في الحياة تأتي من خلال أن تصبح إنساناً مُلهماً.