ميل الأربع دقائق

أشار الفيلسوف آرثر شوبنهاور ذات مرة قائلاً: "معظم الناس يعتبرون أن حدود رؤيتهم هي حدود العالم. قليلون من الناس فقط هم من لا يفكرون بهذه الطريقة. فكن واحداً من هؤلاء". نقطة عميقة. إن الحياة التي تراها في هذه اللحظة بالتحديد ليست بالضرورة هي حياتك في المستقبل. من الجائز أنك ترى الأشياء من منظور مخاوفك وقيودك وفرضياتك الخاطئة. وبمجرد أن تنظف النافذة الزجاجية الملوثة التي ترى العالم من خلالها، خمن ماذا سيحدث؟ سوف تظهر لك مجموعة جديدة تماماً من الاحتمالات والإمكانات. وتذكر أننا لا نرى العالم كما هو عليه، ولكن كما نحن عليه. إن هذه الفكرة قد غيرت حياتي خلال العقد الماضي، بعد أن كنت مجرد محام تعيس يبحث عن طريقة أفضل للحياة.

قبل عام 1954، كان يعتقد أنه لا يستطيع أي عداء أن يقطع مسافة ميل في أقل من أربع دقائق. ولكن بعد أن استطاع روجر بانستر أن يتخطى هذا الحاجز، تمكن كثيرون من تكرار هذا الإنجاز البطولي، وفي غضون أسابيع. لماذا؟ لأنه أظهر للآخرين ما هو ممكن. وأصبحت لديهم بذلك نقطة مرجعية جديدة. ثم بعد ذلك، ومن خلال تسلحهم بهذا الاعتقاد الجديد، تمكنوا من فعل ما كان يعد مستحيلاً.

فما العقبة التي لا تستطيع أن تتخطاها؟ ما المستحيلات الخادعة التي أقنعت نفسك بعدم القدرة على تحقيقها؟ ما الفرضيات الزائفة التي تضعها لنفسك فيما يتعلق بما لا يمكنك امتلاكه أو فعله أو تحقيقه؟ إن طريقة تفكيرك هي التي تخلق واقعك. ومعتقداتك تصبح بالفعل نبوءات محققة (ولأن معتقداتك تقود أفعالك، ولأنك لن تتصرف أبدأ بطريقة لا تتماشى مع طريقة تفكيرك، فإن حجم حياتك يعكس حجم تفكيرك). فإذا كنت ترى أن هناك شيئاً ما يستحيل أن يحدث لك في الحياة، إذن فمن المستحيل أن تتخذ الخطوات المطلوبة لتحويل هذا الهدف إلى واقع. إن فكرة "الاستحالة" المسيطرة عليك سوف تثبت نفسها. وحدودك التي تتخيلها تصبح قيوداً تحول بينك وبين العظمة التي كان يمكن أن تبلغها. وأنت أفضل من ذلك بكثير. وقد عبر جراح الأعصاب الشهير بن کارسون عن هذه الفكرة بشكل رائع عندما قال: "ليس هناك ما يعرف بالشخص العادي؛ لأنه ما دام لديك عقل طبيعي، فأنت شخص متميز".

 

 

إذا كنت تعتقد أن هناك شيئاً ما

يستحيل حدوثه لك في الحياة، إذن

فمن المستحيل أن تتخذ الخطوات

المطلوبة لتحويل هذا الهدف إلى واقع.

إن فكرة "الاستحالة" المسيطرة عليك

سوف تثبت نفسها.