قم بأداء دورك

 

سوف أطرح عليك سؤالاً مهماً: "ما الذي تفعله للمساعدة في خلق عالم جديد وأفضل؟". لا تلقي باللوم على الساسة. ولا تلقي باللوم على من حولك. ولا تلقي باللوم على والديك أو على خلفيتك. فالقيام بذلك معناه أنك تلعب دور الضحية، والعالم مليء بمن يلعبون دور الضحية، بينما هم في الحقيقة قادرون على التميز والتألق، وعلى إحداث فارق هائل. وقد عبرت الأم تريزا عن هذه الفكرة أفضل مما يمكنني بكثير: "لو أن كلا منا کنس أمام عتبة بابه، لأصبح العالم بأكمله نظيفاً".

إن إلقاء اللوم على الآخرين هو محاولة لالتماس العذر لذاتك. وعندما تقول لنفسك إنك بمفردك غير قادر على التأثير فيما حولك، فأنت بذلك تتخلى عن قوتك. بعد إعصار ضرب إحدى المدن منذ فترة قصيرة، استخدم مجموعة من طلاب الجامعة أتوبيسات المدرسة الخالية وقاموا بقيادتها إلى الأماكن المنكوبة، في الوقت الذي أشيع فيه استحالة الدخول إلى المدينة. كما استطاع رجل ضعيف يرتدي إزارا واسمه المهاتما غاندي أن يحرر أمة بأكملها. كما أن امرأة تدعى روزا باركس قد أثارت حركة للدفاع عن الحقوق المدنية برفضها التخلي عن مقعدها لشخص آخر والجلوس في مؤخرة الأتوبيس. في مقدور الأشخاص العاديين إذن فعل أشياء عظيمة. يعجبني ما قالته أنيتا روديك، مؤسساً شركة ذا بدي شوب، ذات مرة: "إذا كنت تعتقد أنك أصغر من أن تؤثر فيما حولك، فجرب أن تحاول النوم وفي حجرتك بعوضة واحدة".

عش طبقاً لما أطلق عليه "قاعدة جنيفر أنستون". ففي أحد أعداد مجلة فانيتي فير، ذكرت جنيفر أنستون أنها استسلمت ذات يوم لفكرة القيام بدور الضحية بعد التعرض لتجربة صعبة. وبعد ذلك اليوم الذي شعرت فيه بالعجز والحزن على نفسها، أفاقت من غفلتها، وحملت نفسها المسئولية عن الحالة التي تبدو عليها حياتها. لقد تحملت المسئولية الشخصية عن دورها في المشكلة، حتى لو كان هذا الدور لم يسهم إلا بنسبة 1٪ في إحداثها. وهذه هي القيادة الشخصية مجسدة. لا يهم من أنت، ولا يهم ماضيك أو أصلك أو خلفيتك، فكما قالت المذيعة اللامعة أوبرا وينفري: "القدرة على النجاح والانتصار تنبع منك أنت. دائما".

 

إلقاء اللوم على الآخرين هو محاولة

الالتماس العذر لذاتك. وعندما

تقول لنفسك إنك بمفردك غير قادر

على التأثير فيما حولك، فأنت بذلك

تتخلى عن قوتك.

 

ما الذي لا يعجبك في حياتك أو في الشركة التي تعمل بها أو في البلد التي تقيم فيها؟ قم بعمل قائمة. دون كل هذا. أصرخ به. ثم افعل شيئاً لتحسينه. أي شيء. صغيراً كان أو كبيراً. افعل شيئاً فحسب. وبينما تستخدم قدرتك على الاختيار، فستنمو هذه القدرة وتتطور. وبينما تعمل على تحسين الأمور في نطاق نفوذك وتأثيرك، فسيتعاظم هذا النطاق. قم بأداء دورك إذن. اليوم. والآن. وسيصبح العالم أفضل من جراء ذلك.