تصرف كلاعب رياضي

 

من أفضل الطرق التي أعرفها للحصول على نتائج هائلة في معظم مجالات الحياة المهمة هي التدريب اليومي. إن اللاعبين الرياضيين الكبار يعرفون أن التدريب هو السبيل الوحيد للوصول إلى العظمة. كنت في موسكو منذ فترة قصيرة من أجل سلسلة من الخطابات وورش العمل. وفي صباح أحد الأيام توجهت إلى صالة الألعاب الرياضية في الفندق لممارسة التمرينات، وكانت الساعة السادسة. تخيل من وجدت هناك؟ ماري بیرس، نجمة التنس. وعلى مدى ساعتين، ظلت تجري وترفع الأثقال وتمارس تمريني البطن والضغط لعدد هائل من المرات. لقد كانت تدفع ثمن النجاح.

أنت بحاجة للتدريب لكي تصل إلى العظمة. واللاعبون الرياضيون يدركون هذه الحقيقة تمام الإدراك، فلماذا تبدو غريبة علينا؟ من المؤكد أن التدريب يتطلب النظام والانضباط. ولكن كما يقول صديقي نيدو كوبين (وهو مستشار في مجال الأعمال ومتحدث تحفيزي): "إن ثمن النظام والانضباط أقل دائماً من آلام الندم". رجل حكيم.

ما أؤكد عليه هنا هو أن العظمة الشخصية والمهنية تتطلب عملاً وجهداً. لن تجدني أخبرك أبداً أنك تستطيع الوصول إلى أحلامك بدون أن تضطر إلى تقديم بعض التضحيات ودفع الثمن، وهذا الثمن هو التفاني وضبط النفس. "ادفع الثمن". كلمتان تنطقان بالحقيقة. إن أفضل الناس بيننا يجعلون المسألة تبدو في غاية البساطة والسهولة، وهو ما أطلق عليه "تأثير الإوزة"، فأصحاب الأداء الفائق (أو النخبة) يجعلون التفوق الشخصي والمهني يبدو شيئاً عفوياً من غير جهد، كما يبدو أنهم ينجزون الأشياء بنفس السلاسة التي تعوم بها الإوزة فوق الماء. ولكن، وكما في حالة الإوزة، ما لا يمكنك أن تراه هو ما يحدث تحت السطح من تخطيط وتنظيم وعمل شاق وأداء يقرب من المثالية.

 

 

الرياضيون الكبار يعرفون أن

التدريب هو السبيل إلى العظمة.

 

وقد وضعت في حياتي سلسلة من الممارسات التي تجعل يومي حافظ وعظيم.

وقد عرضت عليك هذه الممارسات في فصل سابق. نعم، أحياناً تبعث لك الحياة بعض التحديات غير المتوقعة والتي تخرج عن المسار المعتاد، وتلك سنة الحياة. ولكن عن طريق تطبيق عدد من أفضل الممارسات والعادات والتي تجعلك في أفضل حالاتك باستمرار، سوف تتمكن من البقاء في حالة إيجابية في أغلب الأوقات. وهذه فكرة بسيطة ولكنها كفيلة بتغيير حياتك، وهي قد ساعدت الكثير من عملائنا. وتتضمن الممارسات التي ستجعلك في أفضل حالاتك جلسة صباحية لتدوين اليوميات حيث تسجل مشاعرك وأفكارك والنعم التي تشعر بالامتنان تجاهها. أو يمكن أن تبدأ يومك بمجموعة من التمارين الرياضية الفعالة وإفطار يليق بشخص فائق الأداء. وأنا شخصياً أستمع في أغلب الأوقات إلى الموسيقى لمدة 15 دقيقة، والقيام بذلك لا يمنحني الطاقة فحسب، ولكن يشعرني بالسعادة أيضاً. كما أنني أستخدم عبارات النجاح أو العبارات التأكيدية حتى أحافظ على تركيزي الذهني. إن النجاح والسعادة والسلام الداخلي كلها أشياء لا تتحقق من تلقاء نفسها؛ بل إن عليك تحقيقها بنفسك. حاول أن تجد مجموعة الممارسات أو العادات المناسبة لك، وقم بتطبيقها بصورة منتظمة. ثم انطلق وتألق في هذا العالم الجميل.