كي تصبح أكثر إنتاجية،

              استرخ واستمتع أكثر

 

قضاء وقتك بأكمله في العمل لن يجعلك أكثر إنتاجية. فمن خلال خبرتي على مدى أكثر من عشرة أعوام، لاحظت أن عدداً قليلاً من الناس فقط هم من يتوصلون إلى أفضل أفكارهم وهم يعملون. وأنا أدعوك إلى أن تفكر في هذا الأمر لدقيقة. إن فحص رسائل بريدك الإلكتروني كل 60 ثانية لن يجعلك أكثر إنتاجية. وإرهاق نفسك بالعمل لساعات طويلة ليس هو الوسيلة المثلى لاستغلال ملكاتك وقدراتك الإبداعية. كما أن رفضك للإجازات والعطلات لن يجعل منك شخصاً صاحب أداء فائق في العمل. وإليك هذا الدرس القيم الذي تعلمته: إن أفضل أفكاري تلك التي تجعلني أرتقي في العمل وتغير

حياتي ـ تواتيني في أوقات الاسترخاء والاستمتاع.

هناك قيمة عظيمة في تخصيص وقت كاف للاسترخاء وعمل الأشياء التي تملأ قلبك بالبهجة. إن نيوتن لم يتوصل إلى اكتشافاته البدعة في قوانين الفيزياء وهو يجري ليلحق القطار. كما قضی آينشتاين قدراً هائلاً من الوقت في الإبحار والتواصل مع ذاته الطفولية. كما أن مخترع ماكينة الخياطة قد جاءته فكرتها في حلم رأى فيه جزيرة يمسك سكانها البدائيون برماح مثقوبة من مقدمتها. أنا شخصياً وأتتني فكرة كتابي Leadership Wisdom from the Monk Who Sold His Ferrari: The 8Rituals of Visionary Leaders بينما كنت في جولة طويلة بسيارتي في الريف. وعندما لاحت الفكرة في ذهني، توقفت على جانب الطريق، ورحت أسجلها في مفكرتي لأكثر من ساعتين. وهي بالنسبة لي تجربة لا يمكن نسيانها.

 

أفضل أفكاري تلك التي تجعلني أرتقي

في العمل وتغير حياتي تواتيني في

أوقات الاسترخاء والاستمتاع.

 

وكثيراً ما أمزح مع جمهوري قائلاً إنني أحقق معظم دخلي وأنا أتزحلق على الجليد، فيضحكون، ولكنهم يفهمون قصدي. أنت بحاجة إلى أن تتيح المجال لعبقرتيك لكي تتدفق. إن دفقات الإبداع، أو ذلك السيل الجارف من الأفكار التي ترتقي بحياتنا العملية والشخصية إلى المستوى التالي لها، تواتينا ونحن نتزحلق على الجليد أو نتناول القهوة في أحد مقاهي ستاربكس أو نتمشى في الغابات أو نتأمل لحظة الشروق. ومثل هذه الأنشطة ليست مضيعة للوقت. لا على الإطلاق. إنها استغلال ممتاز لوقتك. وستواتيك القدرة على الإبداع عندما تشعر بالاسترخاء والسعادة والاستمتاع باللحظة الحالية. وعندما تواتيك هذه القدرة، فمن الممكن أن تجلب معها من الأفكار ما قد يهز عالك. والأمر لا يتطلب إلا فكرة رائعة واحدة لتتمكن من تحقيق نتائج ما كنت تتخيلها في السابق. إن الاسترخاء وأخذ العطلات وتخصيص وقت للاستمتاع، كل هذه الأشياء سوف تجعلك أكثر نجاحاً بكل تأكيد.

وهذه الأنشطة نفسها سوف تدر عليك المال. وقد عبر ميريل جوليانو، الرئيس التنفيذي لشركة كليكوت، عن ذلك جيداً: "علينا أن نخصص لأنفسنا وقتاً نقضيه على الشاطئ. أن نمنح أنفسنا مجالاً للراحة والاسترخاء كل يوم، لأننا نعيش في عالم من الإرهاق والتعب الضني. حتى لو خصصت ۲۰ أو ۳۰ دقيقة فقط لنفسك كل يوم، فستصبح موظف أفضل، وزمي" أفضل، وشخصاً أفضل. والقيام بذلك سيفيد كل من حولك بقدر ما سيفيدك".

إليك هذا أيضاً: أشارت شركة هيولت ـ باکارد مؤخراً إلى أن المقاطعات المستمرة الناشئة عن الوسائل التكنولوجية تنتقص فعلياً ۱۰ نقاط من حاصل الذكاء لدى الموظف العادي في بيئة العمل. كما لاحظت شركة فيريتاس الأمريكية للبرامج حدوث شيء مذهل بعد تطبيقها لفكرة "إخلاء أيام الجمع من رسائل البريد الإلكتروني"؛ حيث أصبحت أيام الجمع أكثر أيام الأسبوع إنتاجية وإبداعية في الشركة.

احصل على قدر من المتعة إذن. تضاحك مع زملائك في العمل. اذهب للتمشية في راحة الغداء. اخرج للصيد أو السباحة أو لعب الجولف في عطلة نهاية الأسبوع القادم ومن الممكن أن تقضي أسبوعاً على شواطئ البحر الكاريبي، أو في زيارة للمتاحف العظيمة في فرنسا وإيطاليا. أو استمتع بمجرد أخذ سنة من النوم والاسترخاء من آن الآخر. ولو أخبرك أحد بأنك تهدر وقتك بذلك، فلديك تصريح رسمي مني لترد عليه قائلاً: "ولكن روبين أخبرني أنني بذلك أزيد إنتاجيتي". ثم تعود لتكمل نومك.