التعلم أو التدهور

 

هناك علاج للشيخوخة لا يتحدث عنه أحد، يطلق عليه اسم التعلم. وفي اعتقادي أنك ما دمت تتعلم شيئاً جديداً كل يوم، وتوسع آفاقك الشخصية، وتحسن طريقتك في التفكير، فلا يمكن أن تصبح عجوزة. إن الشيخوخة لا تصيب إلا من يفقدون رغبتهم في التحسن، ويتخلون عن غريزة حب الاستطلاع. "كل ثلاث أو أربع سنوات أختار موضوعاً جديداً. قد يكون هذا الموضوع عن الفن الياباني أو في الاقتصاد مثلاً. ورغم أن ثلاث سنوات من الدراسة ليست مدة كافية على الإطلاق لإتقان موضوع معين، إلا أنها كافية تماماً لفهمه ومعرفة أساسياته. ولهذا فعلى مدار أكثر من 20 عاماً، كنت أختار موضوع واحداً أركز عليه في كل مرة". هذا هو ما قاله بيتر دراکر، مؤسس الإدارة الحديثة، والذي عاش إلى أن أصبحت سنه 95 عاماً. رجل فذ.

في العام الماضي، أسعدني الحظ بقضاء ساعتين في محادثة مع الحائز على جائزة نوبل للسلام في ذلك العام. كان في الثانية والثمانين من عمره تقريباً في ذلك الوقت، ولم يغب عني التماعه عينيه عندما تحدث عن عشقه للكتب وللأفكار العظيمة وللتعلم. سألته: "متی تقرأ؟". فأجابني: "بل قل متى لا أقرأ. فأنا أقرأ عندما أستيقظ من النوم في الصباح، وعندما يسعني ذلك أثناء اليوم، وفي كل مساء. كما أنني أقضي معظم الوقت في عطلات نهاية الأسبوع في قراءة كتب عظيمة. إن الكتب هم رفقائي الدائمون ".

ثم أردف قائلاً بابتسامة: "لو أنك أكلت ثلاث مرات في اليوم، فسيتغذى جسمك. ولكن لو أنك قرأت ثلاث مرات في اليوم، ستصبح حكيمة".

كثيرون من الناس لا يهتمون بشراء الكتب بعد الانتهاء من الدراسة. شيء لا يصدق. وكثيرون من الناس يقضون في مشاهدة التليفزيون وقتاً أكثر مما يقضونه في التعمق داخل عقول أعظم الشخصيات التي شهدها هذا العالم. وكثيرون من الناس قد أغلقوا عقولهم أمام الرؤى الجديدة والأفكار الفعالة. إن فكرة واحدة تكتشفها في كتاب واحد يمكن أن تغير الطريقة التي ترى بها العالم. فكرة واحدة تقرؤها في كتاب واحد يمكن أن تغير الطريقة التي تتواصل بها مع الناس. فكرة واحدة تجدها في كتاب واحد يمكن أن تساعدك على أن تصبح أكثر سعادة أو تدفع بعملك إلى النجاح الهائل. لا تغادر بيتك بدون كتاب في يدك.

هناك علاج للشيخوخة لا يتحدث

عنه أحد، يطلق عليه اسم التعلم.