مبدأ التفوق

 

بعد مبدأ الخدمة، يعد مبدأ التفوق هو المؤثر المباشر على جودة ونوعية ما نقدمه من مساهمات، ويعكس التفوق رغبة في استهداف القمة والتزاما بهذه الرغبة، وبذل أقصى الجهد في أي مهمة ننخرط بها أيا كانت، وكما يقول جون جاردنر في كتابه Excellence: " عندما نسمو بتطلعاتنا، ونكافح سعيا للتفوق، ونكرس أنفسنا لأسمى أهداف مجتمعنا، نكون متدرجين في سبب قديم وذي مغزى – أي النضال قديم العهد للبشر من أجل بلوغ خير ما فيهم".

 

في علاقاتي العديدة خلال الحياة،

التقيت بالكثيرين من عظام الرجال

من بلاد مختلفة في العالم، لكنني

لم أجد قط رجلا، مهما كان رفيع

المقام وعظيم الشأن، يقدم أفضل

ما لديه من عمل في إطار من الانتقاد،

بل في إطاره من القبول والرضا.

 

تشارلز شواب –

أحد صناع الحديد الصلب الأمريكي

(1862_1939)

 

 

لعل التفوق هو المصطلح الأكثر استعمالاً، بل والمستعمل بإفراط غالباً، في مجتمع المال والتجارة اليوم، فدائما ما تحاول المنظمات في القطاعين العام والخاص أن تجد سبلا جديدة ومبتكرة حتى تغرس قيمة التفوق بين صفوف موظفيها. لقد تضمنت الممارسات أسلوب الثواب والعقاب من صيغته القديمة إلى الأسلوب الأحدث لإدارة الجودة التامة أو ( TQM ) من منح السلطة للعاملين وشحنهم من القاعدة صعودا للقمة ، وعلى كل حال فإن إدارة الجودة التامة هي ببساطة عملية توجيه الموارد البشرية لإحدى المنظمات نحو الأهداف ذات القيمة ، ويكمن التحدي دوما في طريقة غرس التفوق بداخل الفرد ، بما أن الأفراد والأفراد وحدهم هم الذين يصنعون المنظمة ، فبالقدر الذي يغرس فيه التفوق في جهود وأنشطة الأفراد رجالًا ونساءً يتضح التفوق في نتائج العمل ومساهمات المنظمة أو الشركة ككل ، وبالتالي في السوق التي تخدمها.

إن بديهية الإدارة الحديثة هي: " لا تحقق أي شركة أو منظمة قدرا من العظمة إلا بقدر عظمة من فيها من أشخاص، ولن يحقق الأشخاص أي قدر من التميز في حدود ما تسمح به لهم شركتهم أو منظمتهم ".

 

فنظريا هناك طريقتان اثنتان فقط للتفوق الذي يمكن غرسة وتشجيعه في منظمة ما يمكن للمنظمة أن تعمل على فرضه من القمة للقاعدة، من خلال المديرين نزولا إلى العاملين الأفراد، أو يمكن أن تشجع عليه من القاعدة للقمة، من خلال الأفراد على كل المستويات، بموافقتهم على تحقيق التفوق بأنفسهم.

في أغلب الحاجات، لا يحتاج الأفراد إلا أن يمنحوا الجو العام المواتي، أي التشجيع وأدوات التفوق في أي شيء. فكل من القدرة الإبداعية الفردية، والبصيرة الثاقبة، والطاقة، بل والعبقرية في الحقيقة، يمكن اكتسابها على أفضل وجه من داخل المرء نفسه، سيكون أغلب الأفراد على استعداد لتحمل المسئولية لتحسين أنفسهم، وللمكافحة من أجل بلوغ التفوق وقمة الأداء، وسيفعلون ذلك بشكل طبيعي، إذا ما علموا أن هذا يمنحهم المزيد من الحرية، وتحكما بدرجة أعلى، ويعطي لحياتهم مغزى وإحساسا بالغاية. المبادرة، والتكريس، والإخلاص والثقة تكمن كلها في أصل التفوق، وتلك السمات الشخصية تكتسب على أفضل وجه وتبقى راسخة إذا ما بشت من داخل قلب وروح الفرد نفسه. من غير الممكن فرض تلك السمات الشخصية بأي درجة من الفاعلية من خارج الفرد.

وعلى هذا يكون التحدي الملقى على عاتق المدراء وممارسي إدارة الجودة التامة ليس هو تحديد العوامل المتنوعة للعملية التي تؤدي إلى التفوق، بل يكمن بدرجة أعظم في تنفيذ العملية بالتعاون مع الأشخاص الآخرين في ضوء دوافعهم ومحفزاتهم الأساسية.

 

ليس هناك أمان نهائي

على الأرض،

هناك فقط

فرص متاحة.

 

" دوجلاس ماكارثر

جنرال أمريكي شهير

(1880-1964)

 

 

ونحن نمتلك الاختيار أيضاً كأفراد، فيمكننا أن ننتظر المنظمة التي نعمل بها أن تبادر، وأن تبدأ عملية السعي نحو التفوق، ولكن لماذا ينبغي علينا أن ننتظر وأن نتخلى عن السلطة؟ علاوة على أننا قد ننتظر إلى الأبد. نستطيع أن نقرر بأنفسنا أن تبلغ التفوق في مجال عملنا، ونتخذ زمام المبادرة لنشرع في هذه العملية. ما من شخص آخر يستطيع أن يقوم بما تستطيع القيام به بالنيابة عنك.

وإليك بعض الجوانب اللافتة فيما يخص التفوق. نجد العديد من الناس يمضون إلى عملهم يوما بعد الآخر، وأحياناً على مدار حياة مهنية بكاملها، دون أن يفكروا أبداً في استهداف التفوق في أي شيء يؤدونه. لا يبدو أن هذه الفكرة اعترضت طريقهم مطلقاً.

على الرغم من أنه من خلال براعة أدائنا في شيء ما يتولد لدينا مشاعر إيجابية من التقدير العالي والمحبة الكبيرة نحو أنفسنا. ويصدق هذا على بيوتنا، وعلى مدارسنا، وعلى مؤسساتنا وأماكن عملها. جميعنا بحاجة إلى نجاحات صغيرة تتمثل في قهر تحديات صغيرة حتى تحفزنا على مضمار الاضطلاع بمهام أكبر حجماً.

حين بدأت مساري المهني ككاتب ومتحدث محترف، بدأت حياتي في التحسن ولاحت في طريقي الفرص، وارتفع دخلي على الفور ما إن قررت أنني سوف أبلغ التفوق فيما أقوم به، سعيت للنصح من الخبراء. وبعد فترة قصيرة أخذت وقتي لبذل الجهد في تعلم كل شيء أستطيع تعلمه مثول المهارات اللازمة لي.

الأمر ذاته يصدق على أي ناحية أخرى من المساعي والأهداف. إذا ما درست حياة الناجحين من الرجال والنساء في كل دروب الحياة وحقولها. من الساسة، إلى المخترعين، والعلماء، والأكاديميين، وكبار رجال الأعمال والأبطال الرياضيين المحترفين -ستجد أن حياة كل منهم تبدأ في أن تصير لها شأن عظيم عندما يتخذ المرء القرار بأن يبلغ أفضل مستوى فيما يقوم به، وما لم تتخذ هذا القرار الواعي بأن تصير بارزا في مجالك المحدد، فسوف تقبل تلقائيا المستوى المتدني أو المتوسط كمعيار لك.

أعلم أن سبب

وجودنا على الأرض هو

أن نعمل لصالح الآخرين

ولا علم لي بسبب

وجود الآخرين.

 

"ويستان هيو أودن"

شاعر إنجليزي عاش في الولايات المتحدة

(1907-1973)

 

وعلى هذا، فما هي بعض عناصر برنامج المبادرة الذاتية والتوجيه الذاتي من أجل بلوغ التفوق شخصيا ومهنيا؟ فتتأمل التالي:

 

  1. فلتكتسب تقديرا للتفوق في الحقل الذي ترغب التخصص فيه، فلتسأل نفسك:

"ما المهارات التي أحتاج إلى اكتسابها وسوف تؤدى إلى التفوق في مجالي المحدد؟ من هم بعض نماذج القدوة في مجالي مما يسعني دراسة أعمالهم والاقتداء بهم؟ ما هي النواحي الأساسية للثمار والنتائج التي على استهدافها من أجل بلوغ التفوق؟ وبتعبير آخر، عليك أن تحظى بمفهوم ما للتفوق قبل أن تستطيع السعي لاكتسابه.

  1. لتستوعب أن التفوق ليس مقصدا ينتهي عنده المطاف، ولكنه رحلة بلا نهاية.

لا يمكنك أبدا الوصول إلى التفوق. إنك تسعى إليه طيلة حياتك. يتساءل بعض الناس بشكل طبيعي لماذا يلزمون أنفسهم بهدف لن يصلوا إليه أبدا. وهناك أسباب عديدة لهذا. فالعوائد ترد لدى كل خطوة تتخذ. وتفوق العوائد كما وحجما مقدار الجهد المبذول. لن تحقق أي شيء له شان ما لم تكتشف نطاق مهارتك. والبديل لذلك هي أن يجبر المرء على القيام بصورة متدنية وبلا أي بهجة لمدة تتراوح من ثماني إلى عشر ساعات يوميا لبقية حياته.

  1. لتعد قائمة بالمنافع العديدة التي ستقدمها لنفسك كنتيجة لبلوغك التفوق في مسارك المهني.

تأتي المنافع في صورة عوائد مادية وعاطفية، وفي كلا الحالتين، لا يدفع السوق عوائد ممتازة إلا الأداء الممتاز، ويقدم عوائد متوسطة للأداء المتوسط. تستطيع أن تتوقع الحصول على شيء بمقدار ما ترغب في تقديمه وحسب.

على المستوى العاطفي، لا يمكنك أبدا الشعور بالإثارة أو أي بهجة حقيقية أو الرضا الناجم عن القيام بشيء بصورة متوسطة أو متدنية. لا تتحل بشعور فائق إلا كنتيجة للقيام بشيء بارز وبصورة تعد مثالاً يحتذى.

في حقيقة الأمر، يرجع تقدير المرء للذات ككل إلى الشعور بالإتقان والكفاءة في شيء ما يعرف المرء أهميته. إنه يكمن في معرفة الشخص بأنه يملك القدرة، وأنه موضع قيمة من قبل الآخرين، وأنه بقدم مساهمة ذات شأن.

 

يلقى الناس باللوم دائماً

على ظروفهم فيما انتهوا إليه.

إنني لا أؤمن بالظروف.

إن الناجحين في هذا العالم

هم الأشخاص الذين يستيقظون

ليبحثوا عن الظروف التي يريدونها.

وإن لم يجدوها،

فإنهم يصنعونها.

 

جورج برنارد شو

كاتب مسرحي وناقد أيرلندي

(1856-1950)

 

وعلى المستوى المال كذلك فإن أصحاب الأداء الفائق هم أهم وأكبر الرابحين، ففي جميع المجالات التنافسية تقريباً، يبدو أن هناك قاعدة عامة تعرف بقاعدة 80/20:

إن نسبة العشرين بالمائة من أهل القمة نجني نسبة ثمانين بالمائة من الدخل.

 

أمثلة

  • ٪۲۰ من أفضل رجال المبيعات يجنون ۸۰٪ من الدخل.
  • ٪۲۰ من أفضل الممثلين يجنون ۸۰٪ من الدخل.
  • ٪۲۰ من أفضل المؤلفين بجنون ۸۰٪ من الدخل.
  • ٪۲۰ من أفضل المطربين بجنون ۸۰٪ من الدخل.
  • ٪۲۰ من أفضل الرياضيين يجنون ۸۰٪ من الدخل.

 

فسواء كنت فناناً، أو موظفة مكتبياً، أو معلماً، أو موظف مبيعات، أو مندوب مبيعات، أو سكرتيرة، أو ممرضة، فإن التفوق يدر دخلا ًعالياً!

  1. لتعد قائمة بالأمور التي تحتاج للقيام بها والعقبات التي عليك تجاوزها في سعيك للتفوق.

من الأشخاص الواجب عليك الالتقاء بهم؟ ما الدورات التدريبية التي عليك تلقيها؟ ما الكتب التي عليك قراءتها؟ ما المهارات التي عليك اكتسابها؟ ما المجهودات التي عليك بذلها؟ ما هي الالتزامات الزمنية التي عليك الوفاء بها؟ ما هي التضحيات التي عليك تحملها؟ كل هذا من أجل التفوق الشخصي.

کتب توماس هكسلى: " لعل أثمن نتيجة لكل تعليم وتدريب هي القدرة على أن تجعل نفسك تفي بما عليك من واجبات، في الوقت المحدد، سواء راق لك الأمر أم لم يرق".

سيقول لك بعض الناس إنهم قاموا بكل الأمور التي رأوا أنهم عليهم القيام بها، ومع ذلك لم يحققوا النجاح، وعندئذ لابد أن تسألهم ببساطة: " ولكن ماهي الأمور التي لم تقوموا بها؟ "، ولا مناص من أن هناك على الأقل أمراً واحداً يلعب دوراً حاسماً.

 

 

كان النهار يتواری، فيما يولد المساء

ولكن في ظل سلام عظيم؛ حيث تجرى الأعمال

غير المحسوسة لقوة الكون، في انسجام،

وتناغم، ودون ضجة الانسجام، هكذا كان الأمر!

ثم انبعث شيء ما من الصمت. إيقاع رقيق، اهتزازة

الوتر الأعذب، موسيقى الأعالى، أو لعلها كذلك.

كاد المدى كافية لالتقاط ذلك الإيقاع، وأن

أكون أنا نفسي جزءا منه للحظات، وفي تلك البرهة،

لم يخامرني أدنى شك في توحد الإنسان مع العالم.

طاف بي اقتناع يقول إن ذلك الإيقاع كان من

التناسق والتناغم والعذوبة بحيث لا يمكن أن

يكون ثمرة المصادفة العمياء -وبالتالي، لابد

أن تكون هناك غاية للوحدة الكلية، وأن الإنسان

جزء من الوحدة الكلية وليسا ابناً لضربة حظ

عارضة. كان شعورا بذلك السبب السمي؛ ذلك

السبب الذي يمضي نحو اليأس الإنساني ليقتلعه

من جذوره. ما العالم إلا كون منتظم، وليس

فوضى أو عشواء؛ وما الإنسان إلا ركن ركين

من ذلك النظام، شأنه شأن الليل والنهار.

 

"ريتشارد ابی. بایرد"

ضابط بحري وطيار ومستكشف

للقطب الشمالي، أمريكي الجنسية

(1888-1957)

 

  1. التزم بتلك الخطوات مهما كلفك هذا، عارف بأن هذا هو الثمن الذي ينبغي عليك أن تدفعه لتجني الثمار المنشودة.

إن التعهد بالتفوق ما هو إلا ثمن بخس لعمر كامل من البهجة والرضا، فإنك لا تستطيع الاختباء من العالم. التغير، والتحديات، والمصاعب -لن تزول تلك الأشياء أبدا، ولا يجب عليك أن ترغب في زوالها. ما أنت بحاجة للقيام به مع ذلك هو رفع معنوياتك ومزاجك حتى تجابهها، بل وأن ترحب بها في الحقيقة، وأن تنغمس فيها، فلتتحد الحياة لتتحدى قدراتك الخاصة!

فبهذه الطريقة، ستعثر على المعدن الحقيقي لذاتك. ليس بوسعنا أن نأخذ من الحياة أكثر مما نقدمه لها، ولكن بالطبع ما من حدود أمام ما يمكن لنا تقديمه ... على كل من مستوى الوقت، والجهد، والقدرة الإبداعية والالتزام. نحن بحاجة لأن نكون عطاءين دائمين لعالمنا. إننا بحاجة للأبد للبحث عن طرق لتقديم مساهمة مهمة بالنسبة لنا وبالنسبة للآخرين، مساهمة تضيف قيمة علينا بالمقابل في صورة العوائد العديدة التي نجدها على طريقنا، تلك العوائد التي لا نستطيع التهرب منها ولو حاولنا.

مبدأ الآى كان (. I.C. A. N)

في مجال إدارة الأعمال الصناعية والتجارية، تبني اليابانيون طريقة بسيطة للغاية ولكنها فعالة من أجل تحسين الجودة -والتفوق. في كل من تصميم المنتج وأساليب التصنيع، وقد نقل لهم هذه الطريقة على يد الراحل د. إدوارد ديمنج، الخبير الأمريكي الشهير لمراقبة الجودة والذي أعان اليابانيين في إعادة البناء خلال حقبة الخمسينات بعد الحرب العالمية الثانية، وقد أسمى اليابانيون هذا المفهوم " الكايزن "، الكلمة التي تعني حرفيا " التحسين المستمر "، وتتخلص الفكرة في إجراء تغييرات بسيطة وصغيرة ولكن بوتيرة مستمرة، المرة تلو الأخرى، سعيا وراء الكمال. لقد فهم اليابانيون أن التطوير ضئيل الحجم، حين يضاعف مرة بعد مرة يؤدى إلى تحسينات قصوى وذات شأن، بل والوصول بها إلى مستويات لم تكن في الغالب تعتبر ممكنة فيما سبق، والهدف هو التوصل للتغيير بصورة تطورية تدريجية وليس بصورة متسارعة ثورية.

يستطيع كل منا أن يطبق هذا المفهوم نفسه على تسميتنا الشخصية والمهنية، وعلى كل، فمن أجل أن نحظى بالنجاح والسعادة فعلينا أن نكون في حالة دائمة من النمو والتحسين لمعارفنا ومهاراتنا في نواح أساسية بعينها. منذ بضع سنوات، ابتكرت

 

ينبغي علينا ألا نتوقف عن الاستكشاف

حيث ستؤدي بنا رحلة كل

ما نقوم به من استكشاف إلى

نقطة انطلاقنا؛ إذ يتجلى

لنا هذا الموضع وكأنما للمرة الأولى.

 

"تي. إس إليوت "

شاعر وناقد وكاتب مقال أمريكي

(1888-1965)

 

الاختصار آی كان أو. I. C. A. N ، لكي أنقل هذه الفلسفة للآخرين في منتدياتي، وتشير هذه الحروف إلى عبارة - L Improvement That Is Constant And Never) ( Ending أي التحسن الدائم بلا نهاية. وبالطبع فإن I Can تعني كذلك أنا أستطيع ، وهي العبارة التوكيدية المتوافقة مع هذا المفهوم الساحر ؛ وذلك أننا نعلم أن البهجة الحقيقية للحياة لا تنبع إلا من إدراكنا أننا نستطيع وأننا نحسن من أنفسنا بطريقة متميزة في كل يوم من حياتنا . من شأن هذا أن يجعل من الحياة مغامرة مثيرة ورائعة ، أي رحلة بحثا عن التفوق ... بحثا عن ذاتنا الحقيقية.

وبما أنه ما من سبيل آخر للقيام بذلك، فإن معنى التحسن الدائم هو التعلم الدائم. وخلال المائة عام الماضية لم يعد التعليم له ذات المعني؛ فلم يعد التعليم يجري في المدارس وحدها، وخلال وقت محدد من حياتنا، وبمنهجية ثابتة، فالاقتصاد الحالي يحتم أن التعليم يعني التعليم مدى الحياة -اكتساب مهارات جديدة، عمليات فكرية وقدر متعاظم من الابتكار، واكتساب المزيد من المعرفة حول فروع علمية شديدة التنوع. من بين ما سمعته يقال. ومن بين ما أؤمن أنه حقيقي -أن بوسع المرء أن يتغلب على نسبة 45% من منافسيه عبر الاجتهاد المخلص في العمل، وبنسبة 45٪ أخرى عبر التعلم الدائم؛ مما يجعلك في نسبة العشرة بالمائة من أهل القمة، ولكي تنافس عند هذا المستوى في الصراع الشامل، ولكن هذا هو الموضع الذي تنشده لتكتشف معدنك الحقيقي!