استكشاف بعدنا الروحي

 

" إن التحول النفسي ليس ممكناً بدون يقظة روحية،

وقبل أن يغير المرء نمط تفكيره، فمن الضروري أولا أن يوقظ وعيه ".

."يو. إس. أندرسون "

تقييم نتائجنا

وعلى هذا إلى أين قادتنا كل تلك الأفكار المتقدمة حتى الآن؟ لقد قطعنا هذا الطريق على طول مساره، والآن حان الوقت لضم كل هذا معا لنرى إذا ما كان هناك فكرة مركزية للحياة -أي كيف نحياها للحد الأقصى، كيف نقدم أعظم قدر من المساهمة. عارفين بأننا بشر، وبأن لدينا حدوداً وقيوداً وأوجه قصور وضعفاً ملازمة لنا.

النقاط التالية تلخص الكثير مما توصلنا إليه:

 

  1. إذا ما ترکت الطبيعة الإنسانية بلا تفقد، ودون تحديات أو خطوط توجيهية فسوف تقضي علينا جميعا واحدا بعد الآخر، فوفقا لدوافعنا الأساسية نستطيع أن نفرق، أو أن نواصل الحياة وحسب، أو أن نصل إلى النجاح. لدى كل من الوسائل الأن يسقط في هاوية اليأس، أو أن يعتلي قمم العظمة الإنسانية.
  2. نمى كل واحد منا وعيا انتقائيا متمثلا بشكل أساسي في فهمنا لأنفسنا. إنه الوعي الذي يجيب عن سؤال: " من أنا؟ " إنه يعكس إحساسنا بذاتنا وفي علاقتنا بعالمنا ويعكس ما نرى من احتمالات مخبوءة لنا.
  3. يحظى العقل الباطن بحساسية ذات بؤرتين؛ بحيث يكون بمقدوره أن يفهم ذاته وأن يفهم عالمه: نستطيع أن ننظر نحو الداخل، فنرى ما قد يكون هنالك. وغالبا ما نقوم بهذا في وقت متأخر من حياتنا، ولابد أن يكون أحد هذين المنظورين له الغلبة على الدوام.

إن عقل الإنسان

قادر على أي شيء.

لأن كل شيء كامن

بداخله، الماضي بكامله إلى جانب

المستقبل بكامله.

 

جوزيف كونراد

روائي إنجليزي

(1857-1924)

 

 

 

  1. إذا ما كان تركيزنا خارجيا ًعلى العالم المادي، فسوف نميل لرؤية كل السلبيات الموجودة: العنف، والغضب، والجشع، والبغض، والخوف والفساد. وإذا ما كان تركيزنا داخليا بشكل مبدئي، فسوف نمیل لرؤية كل الإيجابيات والاحتمالات الكامنة في طبيعتنا ذاتها: الحب، والطيبة، والتعاطف، والشفقة والاحترام.
  2. ثمة ذكاء کوني يحيط بنا في كل موضع. إنه في كل شيء، وفي جميع الكائنات. إنه لا نهائي، کلى المعرفة، وكلى القدرة، يمكن لكل منا الاعتماد على هذا الذكاء، لأننا هو، ولأنه نحن.
  3. دائماً ما نرى العالم المحيط بنا بالتناسب مع رؤيتنا لأنفسنا. إنها معتقداتنا، ومعارفنا، وفهمنا -إنه وعينا الداخلي -ومن خلال كل هذا نفسر الأحداث التي تقع، أو توجد في بيئتنا المحيطة. ليست الحياة كما نعلم. مجرد مادة صماء؛ فهي بنية عقلية.
  4. يعمل كل منا بناء على فهمنا المحدود لذاتنا ولعالمنا، وبهذا النحو نوجد ذاتا مصطنعة لا صلة لها بذاتنا الحقيقية، التي هي ما نكون عليه في حقيقة الأمر. إننا نمثل الذكاء الكوني مختزلا في عقل واحد.
  5. إن لدينا قدرات بلا حدود على أن نكون، وأن نفعل، وأن نمتلك. ولكن فقط من خلال معتقداتنا، وقيمنا، وأفعالنا يمكننا أن نحقق أي شيء، وأن ندرك المزيد حول طبيعتنا الحقيقية.
  6. إن مقدرتنا على التأمل، وصوغ المفاهيم، والاستشراف والتخيل هي الأدوات التي بوسعنا استخدامها حتى نكتشف من نحن حقا، وهذا هو التغيير الأول اللازم لعالمنا الداخلي، ولطريقة رؤيتنا لأنفسنا، ومن خلال هذا نغير عالمنا الخارجي.
  7. إن الغاية الأساسية لنا في الحياة هي أن نكتشف من نحن حقا، أي ذاتنا الحقيقية، ونحقق هذا من خلال تقديم مساهمة ذات شأن، مستعينين بكل مواهبنا وقدراتنا الطبيعية. أي أن نعطى شيئا من أنفسنا، والمهارة التي تسمح بحدوث هذا هي مهارة التحكم بذاتنا، أي كيف نفكر، وكيف نتصرف؛ مما يقودنا إلى التحكم بحياتنا.

 

وللتحكم بالحياة أساس راسخ في المعرفة والفهم. فهم أنفسنا وعالمنا، فهمنا للآخرين ولحرفنا، ولغايتنا الأساسية في الحياة، وللسبب الكامن وراءه كل الأشياء.

يمثل الرأي العام

طاغية؛ لكنه ضعيف

مقارنة بالراي الشخصي الخاص بكل منا،

فإن ما يحدد مصير الفرد

هو رأيه في نفسه.

 

" هنری دافيد ثورو"

عالم طبيعة، وكاتب،

وفيلسوف أمريكي

(1817-1862)

فلنرجع إذن إلى هذه الحقيقة البسيطة: ليس من المهم أين ولدنا، ومن والدانا، وما مستوى التعليم الذي حصلنا عليه، أي اللغات نتقن، وما المهارات التي اكتسبناها، أو ما هي النجاحات أو الإخفاقات التي مررنا بها؛ إذ كل ما يهم هوما نعتقده عن أنفسنا وقد تبدو العبارات التالية أقرب إلى أحجية منها إلى كشف عظيم، لكنها بالفعل توضح النقاط التي توصلنا إليها:

  1. نعتقد أننا نعرف من تكون.
  2. نتصرف دائما بناء على ما نعتقده عن أنفسنا.
  3. لسنا ما نعتقده عن أنفسنا.
  4. لن نعرف مطلقا من نكون حقاً.

ولكن

  1. نستطيع أن نغير ما نعتقده عن أنفسنا، وبالتالي

نغير ما نحن عليه حقا!

 

الفكرة هي العلة الأولى. في البدء نكون نحن. محض وعي، وكما نكون نعتقد، وكما نعتقد نؤمن ونصدق، وكما نصدق نتخيل، وكما نتخيل نصير، وكما نصير نفعل، وكما نفعل نساهم، وكما نساهم نلقى، وكما نلقي ننال الإشباع. كل هذا بحثا عن ذاتنا الحقيقية.

 

يقول سجل القياس الخاص بنا کافراد ....

كيف هي أحوالك اليوم؟ ما الذي يقوله سجل القياس الخاص بك؟ هل تربح أكثر مما تخسر؟ أم أن الحال عكس ذلك؟ هل من الممكن أن تصل إلى نتائج ذات مغزى في هذا المضمار؟ حسن، الغالبية العظمى منا يطرح عليهم السؤال التالي مرات عديدة في اليوم الواحد من قبل الآخرين:

 

 

العامل الوحيد الأشد بأساً

في عملية ازدهار الوعي

هو تقدير المرء لذاته:

أي الإيمان بقدرته على القيام

بأي شيء، وأنه يستحق

ذلك، وأنه سوف

يحقق ذلك.

 

جيري جيلليز

مؤلف MONEYLOVE