ابحث عن النجاحات الصغيرة

5.إن السبب الجذري الدفين للإحساس بتقدير متدن للنفس هو الشعور العميق بعدم الاستحقاق، وعدم الجدارة، ولكن لماذا إذا كنا نستحق ذوي قيمة وجدارة، يشعر معظمنا بعكس ذلك تماما؟ ينبع الشعور بانعدام الجدارة من الافتقار إلى الرضا عن النفس ويدوره ينبع الرضا من السعي الدؤوب وراء أحلامنا فكم منا يقولون بهذا؟ لماذا لا يفعلون؟ ذلك لأننا أسرى نطاق الراحة الخاصة بنا! وبعض منا باسرهم السعي نحو الكمال المطلق فنؤمن باننا ينبغي علينا الأبقع في أي أخطاء وهذا زائفانا نعلم أن الفشل ما هو الأجزاء حيوي وضروري من عملية الإنجاز وكذلك أيضا يحط أخرون من قدر أنفسهم من خلال التهوين من شان نجاحاتهم السابقة ويقوم معظمنا بعدد كبير من الأمور الطيبة كل يوم ومع هذا نميل بعض الطرف عنها أو تعتبرها أمورا مسلما بها إننا نختار أن ننسى كم نحن أكفاء وصالحون حقا!

دعني أسألك هل أقدمت على أحد تلك الأمور الطبية مؤخرا؟ أخدت حماماً، أو قمت بتنظيف أسنانك، أو قمت بتشجيع محبوبتك أو خطيبتك، أو قرات كتابا نافعا، أو شاركت أحدهم في وجهة نظرك، أو بدأت مشروعا جديدا، أو أنهيت مشروعا قديما، أو راعيت إشارات المرور عن طريق عودتك للمنزل، أو شاهدت برنامجا تليفزيوننا وثائقيا، أو تعاطف مع أحد الأشخاص، أو اندهشت أمام احدى الأشجار، أو تبرعت بنقود للأعمال الخيرية، أو حافظت على السرعة المسموح بها خلال قيادتك، أو دفعت ما عليك من الضرائب، أو احتضنت صديقا لك.

إلى أين تنتهي كل هذه "الطيبة"؟ في حقيقة الأمر، أنت شخص وقيق الحاشية، وطيب الخلق على كل حال! فقدر نفسك حق قدرها القدر الذي نستحقه بكل جدارة وبكل اسف، يميل الناس إلى التشبيب بمعتقداتهم الجوهرية طوال عمرهم كله، فيكونون مصدر للبشاعة والترهيب أكثر بكثير من كونهم مصدر للخيال والانطلاق، فيبقون محتجزين وراء أسوار سجن عالية صنعت قضبانه من المعتقدات التي تحط من قدرات الذات. إنهم يخشون الخروج من شرنقتهم المتمثلة في الاكتفاء بالأمر الواقع، ويمضون حياتهم من خلال المنظور الذي لا يصور لهم إلا الفشل والإحباط لدى كل منعطف، ولكن من الواضح انه ما من شخص مضطر لتقبل واقع على هذه الشاكلة، أن مربط الفرس هو كيف نختار. وكيف ندير. وكيف نتحكم في عمليات التفكير الخاصة بنا، وكيف نضبط عقولنا، ونوجهها لرويئة الأمور على النحو الذي يمكن أن تكون عليه حقا.

الحياة قصيرة

فلنعشيها كما نحب

أن تعاش.

 

نيكيتا خروتشوف

رجل سياسة سوفيتي

(1894-1971)

 

 

أشعل حماستك!

كيم وتشويني

خلال الأعوام الأولي من حقبة الخمسينات، تعلم "كيم" معني النصيحة ومشقة الحياة منذ فترة مراهقة والتي قضاها في كوريا الجنوبية بعد أن مزقنها الحرب. كان والده سجينا في الشمال، وأشقاؤه الأكبر سنا مجندين في الجيش وصار "كيم" مسئولا عن إطعام أمه وأشقائه الصغار بقيامه ببيع الصحف هنا وهناك في القرية. كان عليه أن يبيع مائة صحيفة يوميا على الأقل لكي يتمكن من توفير وعاء صغير من الأرز وفي بعض الأيام وخصوصا خلال أوقات الطقس السيئ لم يكن يحالفه الحظ في هذا. لكن "كيم" حتى وهو يواجه خطر الموت جوعاً لم يتوقف عن الحلم. كان يؤمن بأن الأشخاص أصحاب الأحلام لا يعانون فقراً حقيقاً وأن الشخص يكون ثريا بمقدار ما يتشبث بأحلامه، في عام 1968وبمبلغ عشرة آلاف دولار في مدخراته، قام "كيم" وأربعة من أصدقائه بتأسيس شركة "دايو" الصناعية في غرفة صغيرة بالإيجار، وبعد أربعة وعشرين عاما من ذلك، وفي العام 1991كانت مجموعة شركات دايو الاثنتين والعشرين تحقق مبيعات تقدر بخمسة وعشرين ملياراً، ولها من الموظفين آنذاك ثمانون ألف شخص.

يعزي "كيم" نجاحه الذي لا يصدق إلى انضباطه الذاتي، وحرصه على أن يصير رجل أعمال أفضل وأذكي واثقت نظراً، وببساطة يعزي نجاحه أيضا إلى الاجتهاد في العمل، وكان يمنح الوقت قيمته عليا باعتباره ـأثمن ما لديه من ممتلكات، فعلي سبيل المثال هناك تقليد في شركته يتمثل في عدم عقد اجتماعات العمل خلال ساعات العمل الرسمية، وهو نفسه غالبا ما يعكف على العمل من الخامسة صباحا إلى التاسعة مساء. لم يمارس أبدا لعبة الجولف، أو يمضى لحضور حفل موسيقي، ويقول أنه يحقق كل بهجته وإشباعه من العكوف علي العمل- ومن بلوغ أهدافه، وم"ن استخدام قدرته الإبداعية ، ومن تحقق كل ما ألزمه تحقيقه وفي كتابة أي كل الشوارع مفروشة بالذهب" والذي حقق أفضل المبيعات في كوريا الشمالية، يظهر أن تفضيل "كيم" للبساطة عميق ودائم يقول: يتحول الإفراط في الاستهلاك إلى عادة سيئة فيسقط الناس فريسة أمام إغراءات الكسل، والإسراف في الترف على حساب الإنفاق والمهارة أن نموذجة وأخلاقيات عملية أسهمت في مساعدة بلادة على الخروج من الفقر ووضعها في مكان بارز من جنوب شرق آسيا.

أنك تضفي اختلافاً إيجابياً من خلال بذل شيء ما من نفسك لأجل مصلحة الآخرين. ولقد أضفى "كيم" اختلافاً، لقد تجاسر وحلم أحلاماً كبرى، وبهذا اشتعلت نفسه بالحماس، وانطلق للأمام!

 

لا يمكن صقل جوهرة

دون احتكاك

ولا يمكن لأنسان بلوغ

القمة دون

محاولات وتجارب

 

قول مأثور صيني