نحن نشكل حياتنا بناء على اختياراتنا

التفكير -إن القدرة على التفكير هي ما يفصلنا عن جميع المخلوقات الحية الأخرى على الأرض. إن جميع المخلوقات تولد بغرائز مبرمجة داخل وجودها ذاته، مراكز لا وعي لها بها ولا قدرة لديها على تغييرها، لكنها على الرغم من هذا غرائز تمثل نظاما ناجحا. فما البطة البرية إلا بطة برية، ولا يمكن لها أن تكون أي شيء سوى ذلك. لكننا نعلم أن كل بطة برية بارعة جدا في أن تكون بطة برية، فجميعها تصيح ” کواك كواك " وجميعها تسبح وتتناسل، وتطير باتجاه الجنوب کل فصل شتاء، دون أن تضطر أبدا إلى التفكير بشأن هذا؛ فهي تقوم بما تقوم به وكفي!

فشتان ما بين طرق التفكير ومداها لدى الإنسان ولدى الحيوان. إننا نتمتع بالاختيار الحر، وليس غريزة التكرار الأعمى. إن نطاق الاحتمالات المطروحة أمامنا لا حدود له. إننا أحرار نتعلم، وتنمو، ونخوض التجارب ونبدع. إننا نحظى بعقل يتقد بشرارة الذكاء. إننا نعلم أن لدينا حرية الاختيار، وأن هذا الاختيار المحدد سينتج عنه عواقب محددة. نستطيع أن نتدبر في شأن وجودنا على هذه الأرض، وفي شأن المخبوء لنا في الحياة الأخرى. إن لدينا القوة لأن نكون ما نريد مهما كان، وأن نفعل ما نود مهما كان، وكما علق -رالف والدو إيمرسون " الفيلسوف الأمريكي المعروف، ذات مرة: " إن الإنسان كائن حر، بقدر ما يعتقد أنه حر".

لكن كم منا ناجحون في إدارة عقولهم كما ينجح البط في ذلك؟ ليس لدى البط أي ارتباك بشأن من هي؟ ويبدو أنها كلها تعرف بالضبط ما تفعله، وكلها يبدو عليها السعادة بوضعها الحالي -وبالنحو الذي تفكر به!

ماذا لو كنا نسأل أنفسنا " هل أشعر بالسعادة والرضا التامين للنتيجة التي توصل إليها أسلوبي في التفكير؟ بالنسبة للغالبية العظمى منا، ستكون إجابتنا هي "لا" مدوية! وعلى هذا يكون الملاذ الوحيد المتاح لنا هو أن نسيطر على عمليات تفكيرنا؛ بحيث نحقق المزيد مما ننشد وليس مما لا ننشد. وتذكر أن الفوز لعبة داخلية، أو حالة عقلية، ويستطيع كل واحد منا أن يطور عقله ... ولكن أولا ينبغي أن نعرف ماذا نفعل، ومن ثم نأخذ وقتنا في القيام به، لنواصل دراستنا لعملية التفكير الإنساني.

 

إنني، وبشكل شخصي،

مستعد دائما للتعلم،

 رغم أنني لا أميل دائما

 الأن يعلمني زيد أو عبيد!

ونستون تشرشل –

رئيس الوزراء السابق لإنجلترا

( 1874-1965 )

 

 

 

أشعل حماستك!

توم ديمبسى

ولد " توم ديمبسى " بنصف قدم يمنى فقط، وذراع يمني مشوهة. لكن لم يسمح الإعاقة أن تثبط من عزمه. ففي عمر مبكر، كان لديه فكر، وحلم يقظة. لقد أراد أن يكون لاعب كرة قدم -بل وهدافا على وجه الخصوص. بدأ بلعب كرة القدم في المدرسة الثانوية والكلية، وأبلى بلاء حسنا في حدود المعقول. وعند ذلك الحين، كان حلمه قد كبر بمقادير أضخم. لقد أراد عندئذ أن يصير لاعب كرة قدم محترفا.

لم يتعامل مع توم بجدية إلا قلة من الناس، بما في ذلك العديد من مراكز التدريب، وتأهيلهم لفرق كرة القدم المحترفة. بطبيعة الحال لم يكن حلمه واقعية. وعلى الرغم من ذلك، وبعد رفض متكرر، قرر فريق " نيو أورليانز سانتز " أخيرا أن يمنحه فرصة لاختبار أدائه، ونجح في الانضمام للفريق!

وحانت لحظته الكبرى لإثبات نفسها في الثامن من نوفمبر عام ۱۹۷۰. حين تفوق فريق " سانتز " على فريق " ديترويت ليونز " بفارق ۱۷ إلى 19، ولم يتبق من وقت المباراة إلا ۱۷ ثانية، وعندئذ أحرز فريق " دیترویت " هدفا وارتفع من 17 إلى 19. وأخذ فريق " سانتز " فرصة بدء اللعب من جديد. وبعدها بلعبتين، وقبل ثانيتين فقط على نهاية المباراة، كانوا لا يزالون عند خط ال ۳۷ ياردة الخاصة بهم. على مبعدة ۱۳ باردة من نهاية مجال الفريق المنافس. ماذا يمكن لهم أن يفعلوا؟ فقرروا إحراز هدف ساحق، وهرول " توم ديمبسى " عبر الملعب.

كان مقياس الهدف الساحق في هذا الوقت، والذي تم تسجيله في المباريات السابقة هو 51 باردة، فهل من الممكن إحراز هدف مع إضافة ۷ یاردات زیادة أي ۲ قدم إضافية كاملة؟ أحرز " توم ديمبسى " هدفا على بعد ۱۳ باردة، ودخل اسمه في سجلات الأرقام القياسية، ومازال محتفظا بهذا الرقم القياسي حتى اليوم.

إنك تؤثر وتضفي اختلافا عن طريق بذل شيء ما من نفسك الخير ومصلحة الآخرين. لقد حقق " توم دیمبسی " بهذا الاختلاف. لقد تجرأ على أن بحلم أحلاما کبری، وبهذه الوسيلة أشعل حمايته!

 

 

ليس أشد المخاطر التي يواجهها

غالبيتنا أن يسمو هدفنا

أكثر من اللازم فنخفق في تحقيقه،

بل أن يتدنى هدفنا

 أكثر من اللازم فننجح في تحقيقه.

 

مایکل آنجلو

رسام، ونحات، ومهندس

وشاعر إيطالي

( 1475-1564 )