يميل مجال التنمية البشرية التقليدي إلي اعتبار أن إحداث التغيير يتطلب وضع أهداف سامية وإجراء عملية تحول تام، لكن الأبحاث تدعم وجهة نظر معارضة في الواقع: وهي أن التعديلات الطفيفة والدقيقة التي تتفق وقيمك يمكنها أن تشكل فارقاً كبيراً في حياتك، فهذا هو ما يحدث حين نقوم بتعديل الأجزاء الروتينية والاعتيادية في الحياة، والتي تمنحها، عبر التكرار اليومي، قدرة هائلة علي التغيير.

مبدأ التأرجح

تقوم لاعبة الجمباز المحترفة بحركات صعبة تبدو يسيرة بسبب خفتها وعضلات جذعها المرنة، فحين يفقدها أمر ما توازنها، يساعدها هذا الجذع علي تحقيق التوازن؛ لكن للمنافسة علي أعلي المستويات، يجب عليها الاستمرار في دفع نفسها خارج منطقة راحتها وتجربة حركات أكثر صعوبة. نحن أيضاً نحتاج إلي العثور علي التوازن المناسب بين التحدي الذي نواجهه والكفاءة التي نتمتع بها لكي نتخطي مرحلة الرضا أو الشعور بالإرهاق ونصبح متشوقين ومتحمسين ومحفزين بالتحديات.  تصف سيدة الأعمال  سارة بلاكلي، صاحبة شركة سبانكس لمشدات الجسم، والتي اعتبرت قبل فترة أصغر مليونيرة عصامية، كيف أن أباها كان يقول لها علي طاولة العشاء كل مساء:"إذن، أخبريني كيف فشلت اليوم؟". لم يكن هدفه من السؤال هو إضعاف معنوياتها، بل كان أبوها، بالأحري، يهدف إلي تشجيع أولاده علي تخطي حدود قدراتهم؛ وتعلمت أن تتقبل العثرات حين تجرب شيئاً جديداً وصعباً، بل وأن تجدها نافعة.