الدولاب العظيم للحياة

عند هذه النقطة، دعنا نسترجع كيف ننظم وقتنا ونركز على مواردنا بشكل يومي، ولنحاول وضع الأمر في منظوره الصحيح. لقد استعرضنا بالفعل النواحي الست الأساسية للحياة؛ تلك الأوجه التي عندما تنضاف إلى بعضها البعض تحدد جودة الحياة التي نستمتع بها.

والوصف التالي لما أسميه الدولاب العظيم للحياة يساعدنا على استيعاب المفهوم الخاص بأن كلا من تلك النواحي الست يشبه عصا في دولاب كبير، ويلاحظ هنا عاملان. أولا يكون الدولاب قويا فقط إذا ما كانت جميع عصيها الست موجودة وتلعب دورها بكفاءة. وإلا، فإذا فقدت عصا أو أكثر فإن الدولاب بتشوه شكلا ويترجرج عندما يتحرك. مثل السيارة التي يفرغ إطارها وينبطح على الطريق؛ إذ تسمع أصواتا عالية متتابعة تصدر عنها!

إن تحلى المرء بروح مساعدته

لذاته بذاته هي الجذر لكل نمو أصيل

وبارع في شخصيته؛

وهذا ما يتبدى في حياة الكثيرين،

وهو ما يشتمل على المنبع

الحقيقي للقوة والحيوية.

غالبا ما تجلب المساعدة من الخارج

معها الضعف في تأثيرها،

لكن المساعدة التي تأتي من داخل

النفس تجلب معها القوة ولا جدال.

صامويل سمایلز

المؤلف الأسكتلندي صاحب كتاب

CLASSIC BOOK SELF HELP

(1812-1904)

إذا كان الدولاب متشوهاً وله ثقل كاف، فقد ينهار كلية. وهكذا الأمر بالنسبة لحياتنا وثانيا، فإن إحساسنا بأنفسنا يكمن في مركز الدولاب، ويؤثر تأثيرا مباشرا على الجوانب الأخرى كافة، والأمثلة الحقيقية من الحياة موجودة في كل مكان، نعلم أننا إذا ما تجاهلنا علاقاتنا، فإن حياتنا تتحطم، ولعل معدلات الطلاق المتفاقمة مثال أساسي على المآسي الشخصية للأزواج والأسر التي تتمزق. والآثار المدمرة لتعاطي المخدرات وتناول الكحول على أجسادنا أمور معروفة جيدا لنا جميعا، ومن بين المشاهير هناك ويليام هولدن، فریدی برینز، إلفيس بريسلي، جينيس جوبلن، جیمی هندريك ... وهم بعض ممن نعرفهم دفعوا ثمنا باهظا لما أقدموا عليه، وكما أننا لا نريد أن ننكب على العمل طيلة حياتنا حتى ينتهي بنا الحال إلى التقاعد مفلسين ومتكلين على الضمان الاجتماعي، وعلى هذا فلابد لنا أن ننخرط في شيء من التخطيط المالي يكون له مغزى وقيمة.

يتمثل السر إذن في التأكد من أننا نجري تحسينات دائمة في كل ناحية من نواحي حياتنا، وأن نخلق التوازن الملائم بين النواحي الست جميعها بحيث تتم تغذية كل منها وتعزيزها، وبهذا النحو يتم تحقيق الأثر التضافري وتتولد قوة الدفع، والهدف هو أن نجعل كل ناحية من النواحي الفردية تولد مقدارها من البهجة والإشباع؛ بحيث تسهم جميعا بلعب دور متميز في المقصد الكلي الأكبر -ألا وهو التمتع بحياة مشبعة ومرضية وذات نفع ومغزى.

 

يتطلب الأمر عقلاً

غير عادي بالمرة

من أجل فهم

تحليل المفاهيم

البديهية الواضحة.

 

آلفريد نورث وابتهيد -

من كتاب

SCIENCE AND THE MODERN WORLD

                                                          

أود أن تشاركني في ولعي بهذه القصيدة المعنونة بـ " العطاء هو سر الحياة ".

أجلس في عزلتي

وأتأمل الحياة.

تملؤني الطبيعة بالعجب.

وأدمع لكل صراع ونزاع.

أتساءل: " ماذا بوسع عقل إنسان

واحد أن يقدم؟

ويعود الجواب إلى: " عليك

أن تجد هدفا!".

فالهدف الذي على أن أجده

أكبر من ذاتي الصغيرة.

أقرر أن أمنح الأفكار

لمساعدة الإنسانية.

إنه أمل أرسله ليحلق

بحيث يراه الجميع.

نكون من نكون

ولكننا نستطيع أن نكون

من يمكننا أن نكون.

وإذن. فلنحسن من أحوالك

ولتكن حذرا.

ولتعط ما بوسعك.

إنها لنعمة خاصة

أن تساعد الآخرين على الحياة!

ولنوجز هذا الفصل، أتركك مع هذه الفكرة من إحدى كتب الحكمة القديمة:

-ولتكن واثقا من هذا الأمر ذاته. أن الشخص

الذي شرع في عمل عظيم سوف يكتمل بك ".

 

في يوم ما، قد يسيطر الإنسان

على الرياح والأمواج، والمد والجزر،

ولكننا سنكون بحاجة لاكتشاف

طاقة الحب عندئذ.

ووقتها، وللمرة الثانية في تاريخ العالم،

سيكتشف الإنسان النار.

 

بيير تیاردی شاردان

 فيلسوف ورجل دين

(1881-1955)

 

أشعل حماستك!

لیلی ودیویت والاس

 

كان كل من لیلی ودیويت والاس قارئين نهمين. في أثناء قراءاتهما للمجلات، غالبا ما وجدا مقالات يستمتعان بها ويرغبان في تقاسمها مع أصدقائهما. كانا دائما يفكران في الآخرين في حياتهما، وفي طرق مساعدتهم.

كثيرا ما ناقشا الموضوع، وتوصلا معا إلى فكرة جديدة: سوف يجمعان أفضل المقالات والموضوعات مما يثران عليه من المجلات، ويحصلان على تصريح لإعادة طبعها في نسخ موجزة لها، ثم يجمعانها معا في مجلة جديدة باسم READERS SERVICE. ظن أصحاب دور النشر المعتمدة أن فكرة آل ولاس جنون محض. وتساءلوا " لماذا سيشترى أي شخص مقالات قديمة؟

حتی ناشر الصحف الشهير ويليام رالف هيرست قدم رأيه وقال إن تصورهما غير اقتصادي، ولن يبيع المائة ألف نسخة الضرورية لتفادي الخسائر حتى دون تحقيق ربح. لكن لیلی ودیويت آمنا بفكرتهما وبانها وسيلة مثالية لمساعدة الآخرين. وبدا ينشران مجلتهما الصغيرة في بنسلفانيا بنيويورك من عام ۱۹۲۲. واليوم فإن مجلتهما التي صار اسمها Readers Digert تصدر بسبع عشرة لغة حول العالم، والاشتراكات أكثر من 16 مليون مشترك، والقراء يتجاوزون المائة مليون شخص حول العالم.

إنك تضفي اختلافاً إيجابية من خلال منحك شيئاً ما من نفسك لأجل مصلحة الآخرين، ولقد أضفى كل من لیلی ودیویت اختلافاً؛ لقد تجاسرا وحلما أحلاما کبری، وبهذا اشتعلا بالحماس وانطلقا إلى الأمام.

 

يكمن المستقبل

 بين يدي هؤلاء

المؤمنين بمدي

روعة وجمال أحلامهم.

 

إليانور روزفلت

ناشطة سياسية

وحرم " فرانکلین دیلانو روزفلت

الرئيس رقم ۲۲ للولايات المتحدة

(1884-1962)