التصور المبتكر

  1. في النقطة (3)، أشرنا إلى أن مخيلتنا هي أقوى أداة لإيجاد واقع جديد. بوسع المخيلة أن تكيف وعينا على أي نحو نختاره، وبالطبع سواء كان هذا بصورة إيجابية أم سلبية، وباستخدام المخيلة الاستخدام الملائم، يمكن لها أن تمكننا من السيطرة على جميع الأحداث، والظروف في حياتنا. لم نعد بحاجة إلى أن نستجيب وكفي لكل ما يجري حولنا. فبدلا من ذلك، يمكننا أن نستحضر في عقلنا من الصور العقلية المفعمة بالأصوات والحيوية، أي حرفيا الصور المفعمة بالحياة، تلك الصور التي تمثل أعمق رغباتنا الداخلية، فعن طريق إيجاد تلك التصورات، والصور الحيوية بشكل إيجابي وحي، يمكننا أن نتغلب على جميع شکوکنا، ومخاوفنا الذاتية. نستطيع أن نحرك وعينا باتجاه الرؤى المبتكرة، وليس باتجاه الإدراكات الحسية. نستطيع أن نستخدم قوة الرؤى في توسعة الحدود المحفزة للعالم الخارجي. نستطيع أن نوجد واقعا بناء على اختياراتنا.

تأمل التصور التالي ليظهر لك مدى الإبداع والابتكار الذي يمكن لك أن تبلغه، وذلك جنبا إلى جنب إلى التأثيرات العاطفية التي تكاد تقترب من آثار مغامرة عجيبة، والتي ستشعر بها (ملاحظة: لا تمارس هذا التصور، أو أي تصور آخر أثناء قيادتك للسيارة).

اغلق عينيك. أريد منك أن تتخيل نفسك واقفة وحدك تماما على سطح إحدى ناطحات السحاب في منهاتن الساعة الواحدة صباحا. على ارتفاع مائة وعشرة طوابق من مستوى الشارع المنظر غیر معقول بوسعك أن تری أنوار مدينة نيويورك.

 

إن المركز والمنبع

 الكل قدرات الإنسان الإبداعية

 هو قدرته على التصور، أو

قوة مخيلته.

 

" روبرت كولير"

 

THE SECRET OF THE AGESمؤلف

( ۱۸۸۵۔ ۱۹۵۰)

 

 

 

في جميع الاتجاهات، من بروكلين إلى برونکس. هناك أضواء حمراء، وأضواء خضراء، وإعلانات فلوريسنت تومض، وهي شديدة الضخامة بحيث يمكن رؤيتها من بعد عشرين ميلا.

والآن لتخط بحرص فوق حافة السطح، وتطل نحو الأسفل. هل يمكنك أن ترى أنوار كل السيارات، والحافلات، وعربات الأجرة التي تهرع هنا وهناك في الشارع، إنك على ارتفاع ألف وخمسمائة قدم في الهواء، والآن هناك سور يحيط بالسطح من أجل أن يمنع الأشخاص من السير نحو الهواء بلا تفكير. إنه بارتفاع قدمين تقريبا، واتساع قدم واحدة. أريد منك أن تضع قدمك اليمني على هذا السور، بحرص بالغ، ثم قم بالانحناء ببطء، وانظر مرة أخرى، رباه! إنها مسافة طويلة جدا جدا للأسفل! أتشعر بقشعريرة طفيفة تسري في بدنك؟

والآن أريد منك أن ترفع قدمك اليسرى، وتضعها إلى جوار قدمك اليمني بحيث تقف وحدك تماما على السور الضيق. مرحى! مرحى! أنت تشعر بنسمة صيف عذبة تهب، وتداعب شعرك من خلف رأسك. يبدو كل شيء رائعا تماما. أليس كذلك؟

والآن فجأة ... يا للهول! إنك تقفز من فوق السور، وتحلق طائرة وتخيل أنك سوبرمان، أو الرجل الخارق، أو المرأة الخارقة، وأن بمقدورك الطيران أينما شئت. وهكذا فإنك تحلق أولا في هذا الاتجاه، ثم في ذلك الاتجاه، بل إنك تحوم فوق مبنى " الأمبیار ستات " بالغ الارتفاع لبعض الوقت. وفي نهاية الأمر تحط طيرانك في منتصف حديقة " السنترال بارك "، مفعما بالإثارة والطاقة. لا بأس، افتح عينيك. أليس أمرا عجيبا؟ تماما كما يمكن لمخيلتنا أن تشحننا، يمكنها أيضا أن تحررنا من أجل القيام بأمور لم نفكر مطلقا أن في مقدورنا القيام بها! عندما نشاهد أنفسنا نحقق هدف -أي هدف. في مخيلتنا، بقدر وأفر بما يكفي، نشرع في الإيمان باننا نستطيع تحقيقه في الحياة الواقعية كذلك. ليس علينا أن نعتمد فقط على تجاربنا الماضية من أجل أن نحدد مستوى تقديرنا لذاتنا. يمكننا أن نضيف عددا كبيرا من النجاحات الجديدة بقدر ما نرغب عن طريق تخيلها مرارا وتكرارا في عقلنا!

صرح " محمد علي كلاي " ذات يوم بهذا القول اللافت للانتباه: " الشخص المحروم من المخيلة لا يستطيع مغادرة الأرض. إنه بلا أجنحة، فلا يستطيع الطيران".

عن طريق استخدام مخيلتنا بشكل إيجابي وله غرض، نمسك بزمام التحكم على ما نفكر به، والآن إننا نحن المبرمجون، وإننا نحن المصممون، إننا نحن القوى المبدعة التي تكمن وراء الواقع الذي نوجده في حياتنا!

 

إنه من الحرص والحذر

 دائما أن نتخذ تحركات،

 ثم نختبر الطرق التي اتبعناها،

ونحاول من جديد.

فقبل أي شيء آخر

لابد أن نحاول المرة

تلو الأخرى.

 

والتر ستابلس