أفكارنا من اختيارنا

- أن نكون واعين أننا ندرك ونفكر يعني أن نكون واعين بوجودنا "

۔ أرسطو

العقل الواعي والعقل الباطن

مطلب صغير. ضع يدك اليسرى في يدك اليمني، أمر سهل، صحيح؟ والآن حاول أن تمسك يدك اليمني بيدك. ليس أمرا سهلا، أليس كذلك؟

ما المقصود؟ المقصود هو التالي: إن فهم كل السلوك الإنساني يبدأ بفهم العقل، لكن لماذا تكون هذه مهمة في غاية الصعوبة؟ لأن علينا استخدام عقولنا لفهم عقولنا ... وهو ما يبدو شبيها جدا بإمساك يدنا اليمني بيدنا اليمني. إنها بالضرورة عملية عسيرة وغير دقيقة، وعلى الرغم من هذا، فإننا لا نملك خيارا آخر غير المحاولة.

وعلى هذا فما الأفكار أو المفاهيم التي تعمل لصالحك؟ لا يمكنك أن تأمل في أن تعرف حتى تصير دارسا لهذا الموضوع، وتبدأ في تجريب مفاهيم متنوعة. لن تعرفها كلها أبدا، لكن بالطبع ليس عليك ذلك حتى تحدث تغييرا له مغزى وتحسن من حال حياتك

لا يدرك الكثيرون منا النجاحات العديدة التي حققناها بالفعل في الحياة، وخاصة تلك النجاحات التي تجري على الصعيد اللاوعي أو الباطن، فمثلا، لقد فزنا جميعا في سباق الحيوانات المنوية! لقد هزمنا خمسين مليون خلية أخرى لكي نقوم بالتخصيب، ثم بعد الولادة، كبرنا جميعا ونضجنا وفقا لمخطط إعجازي؛ وذلك عن طريق الشفرة الجينية الفريدة لكل منا. وعلاوة على هذا، فإن لدينا جميعا جهازا مناعيا فائقا يعمل بداخلنا؛ ليحفظنا في صحة جيدة، وفي حالة حيوية يوما بعد يوم. هل يمكنك أن تتخيل مئات الأمراض التي ندرؤها عن أنفسنا كل عام -ودون أن نعرف حتى أن هذا يحدث؟

 

لكل عمل

سلف صالح

هو فكرته.

رالف والدوايمرسون"

 كاتب مقال، وفيلسوف،

وشاعر أمريكي

(۱۸۸۲, ۱۸۰۲)

 

من تلك الأمثلة، نتبين أننا خلقنا بحيث نكون ناجحين، وفي أحسن تقويم، بالنسبة لأمور عديدة على صعيد العقل الباطن، وإليك أمثلة أخرى تصور الطاقة الهائلة للعقل الباطن.

إن عقلنا الباطن يؤدي بعض المهام غير المعقولة، كل أربع وعشرين ساعة، وبدون أي جهد من جانبنا؛ فإنه:

  • يجعلنا نتنفس ۲۳ ألف مرة، نستهلك 438 قدما مكعبة من الهواء شهيقاً وزفيراً.
  • يجعل قلبنا يدق 100 ألف، أو حوالي مليارين ونصف مرة خلال ۷۰ عاما.
  • يجعل قلبنا يضخ ۳۰۰؛ جالون دم، بما يكفي لملء ۱۳ مليون برميل خلال العمر.
  • يجعل دمنا يدور 1450 دورة كاملة خلال 100 ألف ميل من الشعيرات الدموية.

نحتاج لإبقاء تلك الإحصاءات في عقولنا حتى نشرع في استكشاف الطاقة الكامنة في نظام النجاح الذي يسكن في داخلنا، ولا ينفصل عنا، وحتى ندرك مدى نطاق إمكاناتنا الكامنة. ولك أن تتصور إذا كان بوسعنا القيام بكل تلك الأمور دون أن نفكر بها فكيف سيكون الحال إذا ما وضعناها في حيز التفكير الجاد الحقيقي!

ما نحتاج معرفته الآن هو كيف نكون أكثر نجاحا على المستوى الواعي، هذا الجانب من تفكيرنا الذي ندرکه، والذي نضطلع بمسئوليته كاملة، وكما سنعرض. فإن عقلنا الواعي هو ما يحكم عقلنا الباطن. إن عقلنا الواعي هو السيد الممارس، والذي يهيمن على خادمه المطيع، وهو الذي يفرس البذور في تربة العقل الباطن التي تبدأ عندئذ في التبرعم والنمو، ولنفهم التالي، إن طريقة برمجة أنفسنا على مستوى العقل الواعي لنكون أكثر نجاحاً، هي السر الأساسي لتحرير إمكاناتنا الكاملة.

المكافآت التي نتلقاها في حياتنا تأتي نتيجة لأدائنا. وليس لإمكاناتنا. ومن شأن هذا البرنامج أن يضع مستوى أدائنا الحالي في صلته بإمكاناتنا الكاملة من أجل التركيز أكثر وضوحا لتقييم عقلي رشيد. إنه يضع هذين العاملين في منظور أفضل على ضوء المعلومات التي لم تكن متاحة لنا من قبل.

إنهم يستطيعون

لأنهم يعتقدون

 أنهم يستطيعون.

فيرجيل

شاعر روماني

(19-70 ق.م)

 

من أين نبدأ؟

شرح مقتضب لما أنا في سبيلي للتحدث عنه. غالبا ما يكون من الأصعب معرفة موضع بدايتنا من معرفة موضع النهاية، وبما أن كل شيء هو سبب ونتيجة بشكل أو بآخر، فيمكننا تتبع الأمور رجوعا من المنتهى الذي نناضل من أجل بلوغه إلى البداية، وتمضي هذه العلاقة كما يلي:

  1. النتائج الناجحة، تنبع من ...
  2. المثابرة، والجهد المكثف، وهما ينبعان من ...
  3. الأهداف الواضحة ذات المغزى، وتنبع من ....
  4. المشاعر الإيجابية تجاه الذات (المتمثلة في التقدير العالي للذات)، وتنبع من ...
  5. الصورة الذاتية الإيجابية، وتنبع من ...
  6.  معتقدات جوهرية قوية، وتنبع من ...
  7.  الأفكار، والخبرات الفردية.

وهكذا نرى أن أفكارنا وخبراتنا الفردية هي ما تحدد معتقداتنا الجوهرية، التي بدورها تحدد صورتنا الذاتية، والتي تحدد مستوى تقديرنا لذاتنا، والذي يحدد کل شيء آخر بما في ذلك النتائج التي نحرزها.

وبتعبير آخر، علينا أولا أن نؤمن بأنفسنا قبل أن يمكننا توقع أن نكون موفقين في أي شيء. أن نؤمن بأنفسنا. هذا ما يحاول أن يقدمه كل كتاب من کتب مساعدة الذات تشر مطلقا لقرائه. هل فكرت ذات مرة بشأن:

  • كم عدد الأشخاص الذين يؤمنون بأنفسهم ... بدرجة ۱۰۰٪؟
  • كم عدد الأشخاص الذين يؤمنون بما يقومون به ... بدرجة ۱۰۰٪؟
  • كم عدد الأشخاص ممن لديهم حلم من الأحلام؟ وكم عدد الأشخاص الذين يسعون وراء أحلامهم حقا، ويرونها تتجسد وتتبدى في حياتهم؟

مدرج الإنجاز

إننا ننتقل من الإنكار. إلى التشكك.

إلى التصميم التام

ا. مهلا مستحيل أن أستطيع!

۲.لا استطيع !

٣. هل أستطيع؟

4. ربما أستطيع.

5. أعتقد أنني أستطيع.

6. أعرف أنني أستطيع.

۷. أنا أستطيع.

۸. يا إلهي، إنني أستطيع أن أحرك الجبال

(تنحوا جانبا أرجوكم ... فأنا منطلق)

والتر ستابلس"

من أشعل حماستك.

منتدى الأهداف