استكشاف بعدنا الروحي

أليس أمراً مثيراً للاهتمام أن كل شيء تقريباً في حياتنا يصير قديم الطراز في وقت أو آخر. فلتفكر في هذا. السيارات، والمنازل، والملابس، والأفلام، وبرامج التلفاز، تعبيرات لغوية محددة، والحُلي، وأدوات التجميل، وورق الحائط، والكتب، وبرامج الكمبيوتر، والألوان، وأواني الزجاج، والساعات، والأطعمة المتنوعة، وناطحات السحاب، ومعدات وأدوات الإضاءة، وقطع الأثاث، والقائمة لا تنتهي.

وتلك هي مفردات الحياة اليومية التي تقوم الغالبية العظمى منا ببناء حياتها على أساس منها. لكن ما الشيء الوحيد الذي لا يصير مطلقاً عتيق الطراز، الشيء الوحيد الذي بتجاوز الزمن، ويبقى ويستمر، والذي ظل برفقة الإنسان منذ أول ظهور له على هذا الكوكب؟ بالطبع إنه الحب.

ولكن نوجز بعض استنتاجاتنا الأساسية، تذكر التالي:

1. الحياة سلسلة من الأفكار.

2. إننا نصير إلى ما نفكر بشأنه.

3. نستطيع أن نختار ما نفكر بشأنه.

 

تلك هي وصلات الربط الأولية في عملية تولى زمام السلطة على الصعيد الفردي لكل شخص.

أننا نضع أنفسنا في محل التحكم والسيطرة من خلال اكتساب الهيمنة على أفكارنا وأفعالنا؛ لكي نتوصل إلى النتائج المنشودة، وهي العوائد المعنوية والمادية التي نسعى إليها جميعاً سعياً ملحاً ومستميتاً في الحياة.

وعلى هذا، تكون أعظم المسئوليات شأناً هي ببساطة أن نتصرف كما نعلم أنه يجب علينا أن نتصرف. مع العلم بهذا، ربما نستلهم المزيد في مقتطف الحكمة التالية بشأن ما نفكر به، وما نركز عليه:

في نهاية المطاف، وعلى أي اعتبار، أياً كانت هي الأمور الحقيقية، والنبيلة، والعادلة، والنقية، والجميلة، والصائبة، إذا ما كانت هناك أي فضيلة، وإذا ما كان هنالك أي شيء جدير بالثناء والفخار – فلتعكفوا إذن على تأمل تلك الأمور والأشياء...وستجدون العلي القدير يسدد خطاكم.

أؤمن بأن الحب سوف يسود العالم

في نهاية الأمر،

وأن أحجار الأساس لهذا العالم المنشود

ستكون هي الحرية، والحقيقة،

والأخوة، وخدمة الآخرين.

 

"هيلين كيللر"

كاتبة، ومحاضرة أمريكية

(1880-1968)

أشعل حماستك!

"الأم تيريزا"

ولدت الأم تيريزا، واسمها الأصلي "آجنس جونزا" بوجازيو في 27 أغسطس 1910 في سكوبجي بألبانيا. ومنذ صغرها سمعت "آجنس" عن الأعمال الخيرية التي تقوم بها البعثات الدينية في البلدان التي تعاني الفقر، والجهل، وتفشي الأمراض. وكم أحبت المشاركة في مثل تلك البعثات من أجل تقديم العون للآخرين، وبالفعل اشتركت "آجنس" في إحدى الجمعيات الخيرية، والتي تأسست في إيرلندا، وسافرت إلى قرية إنتالي في كالكتا من أجل التدريس في إحدى المدارس الثانوية كمعلمة للجمعية الخيرية، واستمرت في عطائها هناك كمعلمة لما يقارب عشرين عامًا.

وفي عام 1946، قررت "آجنس" أن تترك المكانة التي وصلت إليها، ووضعها الآمن والمستقر بالمدرسة لتقدم خدماتها، وتمد يد العون إلى المدن التي تعاني الفقر المدقع في الهند، فبينما كانت تمارس مهنتها كمعلمة لهؤلاء الأطفال الذين ينتمون للطبقة المتوسطة، لم تستطع تجاهل الألاف ممن يعانون الأزمات الطاحنة والظروف القاسية من المشردين في الشوارع، ويعانون نقص الطعام، والمياه، والملبس، وأساسيات الرعاية الصحية.

وفي عام 1950 أسست "الأم تيريزا" جمعيتها الخاصة للأعمال الخيرية، واليوم يتبع هذه الجمعية الخيرية أكثر من ثلاثمائة وأربعين مركزا منتشرة في أكثر من خمسين دولة في العالم، والتي كانت جميعها تهدف إلى نشر الحب والسلام والمآخاة في العالم، وتقديم العون لمن هم في حاجة إليه. وفي عام 1979 قدر العالم بأسره أعمال وإسهامات الأم تيريزا لصالح البشرية، وتمثل ذلك التقدير في منحها جائزة نوبل.

إنك تضع اختلافا في هذا العالم عندما تبذل شيئا ما من نفسك وتمنحه للآخرين.

لقد صنعت الأم تيريزا اختلافاً، فقد تجاسرت وحلمت أحلاماً كبرى؛ وبهذا فقد أشعلت نفسها بالحماس!

 

 

وإذا صادف أن عثر إنسانٌ على ذاته،

فقد وجد الدار الفخمة التي يمكنه أن

يقيم بها بشرف وكبرياء

طوال أيام عمره.

 

"جيمس ميتشنر"

روائي أمريكي

خلق الله آدم على صورته،

ونفخ فيه من روحه. أي

إنه نفخ فينا جميعاً شيئاً

من حبه، ورحمته، وقدرته.

إن كل هذه النعم بداخل نفوسنا،

ولكن بكل أسف فإنها

آخر موضع يفكر أن يبحث

فيه معظمنا حتى يعثر عليها.

 

"والتر ستابلس"