برنامج الأهداف التي يمكن إدراكها

إن تمرين الغاية الأساسية للحياة يضطرك إلى تحديد قيمتك المهمة بالنسبة لك، والآن تستطيع أن تبدأ في وضع برنامج "لأهداف" يمكن إدراكها متمحورة حول غايتك في الحياة، بقيامك بهذا الأمر على هذا الترتيب، فإنك تضمن التواؤم ما بين أهدافك وقيمك والدعم المتبادل فيما بينهما، أي إنهما في انسجام مع أعمق قناعاتك.

لأيمكن أن يكون لديك أكثر من غاية أساسيه في الحياة، ولكن بالطبع يمكن أن يكون لديك أي عدد من الأهداف الكبرى التي تدعم هذه الغاية.

وعلى هذا، فما هي الأهداف الكبرى التي قد تكون ملائمة لك؟ ولتتذكر-تستطع أن تحصل على أي شيء تنشده إذا تشبثت برؤية واضحة له في عقلك واجتهدت في السعي نحو بلوغه، فلتفكر في تلك الأهداف التي لأغني عنها للغاية الأساسية في حياتك، إليك ثلاثة اقتراحات تنطبق دون خلاف على جميع الأشخاص: الصحة، المهارات المهنية والشخصية، والتخطيط المالي، فمع الصحة الطيبة نضيف إلى جودة حياتنا والوقت المتاح لنا حتى نحقق الغاية الأساسية لحياتنا. ومع مهارات مهنية وشخصية أفضل حالاً نكون أكثر إنتاجية في عملنا وأقل تعرض للخسارة، وعبر التخطيط المالي، نستطيع أن نؤمن وضعاً أفضل لمستقبلنا المالي عبر الإدارة المضبوطة لكل من مدخراتنا واستثماراتنا.

الصحة

إن صحتنا ماهي إلا تجسيد للكثير من العوامل، بعض هذه العوامل لنا عليه تأثير، وأخرى لا سلطان لنا عليها، وعلي وجه العموم فما من شيء بأيدينا أمام ارث الجينات إلا أن نكون على وعي بالخلفية الصحية لعائلتنا واتجاهاتها التي قد تقترح انه يجب علينا اتخاذ تدابير وقائية محددة. إذن فما الذي يمكننا التأثر فيه؟ نظام الطعام والتمارين البدنية موضع جيد للانطلاق. هناك برهان لا خلاف عليه أن نظام الطعام

 

العلة الأولي هي الفكرة.

والعلة الثانية هي الإيمان بما تقوم به.

والعلة الثالثة هي الفعل.

أي القيام بما تريد القيام به

ولتعلم أن هذه العلل

هي سلمك نحو النجاح.

"والتر ستابلس"

 

السيئ يعد سبباً رئيسياً للأمراض متل أمراض القلب والسرطان، ونعلم أن التمارين البدنية المتنظمة لها أثار إيجابية على أجسادنا عموما وعلى جهاز الأوعية الدموية خصوصا.

وهكذا يمكن أن تشتمل أهدافك على أي من النقاط التالية: فقدان جزء مخصص من الوزن بحلول توقيت محدد، تقليل ما تتناوله يومياً من المنتجات الغذائية التي لا ينصح بالإكثار منها مثل اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان، والكافيين، والملح والسكر، ومن الأهداف كذلك تقليل معدل الكولسترول بنسبة مئوية محددة، وإعداد برنامج تمارين بدنية منتظم والالتزام به بحيث يتوافق مع احتياجات ويوافق مشاغلك الخاصة.

 

المهرات المهنية والشخصية

بوسعنا جميعاً أن نطور من مهاراتنا الأساسية، والتي لم نتلق التدريب اللائق على الكثير منها. مهارات الكتابة والاستماع، إدارة الوقت، مهارات الكمبيوتر، مهارات تربية الأبناء، والتفاعل مع الآخرين، مهارات الأقناع، في تقديم عروض العمل والقراءة السريعة-كل هذا من شأنه أن يضيف إلى فعاليتنا الشخصية وثقتنا بذاتنا. فلتتعلم أقصى ما يمكنك أن تتعلمه عن المهنة التي اخترتها لنفسك –ولتكافح لبلوغ التفوق.

ولتقرأ كل الكتب التي يمكنك العثور عليها حول طرق تحسين عملك كماً وكيفاً وكذلك زاد احتمال أن يطلب من الأشخاص إلقاء كلمات وخطب على الملأ، سواء للأسباب مهنية تجارية أو لمناسبات اجتماعية. الانطباعات التي نتركها لدى الآخرين أمر هام للغاية وفي العمل ذانك أشياء قليلة تعطي انطباعا أعظم شانا من مجرد القدرة على التحدث بثقة وإقناع في الاجتماعات واللقاءات الودية.

ويمكن لهدفك في هذا النطاق أن يشتمل على الالتزام بان نلتقي على الأقل دورة تدريبية أو تحضر منتدى شهريا، وان تقرأ كتباً مناسبة لمدة ساعة يوميا على الأقل وان نتعلم أساسيات التحدث على الملأ. يمكنك عندئذ أن تقرر إلقاء عدد من الخطب كل عام بشكل تطوعي أو كخدمة عامة في النوادي بمحيطك الحياتي كسبيل لصقل مهاراتك وتحسينها، وكذلك لتقديم مساهمة مفيدة للآخرين.

التخطيط المالي

في إطار المورد المالية الشخصية يندرج الناس تحت ثلاثة قطاعات متمايزة، ألا وهي 1) وضعية العجز المالي-أي الوقوع في الديون، أو2) الخلو من

 

 

 

بادئ ذي بدء، ليكن لديك

هدف محدد وواضح

وعملي ونموذجي.

ثانيا، امتلك الوسائل

اللازمة لبلوغ مقاصدك.

من حكمة، ومال،

والموارد المادية

والوسائل العملية.

ثالثا، فلتكيف كل وسائلك

لخدمة ذلك الهدف.

 

-أرسطو

فيلسوف إغريقي

(322.384.ق.م)

 

 

الديون-ولكن بلا فائض عن الحاجة، أو3) في وضعية الفائض عن الحاجة –على الأقل بشكل مؤقت. يبدو أن من المنطقي إذا رغب الناس في المضي قدما للأمام فلابد أن يناضل هؤلاء الواقعون في الديون أو الذين لا يفيض شيء عن حاجتهم لان يكسبوا المزيد من المال، لكن هذا غالبا مالا يجدي نفعا، فأشخاص من هذين القطاعين لديهم عادة إنفاق كل ما يكسبون أو أكثر مما يكسبون، ومعني هذا إن كسب المزيد من المال لن يحسن من موقعهم المالي على الإطلاق لأنه دون التخلص من عادتهم الحالية فسوف يستمر نمط الإنفاق ذاته.

قدم "بنجامين فرانكلين" هذه النصيحة الحكيمة فيما يخص الموارد المالية الشخصية هناك طريقتان للحياة السعيدة: فأما أن نخفض من مطالبنا واحتياجاتنا، أو أن نزيد من مواردنا –وسواء هذا أو ذاك فإن النتيجة هي ذاتها وعلى كل إنسان إن يختار منها ما يروق له بحيث يكون أيسر حالا، ولكن إذا كنت شخصا حكيما فسوف تقوم بالأمرين معا وبالاختصار فإنه ينصح بالأمرين إنفاق اقل وكسب أكثر. أمر يسير؟ كلا. أمر عملي؟ نعم.

الشخص الأمريكي العادي يكسب ما زيد عن النصف مليون دولار خلال حياته المهنية بكاملها ولكن 1%يحققون حالة من الاستقلال المالي، والحق انهم نادرون أولئك العاملون الذين يستطيعون أن يفوتوا شهرين أو ثلاثة على التوالي دون أن يقبضوا رواتب إذا ما تركوا وظائفهم، وكما يقال فإنه ليس الأمر الهام للغاية مبلغ المال الذي تكسبه-بل الهام هو ما الذي تفعله بما تكسبه، والحقيقة التي تقدمها هذه العبارة واضحة ولكنها نادرا ما تؤخذ مأخذ الجد.

والنصيحة هي: لا نتفق كل ما تكسبه أو أكثر مما تكسب، فالأفضل بكثير أن تنفق أقل مما تكسب، ولنقل بحد أقصى 70%من صافي راتبك، ولتستثمر ما تبقي لينمو على المدى البعيد. تستطيع أن تضع نسبة 10% كمدخرات، وأن تستثمر نسبة 10% وان تتبرع بنسب ة10% للأعمال الخيرية مثلا (نعم، إن التبرعات والصدقات هي الاستثمار الروحي الأفضل على الإطلاق!).

أما فيما يخص المدخرات والاستثمارات، فلابد أن تنتفع من الظاهرة التي تسمي بالفائدة المركبة والتي تعلمتها أول مرة في المدرسة الابتدائية، في كتاب دافيد شيلتون الذي حقق أفضل المبيعات بعنوان يقدم امثله عديدة حول طريقة عمل الفائدة المركبة.

 

 

 

أسلوب المضاربة وشراء الأسهم

يتمثل في التخطيط بجرأة،

والتنفيذ بمهمة،

أن يرسم المرء خارطة

بالاحتمالات،

ثم يتعامل معها

كأمور مرجحة.

كريستيان إن. بوفي

مؤرخ أمريكي

(1904.1820 )

 

افترض أنك حين كنت في عمر الثامنة عشرة بدأت تستثمر دولارا يوميا، أي 30دولار كل شهر، بفائدة 15% وأنك الآن في الخامسة والستين من عمرك. بلغ حجم استثمارك الكلي 17,155دولاراً. ولكن احذر ما قيمة استثمارك حاليا –انه مليونا دولارا و67الف مبلغ رائع! قد تظن أن مقدار فائدة 15%لايمكن تحققيها، ولكن بعض الصناديق المالية التبادلية قد أبدت نمواً ثابتاً بهذا المعدل بل وأعلى منه أيضا، مثال آخر من الأمثلة. تخيل ديناً يتم سداده على مدار فترة من الوقت من أجل شراء منزل والذي ينتفع بفائدة مركبة في المقابل. عند نسبة 12%فإن ديناً بقيمة 70الف دولارا يتكلف 722دولار شهريا.

والدين نفسه، يتم سداده مدار 15عاماً، بتكلفة 827دولاراً شهرياً، وعن طريق دفع إضافي بقيمة 105دولارات شهرياً، فإنك تدخر 10أعوام من المدفوعات والمبلغ الكبير 960و129دولاراً، بالطبع ستكون المدخرات أقل مع معدلات فائدة أقل ولكن يظل المبلغ له قيمة مع ذلك.

يقدم كتاب "دافيد سيلتون" الممتع والغني بالمعلومات العديد من الأمثلة الأخرى الممتازة. انه كتاب لا غنى عن قراءته، والمقصد هو أن تتعلم أكثر ما يمكنك حول التخطيط المالي والأثر الذي لا يصدق للفائدة المركبة. تحدث إلى الخبراء في هذا المجال. ولكن لتقم بهذا كله وأنت لاتزال شاباً نسبياً، فالفائدة المركبة تحتاج إلى الوقت لتصير مركبة.

إعداد الخطة

من أجل أن تشرع في إعداد برنامج الأهداف القابلة للإدراك الخاص بك، قم أولاً بكتابة كل أهدافك على صفحة من الورق ورتبها الترتيب الملائم وفقاً للأولوية، فينبغي عليك مثلا أن يكون لديك هدف واحد لكل ناحية من نواحي الحياة الستة الأساسية، وبعد ذلك فلتختر هدفا واحداً كبيراً لتركز عليه بشكل مبدئي. وأخيراً ارسم خطة تفصيلية للتحرك من اجل إنجازه، مستعينا بالخطوات المحددة التالية:

 

1-تأكد أن الهدف الذي اخترته له شأن، وقابل للقياس، ويمكن بلوغه، فلتختر ذلك الهدف الذي يلوح لعينيك على البعد، ولكن ليس بعيداً جداً إلى درجة أن يكون مستحيل المنال.

2-حدد التاريخ الدقيق الذي يرغب في تحقق هدفك فيه.

 

إذا أردت أن تفوز بأي شيء

بنفسك، بحياتك، بسباق عدو

فيتعين عليك أن تمضي

بسرعة محمومة

 

"جورج شبيهان"

مؤلف أمريكي

3. حدد الخيارات المتنوعة التي تتيح لك التواصل لهدفك، وقم باختبارها، كل على حدة ومجتمعة معاً، وكن مبتكراً، فلا تسع للطرق التقليدية التي تخطر لعقلك عند أول وهلة.

4. فلتحدد أي التحركات سوف تتخذها، وذلك من أجل (أ) اكتساب المعرفة التي ستحتاج إليها، (ب) واكتساب المهارات اللازمة، و (ج) الالتقاء بالأشخاص الذين تحتاج إلى مساعدتهم ولإسداء النصح الازم لك.

5. ضع قائمة بالعقارات التي سيكون عليك التغلب عليها للوصول إلى هدفك، ولتحدد كيف ستتعامل مع كل منها.

6. ضع قائمة بالمنافع الأساسية، سواء المعنوية والمادية، مما ستحظى بها عندما تحرز هدفك في الموعد المحدد.

7. وما إن تكمل الخطوات الست السابقة، أكتبها جميعاً أمامك لتصوغ خطة رئيسية، ولتدرك أن هذه الخطة ما هي إلا نقطة انطلاق، وأنك سوف تحتاج إلى تحديثها وإعادة العمل عليها بينما تتخذ خطواتك وتصير أكثر اطلاعاً.

8. لتشرع في تنفيذ خطتك على الفور، سواء اعتقدت أنك مستعد أو غير مستعد، فإذا انتظرت حتى تعرف كل شيء، فلن تبدأ على الاطلاع!

والتزم بالقيام بشيء ما كل يوم، شيء من شأنه أن يقربك من هدفك الرئيسي، ولعل الوسيلة المؤكدة لهزيمة الخوف، والتشكك، وفقدان الثقة بالنفس هو أن ترى نفسك وأنت تحرز تقدماً يومياً منتظماً. رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وكل خطوة لها عوائدها، والنجاح ينبع من معايشة النجاح، ومن رؤيته مجسداً أمام عينيك.

فلتقض خمس عشرة دقيقة كل يوم في قراءة خطتك الرئيسية بصوت عال على مسامعك، وأفضل الأوقات للقيام بذلك أن تقوم بذلك في الصباح المبكر قبل أي شيء أخر ومرة أخرى كآخر شيء تقوم قبل أن تخلد إلى النوم مساءً، وفيما تقوم بقراءة هدفك، تخيل نفسك وكأنك قد أحرزته فعلياً في عقلك، صدق ذلك واستشعره، فلتتمتع بالمشاعر الإيجابية التي تتولد عن ذلك كله، من خلال الوكيد اللفظي لهدفك، وتخيله بصرياً وضخ العواطف في نفسك حياله، على ذلك النحو الفعال والهادف، فإنك تغرسه عميقاً في الواقع الخاص بعقلك الباطن.

 

 

لقد أردت دائما

أن أكون شخصا ما،

ولكن كان على أن

أكون أكثر

تحديداً.

ليلى توملين

ممثلة كوميدية أمريكية