طريقة العيش

نعلم أنه ما من إنسان، إذا ما ترك للمصادفة، نجاحه مؤكد في أي مسعى محدد، وذلك رغم أنف طاقتنا الفكرية الوجيهة. لكن دعني أسألك -ماذا لو أن هناك طريقة يمكنك اتباعها سترفع بدرجة هائلة من إحساسك بذاتك. فهل تعتبر مشاعر الإحساس بقيمة الذات المرتفعة ومشاعر حب الذات المرتفعة أمورا جديرة بالأهمية؟

إذا كانت الإجابة هي نعم، فإليك الطريقة التي أوصى بها:

كافح لأن تبلغ التفوق في شيء ما تعتبره

مهما، ويثير اهتمامك لأقصى حد.

يصل شعور الأشخاص ومسلكهم لذروة قصوى حين يسعون سعيا حثيثا وراء هدف يؤمنون بأهميته، ويمثل لهم شأنا مثيرا للغاية، فليس هناك مشقة حقيقية في العمل الذي يؤدي بحب حقيقي، فإننا نؤديه من أجل الإشباع الملازم له. وتكمن كل المتعة في السعي، وليس بالضرورة في الثمرة النهائية. يجنى الناس دائما شيئا ما من عملية الإنجاز ذاتها. إنهم يتصدرون المواكب جميعها؛ لأنهم جازفوا وتوسعوا في حركتهم -لقد تجرأوا على امتحان حدودهم الخارجية.

من الواضح إذن، أن توسيع نطاق الحركة، وامتحان حدودنا الخارجية جانب مهم وضروري من عملية الإنجاز، وإلا فلا يمكننا أن نأمل مطلقا في اكتشاف من نحن حقا وما بمقدورنا تحقيقه. وإلى جانب هذا، فإننا في خلال الاكتشاف، وممارسة شيء بإتقان مرارا وتكرارا نجد التعزيز التواصل والمردود الإيجابي. إنه لأمر مطمئن أن نعرف أننا متفوقون في أمر ما، وخصوصا في أمر نؤمن بأهميته.

 

أين أنت اليوم؟

دعنا نطرح أسئلة لكي نحدد المرحلة، ونتعرف على الموضع الذي تشغله حاليا.

1. ما مدى كفاءتك ، في المناحي الأساسية المختلفة من حياتك؟ دعنا نعد قائمة. فلتضع في الحسبان كلا من صحتك الشخصية، ولياقتك البدنية، وصحتك الروحية والعقلية؛ وعلاقتك الأسرية، وعلاقتك الأخرى ومهنيا؛ وماليا. فلتنظر إلى موضعك اليوم في كل تلك المناحي مقارنة بما كنت عليه منذ خمس سنوات مضت، وأين تود أن تكون بعد خمس سنوات من الآن.

 

 

 

 

أعتقد أنه من المهم للغاية

أن تكون إيجابيا

 إزاء كل شيء سلبي

في حياتك،

 وأنك تستطيع أن تحول السلبيات لصالحك

باربرا سترايساند

مطربة أمريكية معروفة

 

 

 

٢. من المسئول عما يحدث لك في حياتك؟ أهو أنت، أم شيء ما خارج عنك، هو التحكم بزمام الأمور؟ أحسب أنك لن تستطيع أن تحرز تغيرا له مغزى في حياتك، قبل أن تقرر أنك أنت المسئول، وتتبين كيف تمسك بزمام الأمور.

 ٣. أتعلم ما الذي تريده من حياتك، كل الأمور الطيبة التي تريدها؟ أتعلم ماذا يعني النجاح بالنسبة لك؟ وإذا ما سقط من السماء اليوم، وحط على عتبة بابك، فهل ستتعرف عليه؟

 4. أتعلم كيف تحصل على كل الأشياء التي تريدها؟ هل تسعى لأخذ نصح الخبراء ۔ عبر اللقاءات، والكتب، والشرائط المسجلة، والمنتديات -ممن نجحوا بالفعل في القيام بما تود القيام به؟

 5. ما الثمن الذي تستعد لدفعه. في صيغة وقت، وجهد وتضحية شخصية. لكي تحصل على كل ما تريد؟ هل أنت على استعداد لتحمل بعض الآلام قصيرة المدى من أجل ثمار المدى الطويل؟ أم أن شغلك الشاغل هو الإشباع الفوري؟

إن الهدف من هذا الكتاب هو مساعدتك لأن تحقق أفضل ما لديك في كل ما تحاول إنجازه -وأن تحرز نجاحا كاملاً في كل منحى من مناحي حياتك. ووسيلة هذا القصد يمكن أن تصاغ ببساطة كما يلي: تعلم استخدام عقلك على النحو الذي يعززك وليس على النحو الذي يحد من قدراتك. وهذا ما يقدمه هذا البرنامج: استراتيجيات عقلية التحقيق أقصى استفادة من قدراتك، وبالتالي تحقيق أقصى درجات النجاح في حياتك، والحيلة هي أن تعزز نفسك. فمع معتقدات التعزيز لإمكانياتك، ولا يمكن لك إنجازه، على الرغم من معاكسة الظروف، والتشكك في الذات، والإخفاق المتكرر.

ما المقصود بمصطلح " التعزيز "؟ إنه يعني أن "مكن لنفسك، وأن تمنح لنفسك السلطة، وأن تشحن نفسك بالطاقة "، وبشكل أكثر دقة، فإن تعزيز نفسك يعني أن تحظى بالقدرة على التحكم بأفكارك وأفعالك بالشكل الذي سيتيح لك التوصل للنتائج المحددة التي تنشدها. إنه الشعور بأنك المسئول، وأنك وسيلة التغير في حياتك. إنه القدرة على أن تنظر إلى نفسك في المرآة كل صباح وتقول " الحمد لله الذي منحني يوما آخر، لأقدم أثرا إيجابيًا لهذا العالم ".

آن لحظة واحدة

 من البصيرة له أثمن

 قيمة من حياة كاملة

من التجارب.

 

"والتر ستابلس -

 

 

الأساسيات

في هذا البرنامج أناقش مجموعة من الأساسيات التي تعد مفتاحا لأي نجاح في حياتك الشخصية والمهنية، فنحن نعلم أن الأساسيات في أي شيء هي ما تقود إلى الكمال. سواء كان مجال الهندسة -مثل إنشاء أحد الجسور؛ أو مجال الطب -مثل إجراء جراحة قلب؛ أو في علم الطيران -مثل صنع طائرة فإذا لم تكن أساسيات ومبادئ أحد العلوم بعينه معروفة، ومطبقة على الوجه الصحيح، ستبتعد النتائج عن درجة الكمال. وفي الحقيقة، فإنها غالبا ما تكون نتائج كارثية! فبين الحين والآخر، سمعنا جميعا عن جسر قد انهار، أو عملية جراحية قد فشلت، أو طائرة تحطمت.

لكن قلة من الناس هم من يعرفون أساسيات السلوك الإنساني. قلة قليلة منا يعلمون الأجوبة لا أسميه بالأسئلة الخمسة الجامعة، وهي:

 

  1. من أنا؟
  2. وكيف صرت ما أنا عليه؟
  3. لماذا تتخذ أفكاري، ومشاعري، وسلوكياتي هذا النحي بعينه؟
  4. هل يمكن أن أتغير، وأتطور نحو الأفضل؟
  5. وكيف يمكنني ذلك. وهو السؤال الأهم على الإطلاق؟

 

أغلبنا ينطبق عليهم كلمات أغنية الروك التي تقول " إننا نخوض غمار الألغاز دون أي مرشد أو دليل ".

 

ولنفهم كيف يمكن أن نتحسن ونتطور، علينا أن نفهم كيف تعمل عقولنا. والآن قد تقول إنه من غير المهم معرفة كيف يعمل العقل. فعلى كل حال، إننا نتدبر أمورنا مع أشياء كثيرة دون أن نعرف كيفية عملها. فكيف تعمل سيارة مثلا؟ ومع ذلك فما زلنا نقود السيارات، وفي أغلب الأحيان تأخذنا للموضع الذي نقصده.

 

تأمل هذا. إن مهندسا ميكانيكاً محنكا يمكن أن يجعل سيارة بسيطة تعمل لأقصى درجة من الكفاءة. يمكنه أن يجعلها تتسع لكمية وقود أكثر، والحق أنه يستطيع أن يجعل من سيارة متوسطة الأداء سيارة أكثر فعالية بكثير. بمجرد ضبط محركها لا أكثر، وهكذا نرى أن مهندسا ميكانيكياً يعرف كيف يستغل أدواته حتى يمكنه جعل السيارة تصل بأدائها لأقصى نقطة. لكن كم منا قد وصلوا بأدائهم اليوم إلى أقصى نقطة في الطريقة التي نفكر بها، وندير بها عقولنا، وجهازنا العصبي المركزي؟

تقول فلسفتي إن المرء مسئول

 عن حياته، ليس هذا فحسب،

بل إن بذلك الجهد الأقصى

 في هذه اللحظة يضعك في أسمى

المنازل في اللحظة التي تليها.

" أوبرا وينفري ".

 مذيعة البرامج الحوارية الأمريكية الشهيرة