الحوافز الخفية تفعل فعلها

تنطبق هذه العملية نفسها عندما ننظر و " نری " أنفسنا في إطار الأهداف المتنوعة التي نناضل من أجلها. إن الحواس الخمس -التي نستخدمها لنری، ونسمع، ونشم، ونتذوق، ونلمس -تطل على العالم الخارجي، وتعطينا إحساسا بمن نحن، وما يمكننا إنجازه. فإذا ما قررنا، بشكل واع، أننا يمكننا القيام بشيء ما، فإن عقلنا الباطن

 

 

كن جسورا ۔

وستكون العناية

الإلهية في عونك.

 

بازل كينج

كاتب أمريكي

(1859-1928)

 

عندئذ يتقبل هذا باعتباره حقيقة، ويبدأ في تحويله إلى واقع. إن الحوافز الإيجابية الخفية هي اللاعب الأساسي الذي يعاوننا في هذه المهمة. إنهم يبزغون قائلين: " نعم، تستطيع أن تقوم بهذا وبهذا، وهكذا لنقم بهذه المهمة ".

الأمر نفسه يحدث إذا قررنا أننا لا نستطيع القيام بأمر ما. يقوم العقل الباطن بتحويل هذه النتيجة السلبية إلى واقع، ومرة أخرى تبزغ الحوافز الخفية، وها سلبية جميعها هذه المرة، قائلة: " لا تكن غبيا. إنك لا تستطيع أن تقوم بهذا، ولا بهذا، ولا بهذا، فلتقلع الآن عن المحاولة، ولا داعي لإهدار الوقت ". هذا العمل الخاص بالعقل الباطن واضح وصريح. إنه دائما يحاول أن يحقق ما قدم له على أنه حقيقة:

بالطبع يحدث في حالات عديدة أن تقدم الحوافز الخفية نصائح متناقضة. تقدم الإيجابية منها وجهة نظرها للأمور، وكذلك تفعل السلبية منها، ويحاول کلا الجانبين أن يضمنا لصفه، ويمكن للجدل في عقولنا أن يستمر إلى الأبد. وفي النهاية، فإن مجموعة المعتقدات التي تهيمن هي التي تنتصر، وسيتصرف العقل الباطن بناء على ذلك.

وما نحتاج إليه هو أن نعمل -مهما كلفنا هذا. على تجنب السماح للرسائل الآتية من العالم المادي بأن تملي علينا من نحن، وما نستطيع أن نطمح لأن نكونه، وما يمكن أن نقوم به، وما نمتلكه في حياتنا؛ فعلى سبيل المثال، إذا ما تلقيت مائة -أو خمسمائة. جواب رفض في محاولتك لتسويق منتج جديد، أو خدمة قمت بصنعها، وأخرجتها في خير حال، فهل يعني هذا تلقائيا أن تتخلى عما صنعت، وتجرب شيئا آخر؟ لكن الكولونيل ساندرز صاحب فكرة دجاج كنتاكي المقلى لم يقم بهذا، لقد تلقی أكثر من ألف جواب رفض قبل أن يحصل على موافقته الأولى على بيع وصفته الشخصية الطبخ الدجاج. قليلون منا من يستطيعون تحمل الرفض المتكرر. لعل طريقته كانت على النحو التالي " إنني فقط أسعى وراء الموافقة؛ فلسوف أواصل حتى تكون هي ما أجده ".

أو فلتتأمل ما كان يشترك فيه كل من مایکل آنجلو، وكولومبوس، وآينشتاين، وأيدرسون، وألكسندر جراهام بيل، ومارکونی، وفور، أو الأخوان رايت؛ فقد تمت الإشارة إلى كل منهم في وقت أو آخر من حياتهم باعتبارهم حمقى، غير أكفاء، أو حالمين. وقد يكون هناك ذرة صدق في تلك الاتهامات، فعلى كل حال، لابد أن تكون مختلا قليلا إذا ظننت نفسك كشخص يعمل في إصلاح الدراجات الهوائية، ومؤهلا لكي تصنع طائرة وتطير بها، لكن الحقيقة تظل -على الرغم من هذا -أن هؤلاء الرجال ثابروا، ولم يسمحوا لمنتقديهم أن يحولوهم عما يعرفون " أنهم يستطيعون القيام به.

 

 

ليس هناك معنى للحياة

فيما عدا المعنى الذي يضفيه الإنسان

على حياته من خلال إطلاق

طاقته.

إيريك فروم

عالم نفس، وفيلسوف اجتماعي

ألماني المولد

(1900-1980)

 

وبتعبير آخر، أينبغي عليك أن تسمح لتجاوب السوق المبدئي مع منتجك أو خدمتك أن يحدد من أنت، وما مستوی نجاحك كشخص؟ أو أن تسمح لشيء سلبي ومحيط قاله والدك، أو أمك، أو معلم لك، أو صاحب عمل في وقت أو آخر بأن يكون له صلة بمن أنت حقا؟ بالطبع لا. فذلك المردود ما هو إلا آراء شخص آخر بناء على تأويل ذاتي الحقائق مبسترة، ومعلومات محدودة.

في محاولتي للعثور على ناشر لكتابي! Think a like a winner أوصدت في وجهي ثماني شركات مختلفة أبوابها ، بعض منها أضخم وأبرز الناشرين في الولايات المتحدة ، ولكن إذا كنت قد تعاملت مع استجابتهم تلك كتقييم لمستوى نجاحي النسبي باعتباري مؤلفا ، ويئست من المحاولة ، لما تم نشر الكتاب أبدا. الكتاب حاليا متوفر في ست لغات في أكثر من خمس وثلاثين دولة حول العالم.