مفهوم القفزة الكمية

وصلنا الآن لمفهوم القفزة الكمية. يقول هذا المفهوم إن التحسين المتزايد يمكن أن يؤدي فقط إلى تغير متزايد، وأنه للحصول على تغير له شأنه في الأداء والنتائج، لابد أن نتجنب الطرائق التقليدية التي قد استخدمناها من قبل، ومريحة بالنسبة لنا. تأتي القفزات الكمية بنتيجة عندما نؤمن بأن هناك طريقة أفضل، وأكثر فعالية للقيام بشيء ما.

استعد التاريخ بنفسك، واسترجع بعض الاكتشافات، التي تمثل قفزات کمية، والتي كانت بمثابة ثورة في أوجه عديدة لعالمنا:

  • عمل البارود على إحداث ثورة في الحروب والمعارك.

اعتقد أحدهم أن هناك طريقة أشد فعالية في إلقاء شيء ما عبر الهواء بدلا من استخدام الحربة، والسهم، أو إلقاء حجر.

  • أحدث محرك الاحتراق الداخلي ثورة في عالم النقل.

اعتقد أحدهم أن هناك طريقة أشد فعالية لانتقال الناس من الاكتفاء بربط المزيد من الخيول إلى بعضها البعض.

  • خطوط التجميع طورت عملية التصنيع.

اعتقد أحدهم أن هناك طريقة أكثر فعالية لتصنيع الأشياء بدلا من صنع واحدة فقط في المرة الواحدة.

  • أحدث الترانزستور ثورة في عالم الإلكترونيات.

اعتقد أحدهم أن هناك طريقة أكثر فعالية لاستغلال تيار الإلكترونيات بدلا من استخدام السلك النحاسي.

  • أحدثت شفرة مورس ثورة في عالم الاتصالات.

 

أستطيع أن أقول:

 " إنني مرتعب ارتعاباً فظيعا،

وهذا فظيع ورهيب، والخوف

 يجعلني أفقد الارتياح، وهكذا لن

 أفعل هذا لأنه غير مريح".

أو أن أقول:

 " تعود على حالة عدم الارتياح

فإن الإقدام على شيء

به مجازفة لا يعد

مدعاة للارتياح".

ولكن ماذا بعد؟

فهل ترغب في أن تتبلد،

 وتظل مرتاحا وحسب؟

 

باربرا سترايساند"

 مغنية أمريكية معروفة

 

 

 

اعتقد أحدهم أن هناك طريقة أكثر فعالية، ويمكن الاعتماد عليها في إرسال الرسائل بدلا من استخدام إشارات الدخان، أو قرع الطبول.

يتمتع أغلب الناس بالعقلية التي تقول إن النجاح بأني فقط خطوة واحدة كل مرة. والفكرة هي أن التقدم التدريجي سينتج عنه زيادة مطردة في الجهد، لكن هذه هي الطريقة الآمنة؛ لأنك إذا ما فعلت بقدر ضئيل من الزيادة في الجهد، سوف يؤدي إلى قليل من الزيادة لما توصلت له بالفعل، ولا يؤدي هذا إلى قفزة كمية.

ولا يؤدى الاجتهاد أكثر وأكثر في المحاولة ببساطة إلا إلى نتائج أقل وأقل، وسرعان ما تصل إلى نقطة انخفاض العوائد، وإذا أردت تحقيق قفزة كمية، فإن المزيد من الجهد نادرا ما يكون هو الحل: والقراءة السريعة هي مثال واضح على ذلك، فقد توصلت الدراسات إلى أن البالغين في أمريكا يقرأون في الصف السابع أو الثامن. ولكن بما أن العديد من طلاب الجامعة وخريجيها لا يقرأون أكثر من 250 إلى ۳۰۰ کلمة في الدقيقة، ويتذكرون أقل من 10٪ بعدها بساعات قليلة. والحل: تعلم القراءة السريعة، فبالممارسة يمكنك أن تتعلم كيف ترغم عينيك على متابعة طرف أصابعك بينما تمسح النص؛ مما سوف يزيد من سرعتك زيادة هائلة في القراءة، وكذلك مستواك من التذكر والاستعادة. تستطيع أن تتوقع زيادة سرعتك إلى 10 مرات عن طريق ساعات قليلة فقط من التمرين. لقد صار بمقدور بعض طلاب الصف الثاني عشر في كندا | قراءة60000 كلمة في الدقيقة! - أي أكثر من محتوي هذا الكتاب كاملا! توجد بضع مهارات أخرى يمكنك اكتسابها سيكون لها أكبر الأثر على حياتك مثل القراءة السريعة.

ودائما تكون القفزات الكمية ليست نتيجة لأي قصد معقد، بل تميل لأن تكون بسيطة وفعالة من ناحية الطاقة. فمثلا، كم منا يتعاملون كما لو أن نجاحنا هو أمر مؤكد؟ كم منا يركزون على الاحتمالات بدلا من المشكلات، والعقبات التي تواجهنا؟ لا أحد منا يعرف ما هي حدودنا في الحياة حقا. يميل معظمنا إلى التشبث بقناعاتنا المسبقة -أي أغطية الأمان على طول عمرنا، وإليك بعض الطرق التي يمكن استخدام عقولنا بها بفعالية أعظم قدرا:

 

لا تكن بارعا

وحسب؛

 بل كن بارعا

 في شيء محدد.

 

" هنری دافيد ثورو

 فيلسوف، وعالم طبيعة، وكاتب أمريكي

(1871-1862)

أداء رقم1

 

 توقف عن عدم التصديق، بينما تسعى وراء هدفك، وتصرف كما لو أن الإخفاق مستحيل؛ فلتتخذ قفزة كمية في الإيمان -في نظام اعتقادك الشخصي الذي يقول إنه إذا استطاع أي شخص القيام بالأمر، فإنك تستطيع ذلك! يمكن لقفزة كمية في الإيمان فقط أن تؤدي إلى قفزة كمية في النتائج.

وكتمرين، تناول قطعة من الورق، واكتب على قمة الصفحة هدفا محددا من أهدافك. والآن ارسم خطة أفقية على طول منتصف الصفحة. على الجانب الأيمن اكتب جميع الأسباب التي تعتقد لأجلها أنك تستطيع إنجاز هدفك. وعلى الجانب الأيسر، اكتب جميع الأسباب التي تعتقد لأجلها أنك لا تستطيع ذلك خذ وقتك، واستنفد كل الأفكار في العمودين.

والآن قم بتحليل كل سبب على اليسار، وتأمل مدى صحته. في الحقيقة، ما مدى صحة العبارات التي تقول إنه بعوزك الوقت، والمعرفة، والمهارات، والصلات الشخصية، والطاقة ...؟ إذا قلنا مثل تلك الأمور من وقت مولدنا، فأين سنكون اليوم؟ وبعد التعامل مع جميع البنود على اليسار، قم بطرحها، ووجه انتباهك على جميع البنود على اليمين. والآن اسأل نفسك: كيف يمكنني ألا أنجع، مع تلك البنود وحدها، والتي تتمتع بقدر من المصداقية؟

 

كانت " دوروثيا براندی " كاتبة طموحة تعيش بحقبة الثلاثينات، لكنها شعرت بأنها لم تقترب من أي عمل يقترب من إمكانياتها الكاملة. فخلال ۲۰ عاما من عملها، أكملت سبع عشرة قصة قصيرة، وعشرين عرضا من عروض الكتب، ونصف دستة من المقالات الصحفية، ومحاولة واحدة لرواية تخلت عنها فيما بعد، أي إنه متوسط عملين مكتملين لكل عام. لكنها لم يكن لديها أي فكرة عما يعيقها عن التقدم، وما الذي يحتجز موهبتها الإبداعية وطاقتها.

وكما قد روت في كتابها الرائع " استيقظ وعش " (wake up and live) فقد شهدت ما اعتبرت أنه عرض مذهل لقدرة الشخص العادي تحت التنويم المغناطيسي، وقد قرأت فيما بعد أن تلك الأعمال الخارقة للقاعدة كانت ممكنة عن طريق التنويم المغناطيسي؛ لأن الشخص القائم على عملية التنويم يقوم بمحو العوائق، والإخفاقات من ذاكرة الشخص الخاضع للتنويم، وقد اقتنعت أن نتائج مماثلة يمكن تحقيقها أيضا عن طريق الأشخاص المتوسطين في حالة اليقظة إذا هم تجاهلوا ببساطة ماضيهم، وتصرفوا كما لو أنهم لا يمكن أن يخفقوا.

نستطيع أن نتصرف

 كما لو أن الرعاية الإلهية تشملنا؛

 وأن نشعر كما لو كنا أحرارا؛

وأن نتأمل الطبيعة كما

لو أنها ممتلئة بالتصميمات الخاصة؛

نضع الخطط لأنفسنا كما

لو أننا سنعيش أبد الدهر؛

وسنجد كيف تصنع تلك الكلمات

اختلافا بارعا في حياتنا الأخلاقية.

 

ويليام جيمس

 فيلسوف، وعالم نفس أمريكي

(1842-1910)

 

وهكذا بدأت تتصرف انطلاقا من افتراض بأنها تحظى بالفعل بالصفات ، والقدرات الضرورية التي كانت تتشكك في أنها تحظى بها ، وبكل همة راحت تتقدم إلى الأمام، وبإيمان لا يتزحزح بداخلها وصلت إلى مستوى من النجاح والإنجاز ما كانت تحلم مطلقا بأنه ممكن ، وفي عامين قصيرين بعد اكتشافها " الجديد، كتبت ثلاثة كتب ناجحة ، و ۲۹ مقالا صحفيا ، و 4 قصص قصيرة ، ووضعت المخطط العام لثلاث كتب أخرى ، وكتبت عددا لا يحصى من رسائل المواساة ، وتقديم النصح المهني ، وأرسلت كل ذلك إلى جميع أنحاء البلاد ، ناهيك عن إعطاء ۷۲ محاضرة في وقت فراغها !