صوتك... يمثلك

على الرغم من معرفتنا جميعاً وبالتجربة الشخصية لمدى تأثير صوت المتكلم على سامعيه، إلا أن الملايين لا يجهرون بأحسن ما عندهم من أصوات، فصوت البعض ذو نبرة حادة أو خشنة، وبهمس آخرون بلفظ غير واضح المقاطع، فينه هذا عن شعور بالكبت أو الخجل أو الدونية.

إن الإنسان المتوتر يجهر بصوت متوتر، والعكس صحيح كذلك، فالأصوات لا تكذب أبداً، وستجد بعض المتعة باكتشاف ما يعتمل في نفس المتكلم من ثقة بالنفس أو خجل أو خوف أو استياء أو كآبة، إذا دققت في سماع نبرات صوته.

وطالما تنبهت إلى سلوكك في الكلام، ومارست استرخاء الفك واللسان، فيستحسن صوتك ليكون له تأثير أوقع على سامعيه.

إن للفم مقدرة خاصة على فضح ما يكتنف النفس من مشاعر، فالفم الجيد المقوس إلى أعلى والحزين المقوس لأسفل، والمصمم في تطابق شفتيه، والممتعض في انضغاطها... كلها أمثلة معبرة عن صاحبها، وقد تتساءل متعجلاً عن مدى علاقة هذا بالاسترخاء، فعلى رَسُلك، لأن الفم لا يبرز الانطباع ورد الفعل فقط، بل له علاقة بسعادتك الشخصية، خذ الابتسامة مثلاً، هناك طريقة نموذجية وأخرى غير مرغوب فيها، فالأولى تجلب الراحة لك وللآخرين، بينما تزيد الثانية من توترك، ونقصد بالثانية تلك الابتسامة المشدودة المصطنعة، حيث تنفرج الشفاه بمقاومة ومشقة، مثل ابتسامة الملول أو المتحفظ أو المجهد من استقبال عدد كبير من الناس، انظر في المرآة وجرّب، فالابتسامة المفتعلة تخلق ضيقاً في الصدر والمعدة، فيزيد هذا من توترك.

الآن جرب تلك الابتسامة الحقيقية، وقد تجد بعض الصعوبة في رسمها إذا كنت ممن تقوقعوا على أنفسهم، حاول أن تفرج بين شفتيك، و توسع فتحتي أنفك، حتى تشعر بعضلات وجنتيك تنزلق وتتمدد، فهذا سيسمح التيار الهواء بالدخول إلى أنفك من غير قيود. كما يمنحك إحساساً بالراحة ويوسع صدرك لتنتشي بالحيوية والتفاؤل، ولهذا الشعور عدوى تنتقل إلى من حولك أيضاً، وقد لا تكون مقتنعاً فيما أقول، ولكن لا بأس من المحاولة، ليس من أجل مظهرك ومرونة شفتيك وتحسين لفظك فحسب، بل لتنتشي بمتعة استنشاق الهواء بحرية تامة كذلك.

إن لتلك الابتسامة أبعاداً قد يغيب عنك إدراكها، مثل: استنشاق كمية أكبر من الهواء.