نبدأ بالأخبار المسيئة «يبدو أننا مبرمجون وراثياً على المبالغة في رد الفعل.

لا يسعني التفكير في أي خبر جيد متملق مباشرةً بهذا الأمر، ما عدا الخبر الجيد المتعلق بإدراكنا لهذه المشكلة، ويمكننا أن نحاول استخدام آلية معينة للحد من أثارها.                                                                                                                 لولا الميل الفطري إلى المبالغة في ردود الأفعال لما كانت فقاقيع الأسواق المالية مشكلة تذكر. وفي أثناء فقاعة بحر الجنوب، ظهرت تصاريح جلوب في بورصة إنجلترا، وكانت هذه التصاريح عبارة عن بطاقات مربعة تحمل ختم " جلوب تحافرن" ويروي "ماكاى": لم يتمتع مالكو هذه البطاقات سوى السماح بالاشتراك مستقبلاً في مصنع جديد لتصنيع أشرعة المراكب. ويبعث هذه التصاريح مقابل ستين جنيهاً إسترلينياً"

 لنسترجع بعضاً مما قيل: بطاقة تعد حاملها بحصة في شركة لم تكن موجودة وتم بيعها بمبلغ يساوي آلافاً من الجنيهات اليوم؛ لأن صاحب الفكرة كأن مرتبطاً بشركة بحر الجنوب. يبدوها الأمر صعب التصديق، لكنه مثال يوضح كيف يمكن أن يصعب على الذهن فهم هذا الأمر وتصديقه.

وبغض النطر عن سبب نشوء هذا الأمر، فإن مبدأ رد الفعل المعتمد على آخر المؤثرات يعد عنصراً أساسياً في عملية اتخاذ القرارات الخاطئة. ويمكنك أن نتخيل كم ستكون المبالغة في رد الفعل تجاه الخطر فكرة جيدة، وهذا موضوع من الموضوعات التي بدأ خبراء الاقتصاد في طرحها، ومثال نلك الدراسة التي تعلقت بقرارات المتسابقين في أحد البرامج التليفزيونية الخاصة بالمسابقات. وقد قام بإجراء هذه الدراسة مؤخراً مجموعة من خبراء الاقتصاد وهم: "ثيري بوست" و"مارتين فان دين أسيم” وجويد بالطوسين" و"ريتشارد ثالج" الذي يعد من المفكرين البارزين فيما يطلق عليه "الاقتصاد السلوكي"

إن من شاهد منكم برنامج "لعبة الحياة" -ربما أثناء التظاهر بالعمل من المنزل -سوف يعلم أنه ليس هناك مهارة مرتبطة بالاشتراك في البرنامج، فكل ما يفعله المتسابقون هو اختيار صناديق للتخلص منها، وبعض هذه الصناديق تضم جوائز نقدية عالية، وبعضها يضم جوائز منخفضة القيمة. ويكون على المتسابق إما الحصول في النهاية على صندوق واحد كجائزة له وقبول عرض البنك المعتمد على قيمة الصناديق المتبقية.

ربما تعتقد أن المتسابقين سوف يقومون بحساب قيمة الجوائز المعروضة من اجل اتخاذ قراراتهم؛ لكن ليس هذا ما يحدث.

وقد اكتشف الباحثون أنه “على النقيض من وجهة النظر التقليدية الخاصة بنظرية المنفعة، يمكن تفسير الخيارات إلى حد كبير من خلال النتائج السابقة التي شهدها المتسابقون أثناء اللعبة". وبمنتهى البساطة، إننا نقود سيارة حياتنا من خلال النظر في امرأة الرؤية الخلفية، فالمتسابقون الذين حالفهم الحظ في البداية سوف يختارون اختيارات خطيرة فيما بعد.

إن فكرة أننا نخاطر اعتمادا على النتائج السابقة بدلاً من إجراء تحليل أساسي لنعرف إذا ما كان الماضي يمثل فعلا دليلا للمستقبل تعد بمثابة خطأ في نظام البرمجة الخاص بنا «بل إنها خطأ خطير كما تظهر فقاقيع أسواق الأوراق المالية.

إليك هذه الفكرة ....

كم قرار اتخذته اعتماداً على جملة لقد نجح الأمر في المرة السابقة "؟  أعد النظر في الأمر وربما تجد أن بعض هذه النتائج الناجحة كانت عشوائية وربما بمحض المصادفة وهذا أسو.