على الرغم من أن القوانين الخمسة للثروة والتي تمت الإشارة إليها في فصل يحمل نفس الاسم قد تكررت كثيرا في هذا الكتاب، إلا أنها لا تزال تتكرر ثانية في صورة النصيحة المناسبة، فبعد أن خسر "نوماسير" ماله عند استثماره مع مجموعة من المحتالين، لاحت له الفرصة لكي يتبع القانون الثالث من القوانين الخمسة للثروة ويستثمر مدخراته تحت إرشاد بعض الحكماء.

ماذا يحدث عندما تستثمر أموالك مع الأشخاص الذين يمتلكون الحكمة؟

ليس هناك شك أن الاستثمار داخل بنك سوسيتيه جنرال. ثاني أكبر بنك في فرنسا. يعد من الاستمارات المريحة وفقا لتاريخ البنك وسجله الرائع. لقد افترض المستثمرون داخل البنك أن الحكماء داخل البنك سيعتنون بالفعل باستثماراتهم لذا، كانت هناك دهشة كبيرة عندما تم الإعلان في يناير2008 أن "جيريميه كرفيال" أحد السماسرة في بنك سوسيتيه جنرال قد تسبب بمفرده في خسارة تقدر ب 3.7 بليون جنيه إسترليني.

كان جيريميه كرفال الذي يبلغ من العمر 31 سنة أحد السماسرة الجدد وكان يحقق راتبا سنويا يصل إلى 70000جنيه إسترليني في عام 2000 التحق جيريميه كرفيال للعمل ببنك سوسيتيه جنرال وكان مسئولا عن إجراء وتسجيل العمليات التجارية في قسم التجارة لقد طور من طريقة أدائه في العمل للاعتماد على الاستثمارات بالأسعار المستقبلة حيث يمكنه أن يراوغ بموقف البنك في أسواق المال الأوروبية. وهذا يعني في الأصل أنه يجب عليه أن يوازن المخاطر التي قد تواجه البنك بحيث لو هبط أحد الأسعار وخسر البنك بعض الأموال يكون هناك بعض الاستثمارات التي سترتفع وتغطي هذه الخسارة. لكن جيريميه كرفيال لم يراهن إلا على طريقة واحدة.

وبعد مرور عام ضارب "جيريميه كرفيال" برأس المال الكلي للبنك في سوق المال الأوروبي لقد حص على فهم شامل لأنظمة التحكم في الأمان داخل البنك واعتنى أكثر بالثغرات التي يمكن من خلالها اختراق هذه الأنظمة. لقد كان هذا الأمر ناجحا في البداية، لكنه لم يدم كثيرا.

لكن تعرض السوق للانهيار بعد الإعلان عن خفض الضرائب بمقدار 150 بليون دولار لتعزيز الاقتصاد الأمريكي ومع القلق الموجود بالفعل بخصوص التراجع الوشيك الناتج عن الأزمة المالية التي سببتها مشكلة القروض الرهن العقاري العالية المخاطر في الولايات المتحدة. انهار السوق على مستوى العالم وهبط مؤشر شركة إف تيإس إي البريطانية بنسبة5.5% في أكبر تدهور في يوم واحد منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001.

بالطبع اهتم الإعلام بالمقارنة بين "جيريميه كرفيال" ونظيره "نايك ليسون" السمسار المحتال الذي تسبب في انهيار بنك بارينجر في عام 1995 لقد اتهم بتسببه في خسار البنك حوالي 860 مليون جنيه إسترليني وتم حبسه ست سنوات ونصف السنة في السجن سنغافورة لم يربح كل من نايك ليسون أو جيريميه كرفيال من هذه التجارة بضفة شخصية وعلى الرغم من التأكيدات على عدم حدوث هذا الأمر مرة ثانية إلا أنه قد حدث وانتهى الأمر بمثير من "الحكماء" إلى عدم التنبيه إلى الأمر تماماً.

قد يبدو في بعض الأحيان أن الاستثمار مع الحكماء أكثر صعوبة مما يبدو عليه كما يذكرنا "نوماسير" بدون الحكمة تضيع الثروة بسرعة.

إليك هذه الفكرة

إذا كنت تستثمر أموالك في سوق الأوراق المالية، تذكر أن الشركات المضمونة الربح قد تكون فاشلة أيضا. إنه من الأفضل أن تنوع في استثمارك لكي تقلل من المخاطر. أهتم أيضا بوجهة النظر الطويلة لا تعد خسارة الأوراق العالية خسارة واقعية بالنسبة لك إلا إذا بعت الأسهم.