يحذر "كلاسون" مرة ثانية من الجشع فيقول" لا تتأثر بالخطط الرائعة التي يضعها الرجال غير العمليين والذين يعتقدون أنهم يمتلكون بعض الطرق الخاصة التي ستجبر ثروتك على تحقيق مكاسب بكميات غير معتادة. هذه الخطط ما هي إلا مبتكرات لبعض الأشخاص الحالين والذين لا يمتلكون المهارة والمعرفة بقوانين التجارة الآمنة التي يمكن الاعتماد عليها"

في بداية عام 2008، تسببت شركة كريديت سويس في اضطراب للسوق الهش بالفعل في هذه الفترة عندما أعلنت أنه يجب عليها أن تقلل من القيمة بمقدار 1,5 بليون جنية إسترليني أكثر من المتوقع بسبب الأخطاء في تقييم الأسعار. عندما أظهرت الأخبار أن هذا العمل كان " سوء سلوك متعمداً من مجموعة من التجار المحتلين، فلا بد أن مجموعة كريديت سويس التجارية قد مرت بإحساس غير مريح، وكأن لسان حالهم يقول: "وكأننا قد عاينا هذا من قبل"

عندما يأتي الحديث عن "الخطط الرائعة للرجال غير العمليين" لا بد من ذكر مجموعة كريديت سويس التجارية لما تمتلكه من قصص متعلقة بهذا الأمر، في عام 1999 قامت المجموعة بطرد ثلاثة من التجار بسبب التلاعب في السوق بغرض البحث عن مكاسب" بكميات غير معتادة" قد تجد تفسيرا لذلك الازدهار الوشيك من خلال حقيقة أن هؤلاء الثلاثة قد أطلقوا على أنفسهم لقب السيارات الفيراري المشتعلة عقب تناولهم المفرط لمشروبهم المفضل بعد ساعات العمل.

 غالبا ما تلقى مسئولية هذه الفضيحة ومثلها من الفضائح التي لا حصر لها على التجار المحتالين. لم يتذمر أحد ولم يشك عندما كان "نايك ليسون" أول مثال للتاجر المحتل. يحقق أراحا بالملايين لبنك "بارينجز" في هذه الفترة لم يتهمه أي شخص بالخطأ ولم يتساءل أحد ما كانت هذه الأرباح المحققة معقولة أم لا. أو ماذا عن "جريميه كرفيال" أحد سماسرة بنك "سوسينيه جنرال"؟ كيف يمكن لشخص واحد أن يتسبب في خسارة تقدر بـ 3.7 بليون جنيه إسترليني دون محاسبة؟

في مارس من عام 2008، أصدرت هيئة الخدمات المالية بيانا نادراً في محاولة لإعادة الطمأنينة إلى السوق. لقد اشتبهت الهيئة من أن هناك قلة نادرة من التجار الذين ينشرون عن عمد بعض الشائعات للتحريض على المبيعات المخيفة ودفع أسعار الأسهم إلى هبط مفاجئ في أسعار أسهم بنك هاليفاكس الأسكتلندي بنسبة 17%.

وفقا لـ"روجر إستير" أستاذ مبادئ المنظمة بمدرسة السير جون كاس لإدارة الأعمال بمدينة لندن، يعود السبب في تلك الفضائح إلى الفساد الأخلاقي للنظام الموجود داخل قطاع الخدمات المالية". مع توافر حوافز بأعداد مكونة من ستة وسبعة أرقام لأي شخص فإنه لا بد أن يذهب إنسان ما في مكان ما إلى أقصى الحدود، وغالبا ما يجد الحماية من النظام. لا توجد محاسبة ذاتية. وغالبا ما يؤدي العمل الذي يقوم به هؤلاء الأشخاص إلى تعريض أموال الآخرين للخطر، بدون أي عواقب شخصية إذا أساءوا الفهم وبدون أي مكافآت إذا تفهموا الأمر جيدا، قد لا ترغب الإدارة في طرح العديد من الأسئلة عنه تحقيق الأرباح خاصة الأرباح المفرطة، والتي غالبا ما تنافي العقل.

حتى "مرافن كينج" محافظ بنك إنجلترا. قد هاجم الحوافز المفرطة. وأضاف أنه يأمل أن تتعلم المؤسسات الملية من تجاربها وأن تتقبل أنه فد حان الوقت للتغيير عقب الأزمة المالية التي وقعت في عامي2007و2008 لذا تجاهل الخطط الرائعة، وبدلا من ذلك "كن متحفظا فيما تتوقعه من ربح يمكنك الحفاظ على ثروتك والاستمتاع بها".

إليك هذه الفكرة.

إذا توجب عليك المضاربة في الخيارات عالية الخطورة، لابد أن تكون لديك استراتيجية. قسم استثماراتك واعمل على حماية معظمها. لا تستثمر في القطاعات عالية المخاطر إلا بكمية المال التي يمكن أن تخسرها بدون أي عواقب، اجمع الأرباح إذا وجدت بانتظام، وأضف نصفها إلى السندات الأكثر أمانا وابدأ مرة ثانية. لا تكون جشعا.