فيما يخص موضوع ضياع الفرص من خلال التسويف يندب أحد طلاب أركاد حظه قائلا:" إننا كبشر، قابلون للتغير جميعا. يجب أن أقول إننا نميل كثيرا إلى تغيير رأينا عندما تكون على صواب وليس على خطأ. إننا نتمسك برأينا في الخطأ فقط، لكن في الصواب، نحن نميل إلى التردد وندع الفرصة تهرب من بين أيدينا".

عندما لم يكن لدى" لاري بدج" و "سيرجى برين" مؤسسي شركة جوجل. القدرة على جذب انتباه معظم مستخدمي آليات البحث على الإنترنت قررا أن يقوما بالأمر بدون مساعدة من أحد لكن لم يكن لديهما ا لمال الكافي لذلك قاما بوضع خطة للعمل وذهبا للبحث عن مستثمر ممول" المستثمر الذي يأخذ نسبة لا تزيد على 12% من حقوق الملكية". وفي محاولة للحصول على فرصة ما قاما بزيارة "آندي بيكتوالشيم" أحد مؤسسي شركة صن مايكرو سيستيمز، على الرغم من أنه كان في شدة الانشغال إلا أنه بعد التفسير المبسط الذي عرضه مؤسسا شركة جوجل في رواق مقر الشركة بمدينة بالو التو " بيكتولشيم" الفرصة العظيمة التي يقدمها إليه هذان الرجلان كن لأنه كان على عجلة من أمره "بيكتولشيم" بدلا من مناقشة جميع التفاصيل لماذا لا أكتب لكم شيكا بمبلغ التمويل؟ ثم سلمهما شيكا بقيمة 100000 دولار مستحق الدفع لشركة جوجل. من الواضح أن " بيكتولشيم" لم يعان من مشكلة التسويف حيث إن فطنته وفراسته في إدراك الفرص العظيمة. خاصة في مجال التكنولوجيا. قد جعلت منه واحدا من أنجح مستثمري التمويل على الإطلاق.

أما بالنسبة ل "لارى بادج" و "سيرجى برين"، فقد أصيبا بدهشة شديدة من ردة فعله السريعة. على الرغم من أنهما قبلا الشيك بكل سعادة، إلا أنه مكث أسبوعين في درج مكتب أحدهما بينما كانا يقومان بإنشاء الشركة وفتح حساب باسمهما في أحد البنوك ليضعا المال فيه كوديعة، والباقي معروف لدى الجميع.

يحتوى كل كتاب من الكتب في العمل على مجموعة هائلة من القصص التي توضح الفارق بين سمة التشبث بالفرصة وسمة التسويف لكن ليس من السهل تحديد ومعرفة أي من الأحداث يعد فرصة حقيقية وأيها لابد من تسويفه، كما أنه من السهل أن تجد الأمثلة التي أدا فيها التسويف بالفعل إلى حفظ الثروة أو الأمثلة التي أدى فيها التشبث بالفرصة إلى الوقوع في كارثة.

ولاتزال هذه هي إحدى الصعوبات التي تواجهني على سبي المثال لقد لاحت أمامي فرصة لشراء تذاكر المباراة النهائية على كأس سيدني في عام 2008 "نهائي مسابقة الرجبي المشتركة بين استرايلا ونيوزيلاندا: لقد توجهت إلا هناك في زيارة ما، لذالك قررت أن أستغل الفرصة وأشتري التذاكر على الرغم من ثمنها المرتفع حيث أنني لا أتمتع بسمة التسويف إلا أن ذلك أدى إلى أنني قمت بدفع مبلغ أكبر من المبلغ المحدد للحصول على التذاكر، ولا أحتاج إلى أن أقول إنني شعرت بالضيق لبضعة أيام ثم أقررت حقيقة أن هذا القرار لم يكن هو نهاية المطاف لكن معرفة وتحديد متى تكون الفرصة المتاحة حقيقة أم لا ليس على نفس القدر من السهولة التي تحاول كتب مساعدة الذات أن تدفعنا إلى الإقناع به.

على الرغم من ذلك، يحذر اركاد تلاميذه قائلا:" يمكن أن نصبح من ألد الأعداء لأنفسنا، إذا استمعنا إلى سمة التسويف". وتعلمنا الأقوال المأثورة أن" الفرصة لا تنتظر أي إنسان. إنها موجودة اليوم لكن سترحل قريبا جدا لذلك، لا تتأخر عن استغلالها.

إليك هذه الفكرة

قد يكون التسويف عبارة عن معارضة غريزة للانخراط في أي امر وقد يكون خوفا. كيف يمكن أن تدرك الفرق بين الفرصة والكارثة المحتملة؟ حسنا لا تشترك في الأمور التي لا تفهمها قم بالبحث عن الأمر وتأكد من التفاصيل وقيم الخطر وثق بغريزتك هذه هي الطريقة التي عمل بها "وارن بافيت"