لا تخش المهم الكبيرة وبدلاً من ذلك، قسمها إلى أجزاء يمكن التحكم فيها. كما قال الرجل: "في الحقيقة، قد يتوجب القيام بكثير من العمل وقد تكون أنت ضعيف الحيلة، لكن تمسك بثبات بهذا العمل وسترى نتائج هائلة...".

 يوجد في جنوب أفريقيا قول مأثور على شكل سؤال يقول: "كيف تأكل الفيل؟". والذي تتمثل إجابته في: "أتناول ملء ملعقة في كل مرة". قد يعنى هذا بكل بساطة أنه يمكن التعامل بفاعلية مع المهام المروعة من خلال تقسيمها إلى أجزاء أصغر والتعامل مع كل جزء على حدة.

على حد علمي، لم يكن "فرانكلين" مولعا بالأمثلة الشعبية التي تتضمن تشبيهات للأفيال، وعلى الرغم من ذلك فقد استخدم مَثَل "الفيل/الملعقة" مرارا وتكرارا، وليس مرة واحدة، كما اختار عدداً من الأمثال الشعبية الأخرى والتي تمكنه من بلوغ هدفه. "... قطرات الماء المستمرة تبرى الحجر؛ بالصبر والاجتهاد ينال الإنسان المراد؛ بالضربات الصغيرة تقع الأشجار الكبيرة". بالطبع. لن تختار أن ترى نفسك في الحياة اليومية مثل حيوان قارض للأسلاك، ناهيك عن قطرة الماء. لكن الفكرة الرئيسية هنا تتمثل فيما يلي: لا تخش حجم المهمة. وبدلاً من ذلك، قسمها إلى أجزاء صغيرة وحدد ما يمكنك القيام به وما لا يمكنك القيام به والمساعدة التي تحتاج إليها والموقع الذي قد يؤثر فيه مجهود بفاعلية في إنجاز المهمة.   

تعمل إحدى صديقاتي كمستشارة لحل المشاكل المتعلقة بمشروعات الإعلام العالمية التي تبدو على وشك الانهيار. إنها تخبرني مرارا وتكرارا بأن السبب الرئيسي وراء مشاكل تلك المشروعات لا يكمن في هدم الكفاءة الفردية، وانما تتبع المشكلات من شكل من أشكال الهستيريا الجماعية؛ حيث إن ضخامة حجم المهمة الواجب تنفيذها يترك الأشخاص المسئولين عن تنفيذ هذه المهمة وهم يشعرون بالعجز والوهن ويهدرون الوقت الثمين بينما يقترب الميعاد النهائي للتنفيذ.

تتمثل خطوتها الأولى في العمل في أنها تطلب من كل شخص أن يقوم بتقسيم المهمة إلى:

  • الأهداف
  • الموعد النهائي
  • الجمهور المنشود
  • أصحاب المنفعة التابعين لنا (واحتياجاتهم/أهدافهم)
  • أصحاب المنفعة التابعين لهم (كما تقدم)

ومع تحديد كل هذه المناطق الرئيسية، تتمثل الخطوة التالية في الانتقال السريع إلى كل عنصر في دوره وفحصه بمزيد من التفصيل، والآن يمكن للفريق التركيز على تأثير عنصر "الأهداف" على سبيل المثال، على شيء ما مثل محتوى وتصميم ووظيفة الموقع، الأمر الذي يؤدى بدوره إلى مناقشة الأنظمة اللازمة (والتي قد تكون فنية وإبداعية واستراتيجية وتخطيطية وإعلامية، في هذا المثال) للنهوض بالمشروع ككل. عادة، ما تكون هذه هي النقطة التي يتضح ضدها تماما المساعدة الخارجية اللازمة كما يتحدد ضدها القواعد التي يجب على الأفراد أو الفرق اتباعها، ومع تأكد كل شخص من مسئوليته الشخصية، يبدأ العمل الكلى في التقدم نحو الأمام ببطء، ويتوقف الأشخاص ض الدوران حول أنفسهم مثل الفئران التي تدور بانتظام مثل آلية دوران الساعة وتستمر في قرض السلك.

إليك هذه الفكرة...

إذا ظهرت أمامك مهمة كبيرة للقيام بها، فعادة ما يعود هذا إلى أن هناك شخصاً ما أعلى منك مرتبة قد نظر إلى هذه المهمة وقرر أنه لن يقوم بتنفيذها. لا تتأخر، وقسم العمل إلى أجزاء صغيرة. إذا تمكنت من إدراك السبب وراء أن جزءاً على الأقل، من هذا العمل يقع تحت مسئولية الشخص الأعلى منك مرتبة، إذن يمكنك التقدم نحو الأمام والوصول إلى مرتبة أعلى.