يقول "هيل"، "لا يعد التحكم في العقل من خلال قوة الإرادة، من الأمور الصعبة حيث يأتي التحكم من خلال المثابرة والعادة. عندما تجول أحد المشاعر السلبية بالعقل، يمكن تحويلها إلى مشاعر إيجابية أو بناءة من خلال العملية البسيطة المتمثلة في تغيير الأفكار".

هل القول أيسر من العمل؟ قد يكون هذا صحيحا، لكن بذكرنا "هيل" بأنه لا يوجد فعل بدون نتيجة وأنه "لا توجد طريقة أخرى للوصول إلى العبقرية غير المجهود الذاتي التطوعي".

 دائما ما تنظم العاطفة التجارب التي نمر بها في الواقع. وتلهب المشاعر التي نحس بها في أي وقت من الأوقات دورا مهما في تحديد الطريقة التي تفسر بها المعلومات التي تتلقاها من حواسنا.

لا تبحث عن تغيير العالم، لكن اختر أن تغير نظرتك إليه
مبدأ التحقيق المعجزات

ألم تجرب من قبل أن تفحص الرسائل على بريدك الإلكتروني وتشعر بالضيق من رسالة تركها شخص ما؟

قد تكون لجأت إلى أحد الأصدقاء للحصول على تأييده للقيام بأمر ما، إلا أنه رد بأنه لا يتيق معك في تفسيرك للأمر موضع النقاش، وعلى حن بغتة، ستجد نفسك مجبرا على إعادة تقييم رسالتك إليه وإدراك أنها قد تشتمل بالفعل على معان متنوعة، ما حدث بالفعل، هو أنك قد شعرت بالضيق لأن هذا المعتوه قد انتقد طريقة عملك. ونتيجة لذلك، فقد طغى هذا الاستياء على تفسيرك للرسالة.

لقد اكتشفنا بالفعل أننا ننظر إلى جزء مما حدث بالفعل وأننا نفسر ونحدد المعنى وفقا لآرائنا ومزاجنا. لذلك فإنه من المنطقي أن أسهل الطرق لتغيير ذلك تتمثل في (أ) أن تغير مزاجك و (ب) أن تغير من عقلك.

 إن أسرع الطرق لتغيير مزاجك هي التغيير من شكل جسدك. قم بتغيير أي شيء في جسدك. يمتلك جسدك القدرة على إنتاج "طاقة" طبيعية من خلال إطلاق إنزيم الأندورفين (والذي كان يسمى في الأصل بالأنكالفين كما سماه الفريق الأسكتلندي الذي اكتشفه). لكي تشعر بالإحباط لابد أن يتخذ جسدك وضعية

خاصة، إذا رجعت بكتفيك إلى الخلف ورفعت بصرك إلى الأمام وتنفست بعمق وابتسمت، سيكون من الصعب أن تشعر بالإحباط وجسدك يتخذ هذه الوضعية! لذا يجب أن تستخدم قوة إرادتك لتحريك جسدك واستغلال قوة العاطفة لتساعدك على تغيير عقلك. وبدلا من ذلك، يمكنك فقط أن تعلم كيف تدير المعنى الذي تعزو إليه الأشياء التي تحدث في حياتك. بحيث تهتم بالمشاعر الإيجابية أو الحيادية بدلا من المشاعر السلبية.

لا يوجد في الحياة شيء أكثر سوءا من أن تفقد أسرتك وتحمل سنوات من رعب لا يوصف في معسكر الاعتقال النازي. على الرغم من أن "فيكتور فرانكن "قد مر بهذه التجربة، فإن قدرته على نسب معنى إيجابي إلى الأمور المرعبة قد حفزته على تطوير منهج ثوري لمعالجة الاضطرابات العقلية وتأليف الكتاب الذي تصدر قائمة أفضل الكتب مبيعا Man's Search for Meaning.

يذكرنا "هيل" أنه من خلال قوة الإرادة والممارسة يمكننا تحويل أكثر الأشياء رعبا إلى محفزات إيجابية.

إليك هذه الفكرة…

 يمكنك تفسير الأمور كما تشاء. لا يمتلك أي شخص القوة ليجعلك تشعر بأي شيء لا تريد الشعور به. في المرة القادمة التي يزعجك فيها شخص ما، ذهب في نزهة قصيرة. إذا أردت، أستمع إلى موسيقاك المفضلة وسر لمسافة طويلة واحصل على قدر من الحركة. غير مسموح بالتمهل في المشي. لاحظ مدى الاختلاف الذي تشعر به في نهاية التمشية ومدی السهولة التي ستطرد بها الحدث من عقلك أو سنعزو إليه معنى إيجابيا.