تم إلقاء اللوم على كاهل "لو" نظراً لتدميره فرنسا بمشروع المسيسيبي. ولكن عندما نلوم شخصاً أخر، فغالباً ما يعني ذلك أننا لا نتقبل أننا مسئولون عن غبائنا.

عندما تكون هناك أزمة، نبحث عن كبش فداء. فهذا أمر طبيعي. فللابد أن يكون شخص ما مسئولاً كما أنه من الأسهل لوم شخص آخر عن لوم-أنفسنا.

بعد الفشل الذريع لأفضل الخطط التي وضعها “لو" أصبح

عرضة للوم والهجاء بطبيعة الحال... وانتشرت كثير من الأغاني الهجائية التي كانت أبعد ما يكون عن اللياقة، ومن بينها أغنية أوصت باستخدام أوراقه المالية في أحط استخدام للورق، كما يقول "ماكاى" لكن "لو" كأن لديه مشاكل أكثر سوأ من غناء الناس لبعض الأغاني البذيئة. فعندما كان إلى أي مكان كأن يتنكر أو يذهب تحت حماية الملك. وفي النهاية، هرب من البلد وهذا سبب غضباً كبيرا لكل الناس الذين رغبوا في أن يروه مشنوقاً.

على الرغم من أننا لا نفهم تماماً السبب وراء استمرار حدوث الفقاعات الاقتصادية، فإننا يمكننا التأكد من أنها ليست وليدة أفعال شخص واحد بعينه. وفي سياق التجارب. حتى الأسواق المنظمة جيداً والتي لم يدمرها شخص ما أو تصرف ما، والتي يضارب فيها أشخاص مختلفون متعلمون جيداً وعاقلون تشهد فقاقيع اقتصادية. وبغض النظر عن نوع الجنون، فإنه يكمن في داخلنا جميعاً.

وهناك مثال من القرن العشرين على فقاعة اقتصادية قائمة على المضاربة الخالصة تكشف عن ميلنا الفطري للوم أحد الأشخاص على ما حدث من نتائج. عندما هاجر "تشارلزبونزى" من إيطاليا إلى ماساتشوستس في بوسطن في عام ١٩٠٣ كان مقامراً وانتهازياً عديم الضمير. وبحلول عام ١٩٢٠ كان قد سبب في أكبر مضاربة في عصره وأفلست ستة بنوك.

وكانت خطة” بونزى” سهلة. فقد لاحظ أن بطاقات الرد البريدي الدولية يمكن استبدالها في الولايات المتحدة بأكبر من قيمتها في أوروبا. وقام بتأسيس شركة واعداً باستغلال هذ١ الاختلاف وقام ببيع السهم فيها مقابل ٠ ١ دولارات أمريكية، واعداً المستثمرين بفائدة تقدر ب نحو50% خلال تسعين يوماً. وسرعان ما اصطف الناس في صفوف لشراء كميات هائلة هن الأسهم.

وكان” بونزى يدفع الفوائد للمستثمرين الأوائل من المبالغ التي أودعها لديه المستثمرون الجدد، وفي غضون أشهر آل كل شيء إلى الانهيار، لكن بعد أن تزاحم أغنى أو أهم او أمهر مواطني بوسطن لاستثمار أموالهم في المشرع. واليوم، يطلق على أية شركة تدفع الفوائد للمشتركين عن المبالغ التي أودعها المشتركون الجدد اسم "بونزى" ا وهذا والمتبع في نظام المعاش الحكومي إلى حد ما.

إن إلقاء اللوم على شخص بعينه ليجعلنا نشعر بتحسن، لكن إلقاء نظرة عميقة محفزاتنا ودوافعنا الخاصة قد يكون الطريق الأفضل الواجب اتخاذه أردنا تحاشي التعرض للخداع مجدداً.

إليك هذه الفكرة.

عندما تستثمر، احرص بالطبع على معرفة التغيرات اليومية في الأسعار من أجل الاستمتاع والمضاربة المعقولة، لكن أحرص على أن تكون محفظتك الاستثمارية موجهة نحو تحقيق عوائد طويلة الأجل فعلى مدار عشر سنوات أو عشرين سنة سيكون الاستثمار الثابت أكثر جذباً من السهم سريع النمو على نحو مفاجئ.