يتقابل كل من "بانسير" و"كوبي" مع "أركاد" وتملؤهما الحماية لتعلم السر الذي أدى إلى إهدار ثروتهما. هل يكمن السبب في الحظ؟ يحذرهما "أركاد" قائلاً: "إن الحظ المتقلب يُعد بمثابة الروح الشريرة التي لا تجلب خيراً دائماً لأي إنسان. وعلى العكس، فإنها تجلب الخراب والدمار على الشخص الذي تغدق عليه بالذهب الذي لم يبذل أي مجهود للحصول عليه".

مثل "بانسر" و"كوبي"، فإننا غالباً ما نميل إلى نسب النجاح إلى عوامل خارجة على سيطرتنا. لا يتوقف عملية تجميع المال على التواصل أو الثروة الموجودة أو الخلفية التاريخية أو المهارة أو الذكاء أو أي من الأعذار الكثيرة التي يمكننا الوقوف عليها، كما أنها لا تتوقف أيضاً على الحظ؛ لكنها تتوقف على ما ذكر به "أركاد" صديقيه، "لأنكما إما تخفقان في تعلم القوانين التي تحكم عملية بناء الثروة أو أنكما لم تلاحظا وجود تلك القوانين من الأساس".

عندما يتعلق الأمر بـــــ "الحظ المتقلب"، فألقِ نظرة على الفائزين بمسابقة اليانصيب. هل يعود ذلك إلى حسن الحظ؟ هل الفوز بكمية كبيرة من المال تكفي لتغيير مسار الحياة يمنح الفائز الشعور بالسعادة والأمان والطريق إلى الثروة؟ على الرغم من أنه ليس من السهل وضع إحصائيات حقيقية عن عدد الفائزين بجائزة اليانصيب ـــــــ الذين أصبحوا مفلسين في نهاية الأمر، لكن يمكن القول بأن العدد كبير. إذا ذهبت إلى أحد محركات البحث على الإنترنت وكتبت عبارة "الفائز باليانصيب يخسر كل شيء" وبحثت فيما يقرب من 178000 موقع من المواقع المتعلقة بالموضوع، ستجد أن نفس القصة تتكرر تقريباً على مستوى العالم ككل.

يسير الأمر على النحو التالي: عندما تفوز بملايين من اليانصيب، فإنك تحتفل وتستقبل من وظيفتك وتشتري مجموعة من السيارات باهظة الثمن وتشتري منزلاً فخماً (غالباً ما تشتري منزلاً داخل البلدة وآخر خارجها) وتمضي إجازة ترفيهية لمدة 6 شهور وتسافر في مقاعد الدرجة الأولى وتقيم في فنادق خمس نجوم وتعطي بعض المال للأصدقاء والأقارب ممن لا يزالون يتحدثون إليك ويطاردك جميع الأشخاص الذين لم تقابلهم منذ مرحلة الطفولة. وستستيقظ في يوم ما بعد مرور سنوات قليلة وأنت مفلس ــــــ إن لم تكن مديوناً بعدة ملايين.

اعتبر حالة "جون ماك جينيس" كمثال على ذلك. لقد فاز بـــــ 10055900جنيه إسترليني في مسابقة اليانصيب في المملكة المتحدة في عام 1996 والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 40 مليون جنيه إسترليني. في الوقت الذي ربح فيه المسابقة، كان "جون" يجني 140 جنيهاً إسترلينياً أسبوعياً ويقيم في منزل والديه بعد أن انفصل عن زوجته الأولى. بدد "جون" ثلاثة ملايين على أسرته كما أعطى زوجته السابقة 750000 جنيه إسترليني! اشترى "جون" سيارة فارهة من طراز فراري مودينا سبايدر بحوالي 140000 بالإضافة إلى خمس سيارات فارهة أخرى، وذهب "جون" للاسترخاء في رحلة بحرية في البحر الكاريبي واشترى فيلا في مايوركا وأنفق 200000 ليتزوج للمرة الثانية. وفي فبراير 2008، كان "جون" يبحث عن منزل للإيجار وهو مديون بــــ2.1 مليون جنيه إسترليني. تعد حالة "جون ماك جينيس" مثالاً لهذا الوضع وليست استثناء.

يذكرنا "أركاد" بأن المال الذي يأتي بسهولة يشبه الأرواح الخادعة. "تعمل هذه الروح الشريرة على خلق أناس مسرفين منغمسين في الملذات، والذين سينفقون قريباً وبسرعة كل ما يحصلون عليه ويصيرون محاصرين بالشهوات والرغبات الطاغية والتي لا يمتلكون القدرة على تهذيبها أو التحكم فيها".

إليك هذه الفكرة ....

انس مسابقات اليانصيب، وبدلاً من أن تنفق بعض المال في شراء هذه التذاكر، فلتستخدمه في سداد بعض الديون أو في تكوين ثروة. نعم، لابد من الاشتراك في هذه المسابقة إذا أردت الفوز بها"، لكن أغلب الناس الفائزين لا يفوزون إلا بمبلغ تافه لا قيمة له