" أنا داباسير" وقد عدت مؤخرا من العبودية في سوريا، بعزيمة على تسديد جميع ديوني وأن أمتلك الموارد المالية التي تستحق الاحترام في مدينتي الأم بابل، وهناك نقشت على أحد الألواح الصخرية سجل أعمالي لأرشد وأساعد في تحقيق رغباتي".

في الفصل التاسع من كتاب The Richest Man in Babylon والذي يحمل عنوان "ألواح صخرية من بابل" تعلمنا كيف حول "داباسير" حياته من أن يكون عبدا ليصبح تاجراً ثرياً ومحترماً. يمكن القول بأن "داباسير" لم يدرك ذلك في وقته، لكن عندما دون اهتماماته على أحد الألواح الصخرية، فقد عزز القوة داخل عقله فيما يعرف الآن في مجال التنمية الذاتية باسم "تحديد الهدف"

يوجد العديد من الأسباب التي تؤكد أن الالتزام بشيء ما وتوثيق هذا الالتزام قد يساعدك في الحصول على ذلك الشيء. السبب الأول هو سبب منطقي. يجب أن تعرف المكان الذي تهدف الوصول إليه، وإلا قد ينتهي بك الأمر في مكان مختلف تماما، أما السبب الثاني فهو سبب بيولوجي.

هناك منطقة في المخ تسمى بالجهاز التنشيطي الشبكي(RAS) والتي تحدد، من بين المجموعة أشياء، الشيء الذي نهتم به. تشير تجربة الغوريلا التي ذكرت في الفكرة 36 بالفعل إلى أننا لا نلاحظ كل شيء في البيئة المحيطة بنا وأن ما نلاحظه يعتمد على تركيزنا في أي فترة زمنية. ونعرف أيضا لأننا نحصل على المعلومات من خلال الحواس الخمس، في كل لحظة تمر من اليوم، ونعرف أنه قد يصيبنا الجنون، إذا أدركنا بوعي كل شيء من حولنا، لذا فإننا ندرك فقط ما يعتبره جهاز التنشيط الشبكي أمراً مهما.

يعينك تحقيق الأهداف على التحكم في عملية التنقية تلك كما يشرك أكثر ممتلكاتك قيمة. عقلك. في هذه العملية. تعمل عملية تحديد الأهداف على جمع الطاقة المدهشة للعقل لتمكنك من إدراك المواقف والظروف والفرص التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق هدفك. إذا كان هدفك هو الحصول علة مزيد من المال، سيقوم جهاز التنشيط الشبكي بفحص البيئة المحيطة بدقة ويطلعك على المعلومات والفرص اللازمة للحصول على المال. يبدأ جهاز التنشيط الشبكي في العمل متى تقرر أن تشتري سيارة جديدة من نوع محدد، وبعد ذلك ستلاحظ فجأة وجود نفس السيارة في كل شارع تمر به. السيارات كانت موجودة بالفعل، لكنك ام تلاحظها قط من قبل.

أتذكر عندما تحدثت في الفكرة 56 عن عملي بمهنة الكتابة؟ لم أتلق أي تدريب لأكون كاتبا ولم أكن أعرف كيف سأحصل على ذلك العمل. لكني حددت هدفي عل كل حال. بالقيام بذلك أخبرت جهاز التنشيط الشبكي ليكون مستعدا لمراقبة المعلومات والظروف التي ستساعدني على تحقيق هذا الهدف. لذلك عندما كنت أجري محادثة بعيدة عن هذا الموضوع مع أحد الأصدقاء، كانت لدي القدرة على رؤية الفرصة والتشبث بها.

تحل الورقة والقلم في هذه الأيام محل الألواح الصخرية، لكن لا تزال حتى الآن عملية تحديد الهدف تنال نفس القدر من الأهمية الذي كانت عليه في عصر "داباسير" منذ ما يزيد على 8000عام قد مضت.

إليك هذه الفكرة

مهما كان الشيء الذي تود تحقيقه، لا بد أن تحدد أهدافا ذكية. لابد أن تكون تلك الأهداف محددة وقابلة للقياس وحديثة وواقعية ومحددة بزمن. على سبيل المثال، إن الهدف الذكي المتعلق بجني المال لا بد أن يكون: في السابع عشر من يوليو 2010(الوقت) سأربح 200000 جنيه إسترليني (قابل للقياس المحدد) لقد كتب هذا العدف في الزمن المضارع(حديث) ويمكن تحقيقه(واقعي).