لولا تدخل الخبير المالي “برنارد باروك " الذي فهم جنون العوام جيداً لظل كتاب Extraordinary Popular Delusions لا يعدو كزنه كتاباً من العصر الفيكتوري يروي تاريخ أمور غير مهمة.

 قدم أحد الصحفيين متوسطي السر هذا الكتاب ل "باروك"، احتفظ بنسخته البالية من كثرة تقليب صفحاته بإبهام اليد في بيته وصرح بأن هذا الكتاب له على سلوكه المهني.

ومن خلال إعادة دفع الدين، هم "باروك" بكتابة الكلمة الافتتاحية لطبعة ١٩٣٢ من الكتاب.

 وفي هذه الطبعة اعترف أن كتاب Delusions Extraordinary Popular ألهمه بقرار بيع كل أسهمه فبل الأزمة المالية في عام ١٩٢٩. والسبب وراء ذلك أن كل من استشارهم عن حالة الأسواق قبل الأزمة قالوا له إنه ليس هناك احتمالية لحدوث أمر سيئ.

بالإضافة إلى ذلك، فإن "باروك" هو السبب في أن الفصول الثلاثة الأولى التي تمثل جزءاً صغيراً من الكتاب ككل هي الأكثر قراءة وحوزاً إعجاب الناس. وتتناول هذه الفصول "الفقاعات” التي تطلق على فترات الذعر المالي عندما يرغب الناس في الاشتراك في نشاط جيد ويدفعون عادةً الكثير من الأموال حتى ينتهي بهم العال مفلسين عندما تسوء الأوضاع.

على الرغم من ذلك٠ فهو الوحيد من تجار السوق الذي كان من الممكن أن يحوز على إعجاب "ماكاى" نظرا لانتمائه إلى نوعية التجار المخالفين. في الواقع كن مخالفا تقضي فلسفة هؤلاء التجار بالبحث عن القيمة من خلال المراهنة على عكس ما يراهن عليه السوق بدلاً من اتباعه، فيشترون في أسواق غير رائجة ويستثمرون في شركات في الحضيض ويبيعون عندما تكون الأمور جيدة للغاية ولا يوجد احتمال لحدوث أمر سلبي

ويعد” أنتوني بولتون” من أعظم مخالفي العصر المعاصر حيث جعل صندوق فيلدليتى للمواقف الخاصة قوة ضاربة تبلغ استثماراتها نحو٣ ملايين جنيه إسترليني خلال فترة إدارته له. وعلى الرغم من ذلك، فإنه -لم يكن تاجراً طماعاً وشجعاً. إن استراتيجيته الحذرة التي تدعم النمو المستمر لأجل طويل حققت ارتفاعاً بنسبة ٧٠٠, ١٤ في القيمة على مدار ٢٠ سنة من إدارته للصندوق. ويقول عن هذا الأمر: "لقد أصبت في ثلاث مرات من أصل خمس؛ فأنا مخالف) فعندما يحب الجميع أمراً ما أبتعد عنه. وعندما يكره الجميع أمراً ما أرغب في إلقاء نظرة عليه”.

علاوة على ذلك، يضيف نصيحة جيدة تقضي بأنه حنى في حالة اتباعك الناس في دخول البورصة فلا يجب أن تتبعهم عند الخروج منها أو عندما تصيح السوق هابطة. وهذا في أغلب الأمور يضاعف الخطأ ويزيده تعقيداً. وعندما يلوذ الجميع بالفرار السريع، من الممكن أن تحسن البورصة إذا كانت أساسات استثمارك سليمة، وبطبيعة الحال أنت أولى بهذه الأرباح من أي شخص آخر، ويقول” بولتون”: "كتير من المستثمرين يتشبثون بالأسواق عندما تكون جيدة ويفرون منها عندما تكون سيئة، ونصيحتي هي التمسك بالسوق”.

إليك هذه الفكرة...

إذا أردت دليلاً بسيطاً على أن المخالفة من الممكن أن تحقق لك الربح فجرب أن تتحدى أصدقاءك في توقع نتيجة مباراة بين فريق من فرق القمة وفريق من فرق القاع، في العادة يتوقع الناس أن الفريق الأفضل سوف يفوز ولهذا ستكون مفاجأة إذا توقعت فوز الفريق   الأضعف وحدث ذلك بالفعل.