في مناقشة حول الحظ قال "أركاد"، "والآن، لنفترض أننا نفكر في تجارتنا وأعمالنا. أليس من الطبيعي أن تتوصل إلى أن الصفقات المربحة لا تعود إلى حسن الحظ لا كنها تعد مكافأة على المجهود الذي بذلناه؟ غني متحيز إلى أننا قد نتغاضى ونهمل المنح التي يعطينا الحظ إياها.

قد لا يتعلق الحظ بالفرص العشوائية، لكنه يتعلق بإدراك واستغلال معظم الفرص التي تظهر في حياتنا. لا شك أن العالم ممتلئ بالأمثلة المتعددة، بما فيه الفرص التي لم تستغل...

في عام 1885، طور المخترع الفرنسي "أوجستين لى برينس" نموذجا لكاميرا التقاط الصور المتحركة. وفي عام 1888 تسلم أول براءة اختراع في كل من فرنسا والولايات المتحدة. وفي عام 1890 أظهر أوجيستين اختراعه إلى الهيئات الحكومية في دار الأوبرا بباريس. على الرغم من أن اختراعه قد تلقى كثيرا من الحفاوة، عاد أوجستين إلى ورشة عمله لتحسينه. لكنه اختفى بعد ذلك في ظروف غامضة وأصبح تومس إديسن الآن هو المشهور باختراعه لكاميرا التقاط الصور المتحركة لو تمسك لي برينس بالفرصة التي لاحت له لنشر اختراعه خارج باريس بدلا من البحث عن تطويره، فقد كان هذا الاختراع سيسجل في التاريخ باسمه بدلا من أديسون.

في العصر الحالي هناك مثال مشهور جدا يشير إلى عدم استغلال الفرصة والذي يتمثل في عدم استغلال شركة ياهو للفرصة وشراء شركة جوجل لقد اتصل مؤسسا شركة جوجل لاري بادج وسيرجى برين بصديقهما دافيد فيلو مؤسس شركة ياهو ليعرضا عليه شراء شركتهما حديثة الإنشاء على الرغم من أن فيلو قد اتفق معهما على أن هذه التكنولوجيا تعد رائعة إلا أنه قد قرر إلا يشارك فيها وأضاف قائلا: لن أتحدث في شرائها إلا عند الانتهاء من تطويرها. لكن شاء الله أن تعثر شركة جوجل على التمويل الذي تريده وبمرور الوقت أصبحت "مطورة تماما" وضاعت الفرصة على شركة ياهو. وخلال عقد من الزمن تحولت جوجل من جرد شركة حديثة التكوين إلى واحدة من أعظم وأنجح الشركات على مر العصور التي لا تعرف للتعثر طريقا.

في حياتي الخاصة، كانت قدرتي على استغلال الفرص هي العامل الرئيسي لالتحاقي بمهنة الكتابة. في بوم من الأيام أخبرني أحد أصدقاء العمل بأنه يعرف شخصا في الولايات المتحدة الأمريكية يبحث عن كاتب ليعيد صياغة مسودة كتابه. جاء هذا العرض في نفس الوقت الذي تركت فيه العمل كمستشار للتسويق بفرض تلبية طموحي في أن أكون كاتبا. لقد كان بلير سنجر الرجل الذي نحن بصدد الحديث عنه أحد الخطباء المشهورين على مستوى العالم في مجال المبيعات ولقد تحدثت مع بلير وعرضت عليه أن أعيد صياغة فصول قليلة من كتابه فإذا أحب عملي سنكمل الكتاب معا. وإن لم يحبه فلن يكلف هذا الأمر أي شيء. لقد أحب عملي وكانت النتيجة إصدار كتاب Sales Doges والذي أصبح حاليا أحد أكثر الكتب مبيعا في سلسلة Rick Dad Advisor التي ألفها "روبرت كاوساكى".

لذلك يمكن بكل دقة وصف الحظ الحسن بأنه نتيجة الفعل وردة الفعل التي تحدث عند إدراك الفرصة واستغلالها كما يشير آركاد: " قد يقد لنا الحظ الحسن يد العون والمساعدة رغم أننا لا نقدر سخائه معنا.

إليك هذه الفكرة...

ضع قائمة بكل الأحداث والظروف التي مررت بها طوال الشهر الماضي، والتي تعتقد أن بعضها يعود إلى حسن الحظ والبعض الآخر يعود إلى سوء الحظ، انظر إلى القائمة مرة ثانية، هل يمكنك تتبع هذه الأحداث ونسبها إلى شيء قد قمت به أو شرعت في عمله؟ هل من الممكن أن الحدث السعيد لا يعود إلى الحظ من جميع الأوجه، ولكن يعود إلى التخطيط الجيد وإدراك الفرصة؟ هل العكس صحيح بالنسبة للحظ السيئ؟