في تاريخه لمشرع مسيسيبي، يذكرنا "ماكاى" بأمر غالباً ما ننساه ألا وهو أن التقييم القائم على احتمالية مستقبلية يكون مدعوماً فقط إذا كان أناس مؤمنين بهذه الاحتمالية.

عندما' أسس” لو" شركة مسيسيبي توقع أن تحصل على حقوق حصرية لغرض الضرائب وإصدار الأموال. وراجت شائعات بان موقع الشركة” يحتوي على كميات كبيرة من المعادن النفيسة”، وأن الوصي على العرش الفرنسي منح الشركة حقاً حصرياً في بيع التبغ وتنقية الذهب والفضة.

في البداية، كان "لو” حريصاً في تقييمه للشركة. وأصدر أسهماً بقية ستين مليون جنيه، وهو مبلغ كاف لجعل الشركة مولداً للمال للدولة الفرنسية. لكن للأسف لم يكن هذا الأمر كافياً لكل المستثمرين. لذلك قام الوصي الذي كان ضم الشركة إلى البنك الملكي الفرنسي بإصدار أوراق نقدية بقيمة بليون جنيه. وتم وعد الناس بالحصول على أرباح على الأسهم بمعدل 120%.

والذي لم يفكر فيه أحد وسط هوجة الاستثمار أنه في السنة التالية   لتأسيس الشركة لم يكن هناك تجارة إنما حق للتجارة، كما أنه لم يكن هناك أرباح بل مجرد وعود. وأيضاً لم يكن هناك بعد ذهب أو فضة أو تبغ لتوليد النقد الذي يمكن من خلاله دفع الأرباح.

ربما نخدع أنفسنا قائلين إن مثل هذا الأمر لا يمكن أن يحدث الآن، لكن منذ’300سنة أصبح مثل هذا النوع من المضاربة منتشراً كسابق عهده. إن هؤلاء الذي عاصروا جنون الاستثمار في شركات الإنترنت المعروفة بثورة دوت كوم يمكنهم تذكر ذلك جيداً، ويمكنهم تذكر أن بعض الناس الذين صدقوا هذه المزاعم الترويجية لم يكونوا من الفلاحين البسطاء أو حديثي العهد بالأمور المالية.

وفي ذلك الحين، كان لي إحدى الصديقات التي تدير وكالة تتولى شئون الدعاية والإعلان لنجوم شركات الإنترنت المزدهرة -هؤلاء الأثرياء الصغار الذين كانوا منذ عشر سنين يتصدرون صفحات الأعمال والأخبار وصفحات الموضة أيضاّ. ونمت شركتها التي كانت ترفض بعض الأعمال سريعاً حتى احتلت طابقين في مبنى إداري ضخم وفجأة انهارت الوكالة.

وبدلا من تلقي أجر، كانت صديقتي تتلقى الدفع في صورة حصص في شركاتهم الصغيرة والمذهلة، وطالما أن ثقة المستثمر في هد الشركات مستمرة، استمرت هذه الشركات التي كانت قائمة على جزء من القيمة التي خلقتها تلك الثقة.

 وعندما اختفت هذه الثقة، وجدت صديقتي أن لديها تكاليف غير مباشرة هائلة وأنها تقريباً ليس لديها أدنى حصص. واختفت الثقة بين عشية وضحاها عندما أدرك المستثمرون الكبار أنه على الرغم من أن هذه الشركات ربما كانت تمثل أفكارا جيدة فقلة منها كادت تحقق أو ستحقق أموالاً كافية لرد الاستثمار. والآن يمكننا أن نرى أن الاستثمار كان قائماً على أساس المضاربة المتفائلة، وعندها تلاشى هذا التفاؤل، تلاشى معه كل شيء.

إليك هذه الفكرة ...

لا يمكنك الحكم على نجاح أحد دون قياسه. قم بعمل تقييم العائد على الاستثمار لمشروعك من أجل تحقيق إسهام مرتبط نهائي محددوراقب التقدم نحو إحراز هذا الإسهام شهرياً.