المشكلات تقدم لنا خدمات جليلة. فهي التي تجلب الاحتمالات والإمكانات. وحي تساعدك على النمو والتطور، وتؤدي إلى أشياء أفضل، سواء داخل مؤسستك، أو داخل حياتك الشخصية. ففي صميم كل مشكلة تكمن فرصة ثمينة لتحسين الأمور. وكل تحد ليس إلا فرصة لجعل الأحوال أفضل مما هي عليه. وتجنب التحديات والمشكلات يعني تجنب النمو والتقدم. ومقاومتها تعني رفض العظمة. تقبل التحديات التي تواجهك إذن، واحصل منها على أفضل نتيجة ممكنة. وعليك أن تدرك أن الموتى وحدهم هم من لا يتعرضون للمشكلات.

قد يمثل العميل الغاضب الذي يصرخ في وجهك مشكلة بالنسبة لك. ولكن بالنسبة لشخص يفكر بطريقة القائد، فإن هذا السيناريو هو أيضاً فرصة هائلة لتحسين الإجراءات داخل المؤسسة لضمان عدم تكرار هذا الموقف ثانية، وللحصول على تقييم هذا العميل للمؤسسة والاستفادة منه في تحسين المنتجات والخدمات. إذن فهذه المشكلة قد ساعدت بالفعل على تحسين الشركة.

وقد تمثل الصراعات الشخصية في العمل مشكلة بالنسبة لك. ولكن إذا فكرت كقائد، وقمت باستغلال الظروف لبناء التفاهم وتعزيز التواصل وتوطيد العلاقات، فإن هذه المشكلة تكون قد حسنت أحوالك. لقد كانت وسيلة للنمو والتطور، وخدمتك بشكل جيد. عليك إذن أن تباركها.

وقد يمثل المرض أو الطلاق أو فقدان عزيز مشكلة بالنسبة لك. وهي بلا شك أشياء مؤلمة (وأنا شخصياً قد خضت تجربة الطلاق). ولكن أصعب تجاربي هي التي شكلتني، وأكسبتني العمق والحنو والحكمة. وزودتني بالإدراك الذاتي. وجعلتني أصبح من أنا عليه الآن. ولا أقبل أن أقايضها بالعالم كله.

 

الموتى وحدهم هم من لا يتعرضون

للمشكلات.

إن المشكلات تكشف عن العبقرية. والمؤسسات الكبيرة المتميزة لديها ثقافة تری المشكلات على أنها فرص للتحسن. فلا تستنكر هذه المشكلات، ولكن تقبلها، وتعلم منها. فالأشخاص المتميزون هم من يحولون جراحهم إلى حكمة. ويستغلون إخفاقاتهم لتقربهم أكثر إلى النجاح. وهم لا يرون المشكلات، ولكن يرون الاحتمالات والإمكانات. وهذا هو ما يجعل منهم عظماء. وتذكر أن الخطأ لا يعتبر خطأ إلا إذا ارتكبته مرتين.