كيف تغير المعتقدات الجوهرية؟

 

" ما ينبغي علينا القيام به هو التحلي بالفضول الأبدي لفحص

واختبار آراء جديدة ومحاولة التوصل إلى انطباعات جديدة ".

." والتر باتر "

خطوات إيجاد معتقدات جديدة

نعرف أن كل معتقد من معتقداتنا الجوهرية يخضع لاختيارنا، كما أن المعتقدات الجوهرية الجديدة تقدم فرصة فريدة من أجل قفزة نوعية، وكمية في مستوى أدائنا. فما هي إذن بعض الطرق التي يمكن بها أن نغير معتقداتنا الجوهرية، وأن نمضي قدما في حياتنا؟ إليك ثماني طرق مجدية مما يمكن استخدامه منفردين أو مجتمعين من أجل تغيير معتقداتنا الأساسية بشأن أنفسنا وعالمنا:

  1. مارس التفكير الأصيل وغير المسبوق، وهو ما يعد إعادة تقييم حاسمة للمعتقدات التي مضى عليها زمن طويل، فلتتناول أحد المعتقدات المحددة التي لديك حاليا بشأن نفسك، ولتسال:

لماذا اعتقد هذا بشأن نفسي؟

ما مدى مصداقيته؟

ومن ادعى هذا؟

وما أوراق اعتمادهم لكي يعرفوا كل هذا القدر بشأني؟

هل مازال هذا المعتقد ساريا حتى اليوم؟

 

إذا كنت الآن تعتقد اعتقاد راسخاً-أنه لا يمكن لي أن آمل أبدا في أن أكون أي شيء، أو أن أفعل أي شيء، أو أن أحظى بأي شيء ... مهما كان هذا الشيء"، فقم عندئذ بمراجعة هذا الاعتقاد مراجعة جادة! وهو ما يسمى بإعادة النظر!

ليس جهلنا

 هو العقبة الكبرى أمام

الاكتشاف،

بل الوهم القائل

بأننا قد عرفنا ما يكفي.

 

" دانيال جي. بوستن"

مؤلف أمريكي

 

 

إننا على ما نحن عليه بسبب ما نعتقده.

يمكننا أن نغير من ذاتنا بتغيير ما نعتقده.

 

  1. فلتغير الكلام الذي تحدث به نفسك، أي حديثك لنفسك. توقف عن قول الأشياء السلبية لنفسك، فهي توهن قواك لا أكثر. قم بإعادة صياغة القول نفسه بالطريقة القابلة تماما، ولاحظ التأثير الإيجابي لها عليك. فإن جملة مثل " لا أستطيع أن ألقى كلمة على الملأ لأنني ..." تصير " أستطيع أن ألقي كلمة على الملأ... " لتكن أنت أفضل المشجعين والمحمسين لنفسك: " إنني الأفضل! إنني الأفضل! إنني الأفضل؟ أستطيع القيام بهذا! أستطيع القيام بهذا! " وذلك لأنك حقا تستطيع!
  2. فلتغير الصور التي لديك في ذهنك عن نفسك، وذلك باستخدام مخيلتك. هل تستطيع أن ترى نفسك تنجح في شيء ما تعرف مسبقا أنك بارع جدا فيه؟ والآن فلتستخدم العملية ذاتها لكي تری نفسك تؤدي بنجاح شيئا ما مما ترغب أن تكون بارعا جدا فيه. إنها عملية بسيطة جدا، وإليك حقيقة مدهشة: من شأن صورة متخيلة تخيلا واضحا، وبجدية، وبكامل تفاصيلها في عقل المرء أن يكون لها من 10 إلى 60 ضعف أثر التجربة الواقعية على العقل! فبكل معنى الكلمة تستطيع أن " تتخيل" سبيلك نحو النجاح! ونحن نعرف أنه ما من شيء يجدي، ويفلح مثل النجاح.
  3. فلتغير حالتك البدنية لكي تتوصل إلى السلوك المنشود، وتشمل حالتك البدنية كلا من نبرة صوتك، وملامح وتعبيرات وجهك، ووضع جسدك، ومدي توتر أو ارتخاء عضلاتك، ووتيرة تنفك. إن لعضلات جسدك ذاكرتها الخاصة، ولقد اكتسبت الحالة البدنية الخاصة بالعواطف الإيجابية مثل السعادة، والابتهاج، وسكينة العقل، والثقة بالنفس، كما أنك أيضا اكتسبت حالة بدنية محددة خاصة بالعواطف السلبية مثل الحزن، والسأم، والإحباط، والتوتر، والارتياب في النفس. ما تحتاج إليه فقط هو أن تتخير الشعور المحدد الذي ترغب فيه، ومن ثم تكيف وتضبط حالتك البدنية وفقا له.
  4. فلتغير المعلومات التي تطلع عليها، وذلك عن طريق قراءة الكتب التحفيزية، والذهاب للمنتديات التحفيزية، والاستماع إلى الشرائط السمعية التحفيزية، فلتستخدم قوة العناصر الإيجابية في حياتك لكي تتحمس، وتبتهج بدلا من أن تحبط وتحزن، فلتكن طالبا للعلم أبد الدهر، ولتدرس موضوع النجاح خصوصا.

ففي بادئ الأمر نكون بحاجة لأن نتعلم أن نقرأ، ثم نكون بحاجة لأن نقرا حتى نتعلم. تحتوي الكتب على حكمة الأجيال والدهور، فلتلجأ إليها لتحصل على ما تحتاج إليه من معارف تعينك على التفوق فيما تريد، وقد قال " مارك.

 

 

إن محادثة واحدة مع شخص عاقل

 حكيم تساوي في قيمتها العكوف

 على دراسة الكتب لشهر كامل.

 

مقولة صينية قديمة

 

 

 

توين " ذات مرة: " إن الشخص الذي لا يطالع كتبا جيدة لا فارق بينه وبين الشخص الأمي الجاهل "، وقد كان " والتر تابلس " هو من قال: " يمكن التسامح مع من لا يعرف، ولكن لا يمكن التسامح مع من لا يريد أن يعرف.

أتعلم أن الشخص البالغ العادي يقرأ أقل من كتاب واحد كل عام، وأن نسبة ثمانية وخمسين بالمائة من كل البالغين لا يقرأون أي كتب غير روائية بعد المدرسة الثانوية؟ وقد كشفت دراسة حديثة أنك إذا ما قرأت لمدة ستين دقيقة فقط كل يوم -أي حوالي كتاب واحد أسبوعيا أو اثنين وخمسين كتابا كل عام -فإنك بعد مرور ثلاث سنوات ستكون مرجعا في مجالك؛ وبعد خمس سنوات، ستكون خبيرا ولا شك؛ وبعد سبع سنوات ستكون على قمة مجالك المهني. وبعد عشر سنوات، ستكون قد قرأت خمسمائة وعشرين كتابا، واكتسبت معرفة خمسمائة وعشرين شخصا خبيرا معروفا حول الموضوع المقصود. هل تستطيع أن تتخيل ما نوع التميز والأفضلية مما ستحظى به فضلا عن أقرانك؟

في حقيقة الأمر، يقال إنك إذا ما قرأت من ثلاثة إلى أربعة كتب تمثل أفضل ما وضع في مجالك على الإطلاق، فلسوف تكتسب من ثمانين إلى تسعين من المعرفة ذات الأهمية الحاسمة حول ذلك الموضوع. إن الموضوعات الواضحة، والتي يميل السواد الأعظم من الناس إلى دراستها تتضمن الصحة واللياقة، وتربية الأطفال، والتخطيط المالي، وكتب إدارة الأعمال والمشروعات التجارية، وكذلك الكتب التي تتعامل مع التحسين الشخصي، أو تنمية الذات. أي علم النفس الشعبي، والفلسفة العامة، والسير الذاتية بأقلام الأعلام أنفسهم، أو بأقلام آخرين سواهم. إنها تلك الكتب التي تقع تحت تصنيف التحسين الشخصي، أو تنمية الذات هي ما سوف يحدد وتيرة تقدمك في سائر النواحي الأخرى. إذا لم تكن تحظى بشعور طيب حيال ذاتك، فهل سيحالفك الحظ إذا أردت أن تمارس التمارين الرياضية، وأن تراقب نظام تناول الطعام الخاص بك، أو أن تكون أبا صالحا أو أما صالحة؛ وأن تضع شئون المالية تحت سيطرتك؛ أو أن تكون على قمة مجالك المهني؟ والإجابة واضحة تماما -هي أنك إذا لم تحظ بشعور طيب حيال ذاتك فلن تقدم على كل هذه الأمور.

وإليك العبارة التالية التي أؤمن بها، وبدقتها تماما: " إنك أنت أفضل معلمين، وإذا كان الطالب مستعدا فسوف يعلم نفسه بنفسه، وإذا لم يكن مستعدا، فلا يمكن أن يتعلم مطلقا "، ومن الجلي أن هذه الرسالة تصدق على كل أنماط التعلم، بما في ذلك التحسين الشخصي.

 

إذا كنت واحدا من الباحثين

المخلصين عن الحقيقة،

فمن اللازم أن تقوم ولو مرة واحدة

على الأقل بالتشكيك في كل شيء قدر الإمكان.

 

رينيه ديكارت

 فيلسوف، ورياضي فرنسي

(1650 - 1596)

 

  1. فلترتبط بالناجحين الأخرين. كل شخص تلتقي به يعرف شيئا لا تعرفه أنت، وهكذا فلتكتشف ما الذي يعرفه الأشخاص الناجحون ويمكنه أن يكون نافعا لك، ولكن كيف ستكتشف ما الذي يعرفونه؟ لابد أن ۱) نسأل .۲) تسأل بذكاء .۳) تسال الأشخاص المناسبين. 4) تسأل أكبر عدد ممكن من الأشخاص. 5) وأن تتحلى دائما بعقلية متفتحة. أي أن تكون مستعدا للتعلم. عن طريق كل من الأشخاص الآخرين، والكتب، والشرائط الصوتية، والمنتديات. فلتغمر نفسك ببيئة إيجابية ومواتية.
  2. اتخذ تحركا في الناحية التي تريد أن تكون متميزا بها. فلتختبر ما يخبرك به نظامك الاعتقادي، ثم قيم النتائج، وغير من وسائلك، وواصل التحرك إلى أن تتوصل إلى النتائج الدقيقة المنشودة، وإذا اتبعت تلك الخطوات البسيطة فمن الواضح بأنه لن يكون هناك شيء اسمه فشل. هناك نتائج وحسب، وإذا لم ترق لك النتائج التي لديك حاليا، فلتغير من وسائلك. ليس هناك طريقة يمكنك أن تفشل بواسطتها فشلا كليا إذا ما اتبعت هذه النصيحة.
  3. فلتلعب دورك. إذا أردت أن تكون واثقة بنفسك فلتتصرف وكأنك تتحلى بالثقة. إذا أردت أن تكون مفعما بالطاقة والحيوية فلتتظاهر بهذا. إذا أردت أن تكون مبتهجا ومتحمسا فافعل هذا. إن الفعل المقصود منه غرض واضح يحفز العواطف الإيجابية والتي بدورها تحفز الصور الإيجابية في عقلك. وهكذا، ليكن قائدك هو الفعل، ثم الفعل، ثم الفعل.

 

التفكير الأصيل غير المسبوق

  1. في النقطة (1) أعلاه، اقترحنا التفكير الأصيل من أجل أن نغير معتقداتنا الجوهرية. فلتلق الضوء على أحد المعتقدات التي طال عليها الأمد بداخلك مما تؤمن بها الآن بشأن نفسك، أو واحدا من تلك المعتقدات التي يبدو أنها تعيقك عن التقدم إلى الأمام، ولتراجع هذا المعتقد مراجعة جادة. أولا قم بصياغته بوضوح، ودونه بالكتابة. اسأل نفسك قائلا: من أين التقطت هذا المعتقد، وما مدى صحته؟ وهل اختبرت قبل ذلك أبدا؟ وهل مازال سارية وفعالا إلى اليوم في ضوء المعلومات الجديدة التي لدى؟ "، وإذا لم يوفق المعتقد في هذا الاختبار، فلتلق بهذا المعتقد بعيدا!