ليكن لك حلم أضخم منك

"معني الحياة أن يكون أمام المرء مهمة محدودة للقيام بها،

وهذا هو المقياس الذي نعرف به أننا نتجنب تسليم حياتنا للفراغ.

إن الحياة الإنسانية، بطبيعتها، يحب أن تكون مكرسة من اجل شيء ما

-جوزية ارتجيا جاريت

اكتساب إحساس بالضرورة الملحة

أعتقد أن ما يفتقر إليه أغلب الناس في حياتهم أن يكون لهم رؤية لمستقبل يثير بهم الشوق والتحدي، وان تشتغل بداخلهم الرغبة التي تستشير عواطفهم مما يعطي معني واتجاها لوجودهم ذاته.

ماذا لو قيل لك الآن أن هناك شيكاً مصرفياً بمبلغ عشرة الأف دولار ملتصقاً بجانب أحد مقاعد منزلك؟ هل سيكون هذا كافياً لبث الحماسة فيك لاتخاذ تحرك ما؟ ا وماذا لو قيل لك أن هناك خمسين سبيكة ذهبية في خزانة ببنك بوسط مدينة طوكيو حالياً، وهي موضوعة تحت تصرفك، وتقدر قيمتها بخمسة ملايين دولار، ولكن أول شخص سيظهر في الأفق ولاسمه نفس الحروف الأولي لاسمك يمكن له المطالبة بها، فهل ستفعل شيئا حيال هذا؟ باي درجة من الإلحاح والإحساس بالضرورة الملحة ستبدأ في التحرك؟ هل ستبدأ بتلقي دورس في اللغة اليابانية؟ أو بالرجوع إلى الخطوط الجوية حتى ترى متي ستبدأ تخفيضات الموسم بحيث تستطيع شراء تذكره رخيصة الثمن؟

كم يروق لي هذا القول ل "ماركوس يوليوس" "لا تتصرف وكأنك ستعيش ألف عام أخرى" فأغلبنا لم يعد أمامهم الكثير من الوقت للاضطلاع ب "أمرهم" بصرف النظر عما قد يكون أمرهم ذلك وهكذا فأننا بحاجة إلى هدف في حياتنا على القدر نفسه من الإثارة والتحمس متل خمسين سبيكة ذهبية مكتوبة بالأحرف الأولى من اسمنا-وتنتظر التقاطنا لهاّ وعندئذ فقط، سنكتسب الإحساس بالحالة الطارئة والضرورة الملحة أظن أن الراحل مايكل لندن قد أعرب عن نظرته حين قال لابد أن يخيرنا شخص ما فش مستهل حياتنا أننا قد شرعنا في الاحتضار وهكذا قد

 

إذا لم يكتشف

الإنسان الشيء الذي

يكون مستعدا للموت من أجله،

فلا يستحق الحياة.

 

"مارتن لوثر كنج"

رائد الحقوق المدنية الأمريكي

(1968.1929)

 

 

 

ليكن لك حلم أضخم منك

  

نعيش حياتنا حتى حدودها القصوى. كل دقيقة من كل يوم. فلتنجز الأمر هكذا أقول مهما كان ما عليك إنجازه. فلنتجهز على الفور! فالحياة ليست إلا بعض أيام معدودة. إذا أردت حقا أن تشعر بالاستثارة حيال ما في حياتك فلتفكر مليا في هذا السؤال التالي والذي طرح أول الأمر من قبل د "روبرت شولر" واعتقد انه أحد اهم الأسئلة التي يمكنك أن تطرحها على نفسك:

ما هو الحلم العظيم الذي سأحلم به إذا ماكنت واثقا أنني لن أخفق في تحقيقه؟

سؤال رائع، أليس كذلك؟ لأنه يمحو من انتباهك الأساسي كل احتمال للفشل ويتيح لك التركيز فقط ما تريد حقا القيام به وتنجح به بدرجة كبيرة انه حلمك أنت ومطبوعة عليه الأحرف الأولي من اسمك بالطبع يقوم هذا السؤال بفتح الذهن على الاحتمالات!

إليك بعض الأوجه المثيرة للاهتمام بشأن الأحلام:

1-إنك تستطيع أن تجد الرضا والإشباع من خلال سعيك وراء أحد أحلامك فلست مضطرا على ملاحقة أحلامك كلها معا.

2-لست مضطرا لتحقق أحد الأحلام فعلا حتى تشعر بالرضا. ما تحتاج إليه فقط هو السعي الدؤوب لتحقيقه.

3-عن طريق عيشك لحلمك وسعيك نحوه، فأنت لا تساعد نفسك وحسب بل تسهم في خدمة الآخرين والعالم بوجه العموم.

إليك ثلاثة أسئلة أخرى من أجل أن تفكر ملياً بها:

من بين جميع النشاطات التي قد تخطر على بالك، أي النشاطات يمنحك أقصى شعور بالإشباع والرضا وأعظم قدر من الإحساس بالإنجاز وأفضل شعور بأهميتك كفرد؟

لا تسرع بإصدار حكم مسبق سواء كنت تظن أنك تستطيع تقديم أداء جيد في أي نشاط محدد أو لا. فقط افترض أن بوسعك القيام بأي شيء تريده على أفضل وجه ممكن مع معرفتك بان لك مطلق الاختيار وبأن قدراتك غير محدودة فأي النشاطات يضعك على مسار الحركة بحدها الأقصى؟

إذا عرفت انه لم يعد أمامك على قيد

الحياة إلا عام واحد، فكيف ستقضي وقتك خلاله؟

 

 

 

إن الشخص الذي

لديه سبب ليحيا

يمكنه أن يتحمل

أي ظرف واي حال.

 

فريدرش نيشه.

فيلسوف ألماني

(1900.1844)

 

 

 

ليكن لك حلم أضخم منك

لنفرض أنك في صحة جيدة خلال الوقت وتتلقي راتبك كاملا ولست مضطرا لان تعمل، ولا أن تقوم بالطهي أو الواجبات المنزلية من نظيم وتنظيف، كل شيء يتم العناية به، ووقتك هو ملك لك أنت كاملاً لكي تقوم بما يسعدك، ولكنك تعلم أنه بعد اثني عشر شهرا ستسقط ميتا فما الذي ستقوم به إذن؟

ما الذي تريد أن تذكر به رحيلك؟

الأمر أقرب إلى كتابتك لكلمة تأبينك .... على شاهد قبرك! فما الذي سنكتبه اليوم مما يمثل ما ترغب في أن تذكر به بعد رحيلك؟

مبدأ الغاية

يؤدي هذا بنا إلى مبدأ الغاية. لقد رأينا أن أحد أهدافنا الأساسية في الحياة هو الشعور بالإشباع، وأن نكون سعداء، وأن نحظى بالبهجة والرضا والأثارة في حياتنا. وفي هذا الصدر لأشيء ينطوي على الأهمية بقدر مستوي ما نتحلى به من تقدير للذات، فإلى أي مدى نعجب بأنفسنا، ونحب أنفسنا وباي مقدار نعطي قيمة لأنفسنا ؟! يقول مبدأ حب المرء لذاته أننا لابد أن نتلألأ من داخلنا، أن نتلألأ من داخلنا أن نتلألأ بمعني الكلمة، ذلك إذا أردنا أن نكون ذوي تجربة ومفعمين بالطاقة الإبداعية.

ولكي نحظى بتلك المشاعر الإيجابية والمانحة للسطوة، فنحن بحاجة لان نكون في المزاج النشط نحن بحاجة لان نكون في حالة تفكير وحلم وإنجاز ولكي ننجز أي شيء له شأن نكون بحاجة لحظة نتبعها إن عامل البناء ينطوي عقله على مخطط البرج الذي سيبنيه، والسائق الذي لديه غاية يقصدها لديه في عقله خارطة طريق. والطاهي الذي يعد لوجبة لديه في عقله وصفة ليتبعها، ونحن كأفراد طامحين إلى منجز عظيم بحاجة إلى خطة، خطة لعب تفصيلية لحياتنا، تلك الخطة التي تمثل جوهرنا ذاته، قلبنا وروحنا مما يحدد أخص آمالنا وطموحاتنا الداخلية الصميمة، ولتنذكر المقولة القديمة -إذا أخفقت في التخطيط فإنك تخطط للإخفاق!

وهكذا فلنهب إلى العمل لنرى إلى أي مدى عليك أن تتقدم. لخطة اللعب عنصران أساسيان: غاية مركزية مبدأيه لحياتك، وأهداف مكملة وداعمة متنوعة تتفق وهذه الغاية، ولكي تكتشف الغاية المركزية التي تنطبق عليك، يحب أن تسأل نفسك السؤال التالي: هل أعلم إلى أين امضي ولماذا؟ لماذا تقوم بما تقوم به، وأي شيء تناصره، ما الذي تؤمن به؟ لماذا تستيقظ في الصباح وتنخرط في الأنشطة التي تنخرط فيها؟ ما الذي تجد نفسك مستعدا للتضحية من أجله ولو بحياتك إذا لزم الأمر لتحقيق ما تنشده؟

­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­

 

المصير ليس ابناً للمصادفة

ولكنه ابن الاختيار

انه ليس قطاراً نجلس بانتظاره

بل نجما لابد أن نبلغه.

 

ويليام ينجز براين

رجل دولة وخطيب وإصلاحي

(1925.1860)

 

ليكن لك حلم أضخم منك

بتعبير آخر، ماهي القيم المبدئية في حياتك؟ والحقيقة أن الأسباب الكامنة وراء أهدافك لهي أهم من أهدافك الفعلية الأشخاص المتحفزون والملتزمون بـأهدافهم وبغاية حياتهم يعرفون المعرفة أسباب هذه الأهداف لقد اخذوا الوقت اللازم لترسيخها والتفكير بشأن الأوجه الأساسية لحياتهم فيما يخص من يكونون هم، وماذا يرغبون في فعله، وما الإسهامات التي يريدون تقديمها.

فبدون إحساس واضح ومحدد بالغاية، وبدون مجموعة من الأسباب الوجيهة لقيامك بما تقوم به، ما من سبيل لان نتحلى بشعور طيب حيال نفسك بدون رؤية بدون حلم يتجاوز حجمك فما من مجال لان تحقق أي شيء له أي شأن حقيقي لا تستطيع أن تعجب بنفسك حقا أن ترضي عنها إذا كانت حياتك بكاملها سعيا عشوائيا لا غير وسباحة مع التيار ومع امتلاء كل مساءاتك وإجازات نهاية الأسبوع بالتوافه التلفزيونية والتفاعلات الاجتماعية السطحية، فلا يمكن أن يكون هناك إنجاز ولا إشباع، ولا بهجه.

جميعنا بحاجة للأهداف من اجل أن نستغل إمكانياتنا كاملة وأن نطلقها. وكلما كانت الأهداف أضخم استغللنا المزيد من إمكانياتنا، وتعرض الأبحاث أن السبب الأساسي وراء شعور العديد من الأشخاص بالبؤس والضغط، وميلهم للشجار والعدوانية، يرجع إلى افتقارهم للمغزى والغاية، والي إحساس بالاتجاه في حياتهم انهم مرضي بالملل والسخافة! ففي مجتمعنا اليوم، قد تكيف الشباب علي وجه الخصوص تكيفاً كبيراً مع تلقي التسلية والمتع من محفزات خارجية-التلفاز، أعاب الفيديو، والموسيقي الصاخبة، انهم مفعول بهم، ونادرا ما يفعلون. نادرا ما يفكرون بشأن أنفسهم وان يسلوا أنفسهم، أو يستخدموا خيالهم. وهكذا فليس لديهم شعور بالسيطرة، أو إحساس بالاتجاه، ولا خط نهائي يؤدون اجتيازه.

إن وضع الأهداف والخطط لإنجازها لهي مهارات رئيسة في الحياة. الإنجاز ليس تجسيدا للذكاء أو التعليم أو التدريب المتخصص، لكنه ينجم عن تشبث عقل المرء بصورة دقيقة وجلية لأعمق الرغبات، فالشخص الذي له هدف واضح ومركز سوف يفوق أداؤه على الشخص الذي لا هدف له على الإطلاق إن نسبة خمسة بالمائة فقط من الموطنين عموما لديهم أهداف، ونسبة ثلاثة بالمائة فقط لديهم أهداف مكتوبة، فمن الواضح إذن أن الغالبية العظمى من الأشخاص ليس أمامهم أمل في أن يدركوا مطلقا كامل إمكانياتهم.

 

 

   

لا يتحقق أي منجز ذكي

مالم يرتبط

فكر المرء بغاية محددة.

 

"جميس الن"

مؤلف كتاب As A MAN THINKETH

(1925.1849)

 

 

 

 

 

 

ليكن لك حلم أضخم منك

ويفتقر الناس للأهداف نتيجة لأسباب عديدة. قد لا يدركون أن الأهداف لا غنى عنها إذا اردوا أن يكون لحياتهم مغزى –انهم لا يفهمون الدور الذي تلعبه الأهداف في عمليه العالمية، وقد لا يكونون مؤمنين بأنفسهم وبقدرتهم على إنجاز أهداف ذات أهمية، وقد لا يكونون اخذوا الوقت الكافي ليفكروا أي الأهداف هي انسب لهم، أو قد لا يكونون غير مستعدين للقيام بها وعليهم أي أن يدفعوا الثمن-من اجل إنجازها.

أما الأمر المثير للفضول، فان الأهداف تميل إلى تحديد نفسها بنفسها ما إن يقرر المرء الغاية المبدئية من حياته-أي السبب الكبير لحياته. حين تستطيع أن تقف منتصب القامة فخوراً وأن تعبر تعبيراً واضحاً ودقيقاً للعالم ما لذي تناصره وتدافع عنه فعندئذ ستبغ الحوافز الخفية من أعماق قلبك الباطن وتمطرك بوابل من الأفكار والرؤى بشأن ما ينبغي عليك أن تركز وكيف ينبغي أن تمضي وقتك.

 

تواؤم الهدف

لقيمك دور حاسم يخص فيما يخص الأهداف التي تقررها، والقيم هي المبادئ التي تعكس المعايير الأخلاقية النموذجية التي يسترشد بها الأفراد في أفكارهم وأفعالهم. إنها معتقداتهم بشأن النواحي الأخلاقية المتنوعة للحياة، تحدد القيم ما تراه صوابا أو خطأ، خيراً أو شراً، عدلاً أو ظلماً، الحق، الواجب، البسالة، العدل، الصراحة، التواضع، الإخلاص، التعاطف، التسامح، الكرامة، الحب، تلك هي بعض وليس كل الأحكام الأخلاقية العديدة التي ينبغي عليك تأملها وان تقرر تبنيها وممارستها في حياتك اليومية.

الوقت الوحيد الذي ستأتي أهدافك فيه بجدواها عندما تكون متوائمة مع أعمق قيمك، وهو ما يعرف بتواؤم الهدف. عليك أن تعرف ماهي قيمتك أن تستطيع وضع خطة لعب من أجل حياتك، وعليك أن تبرهن على تلك القيم من خلال أفعالك وليس فقط باعترافك بها بأقوالك.

 

يجب أن يكون العائد من وراء عملك

هو الإشباع النفسي والرضا

الذي يجلبه لك العمل

واحتياج العالم لما تقوم به،

فهكذا، تكون الحياة نعيما، أو

أقرب ما يمكن إلى النعيم والجنان

 

ويليام ادوارد برجها ردت ديوي

مؤرخ أمريكي ومعلم وزعيم للسود

أمريكي

(1963.1868)

 

ليكن الحلم أضخم منك

الفعل والحركة لا يكذبان، فإذا لم تكن عارفاً ماهي قيمك، فلست بحاجة إلا أن تنظر نحو أعمالك لترى ماهي تلك القيم. تضيف القيم البعد العاطفي الضروري –التركيز الالتزام والطاقة –على أهدافك فبدون ذلك التواؤم ما بين الاثنين، ستكون نواياك في حالة تناقض وتضارب، فالمنطق يقول لك أن تفعل هذا بينما يهمس لك قلبك بأن هذا غير هام لك، وكنتيجة لذلك تفقد للشدة، ويتراخى التزامك، وليكون هناك أي تقدم وتبدأ في الشعور بأنك أقل جدوى وأقل قدره. تبدأ في التقليل من قيمة نفسك بل وتقرر عندئذ أن وضع الأهداف مهمة تنطوي على مجازفة كبرى وذلك لأنك تبينت أن بتحديدك لأهداف، يظهر ضعفك وتصير عرضه للأخطار وتفشل وتشعر بالأذى النفسي وقلة الشأن كنتيجة لذلك. كل ذلك يتخلص في كلمة الألم! والناس تتجنبي الألم كما يتجنبون الطاعون.

واذا أردت أن تتحلي بتقدير عال للذات، واذا أردت أن تشعر بالرضا والإشباع والسعادة، فلابد أن تتأكد من أن الاتجاه الذي اخترته لحياتك متوافق مع القيم التي تود أن تعيش بناء عليها، إذا ما عكست في العالم المادي بأفعالك وأعمالك معتقداتك الروحية، فسوف تشعر بنور داخلي وتتحلي بإحساس داخلي بالسكينة والرضا مما ننشده جميعا، وسوف تشعر بانك مثمر وذو قيمة حينما يكون لديك هدف تسعي إليه، وتحرز تقدما واضحا ذا مغزى نحو بلوغه وكلما تقطع مرحلة علي طول طريقك لهدفك ترتفع ثقتيك بذاتك وتقديرك لذاتك كذلك، وتصير أكثر همة والتزاما بمهمتك. الأهداف تحررنا! ولكن لابد لها أن تكون موائمة مع قيمنا الإنسانية، ومخططة جيداً ومنظمة بشكل له مغزى.