إنني أومن يقينا بأن أياً منا لم يطلب أن يولد، وأننا لسنا مدينين للعالم بالحياة، أو أي شيء من هذا القبيل. ولكننا في نفس الوقت خرجنا إلى الحياة ووجدنا أنفسنا فيها رغم أنوفنا. بالطبع، لم يكن لدينا خيار، ولكن بمجرد أن نولد فغننا نحصل على الغذاء والماء والمتعة والتسلية والتحدي والتعليم، نتعرض للدهشة والإحباط. كل شيء مطروح أمامنا. يمكننا أن نفعل أيّاً ما نريده. يمكننا أن نأخذ من هذا العالم كل ما يمكن أن يقدمه لنا. كما أن هذا العالم يملك الكثير، والكثير لكي يقدمه لنا.

يمكننا أن نأخذ ونأخذ ونأخذ. لا أحد يدعى أنه لا يمكننا ذلك. ولكن ما أريد قوله هنا هو أنك سوف تنام بشكل أفضل عندما تعطي شيئاً في المقابل. بعد الانتهاء من إلقاء كلمتك، كن أحد المتطوعين بالمشاركة في التنظيف.

كن كريماً في كل شيء. أنت لست مطالباً بمنح المال، وإنما يمكنك بدلاً من ذلك أن تمنح الوقت والاهتمام. إن كنت تملك موهبة خاصة، فاستخدمها لمساعدة الغير على نحو ما. إن كنت تملك إمكانات وأدوات أقرضها للغير ممن يحتاجون إليها. عن كنت تملك القوة والنفوذ لكي تحدث تغييراً إلى الأفضضل، يجب أن تستخدمها. إن كنت تملك تأثيراً استخدمه.

وماذا لو لم تفعل؟ أنا واثق أننا يمكننا جميعاً أن نحدث فارقاً ولو بسيطاً. ربما يكون كل ما علينا هو أن ننظر بتمعن، أو نوظف خيالنا أو إبداعنا في كيفية تعريف عبارة "وضع شيء في المقابل".

هذا لا يعني أننا سوف نتحول جميعاً إلى العمل الخيري والتطوعي، ولكن يمكننا أن نشرف على طفل محتاج ونتولى أمره. هذا لا يعني أن نحيل بيوتنا إلى مأوى للمتشردين، ولكن يمكننا أن نخصص جزءاً من حديقتنا لهذا الغرض، لا يمكن أن نتحول تماماً على تناول الأطعمة، واستخدام الأشياء العضوية، ولكن يمكننا أن نعيد تدوير المواد، أو مجرد طرح أسئلة بشأن الشركات لاتي نتخيرها لشراء احتياجاتنا.

أعتقد أننا جميعاً يجب أن نطرح السؤال التالي على أنفسنا: "هل هذا المكان سوف يصبح أكثر ثراء بوجودي فيه؟ هل سأتركه أفضل حالاً مما وجدته عليه؟ هل أحدثت فارقاً في حياة أي شخص؟ هل قدمت شيئاً؟".