إن سألت الكثيرين عن غايتهم في الحياة فسوف يجيبون" "فقط أن أكون سعيدداً على ما أظن"، وينطبق هذا على ما يريدونه أيضاً لأبنائهم" لا أبالي بما يفعلونه طالما هم سعداء" ربما يجدر بك أن تتمنى لابنك أن يكون رائد فضاء أو جراح مخ، لأنك على الأقل سوف تملك وقتها فرصة تحقيق الهدف. يمكن أن تدربهم. ثم يمكنك بعدها أن تُكسبهم المهارة.

إن السعادة هدف مراوغ سوف تضنيك مطاردته. إن السعادة نهاية مطاف، بينما التعاسة تكمن في الطرف المقابل. غنها حالة على طرف نقيض يقابلها البؤس في الطرف الآخر. إن تفقدت الأوقات التي شعرت فيها بالسعادة في حياتك، أو فكرت أنك كنت سعيداً فيها، أستطيع أن أجزم لك أنه قد اعتراك في نفس الوقت مشاعر متطرفة أخرى مصاحبة لهذا الإحساس. وقت ولادة طفل؟ شعرت بالإثارة أليس كذلك؟ شعرت بالدهشة أليس كذلك؟ شعرت بالارتياح بعد أن تمت الولادة بنجاح، أليس كذلك؟ ولكن هل شعرت بالسعادة؟ لست واثقاً.

يظن الناس أنهم سوف يشعرون بالسعادة أثناء قضاء العطلة بسبب الاسترخاء والتحرر من كل الأعباء والحماس، وهو ما يحدث بالفعل.

أن يكون هدفك هو السعادة، و"استهداف الأعظم"، إنه هدف لن يسعك بلوغه، لأنه ليس هناك حد نهائي اقصى. وإنما ستجد نفسك تتطلع دائماص للمزيد، والمزيد طوال الوقت. بدلاً من أن يكون هدفك هو السعادة، فمن الأفضل أن يكون الهدف هو الرضا أو القناعة. هذا شيء يمكنك بلوغه. إنه هدف يستحق.

ينطبق هذا بشكل خاص على العلاقات، والجميع يبحث عن الرفيق أو الرفيقة المثالية. كلنا يبحث عن المشاعر المتأججة، والغرقق حتى الأذنين في الحب والتوافق المذهل، والأحاسيس الفياضة والشاعرية الخيالية. رائع. لكن هذه المشاعر لن تدوم. عليك أن تعود أحيانا إلى الواقع. عليك أن تواصل حياتك. لا أحد يستطيع أن يعيش مثل هذه الحدة طوال الوقت. إن الرضا أو القناعة هي ما تتطلع إليه بعدما تخبو المشاعر المتأججة، وتعود للاستقرار في إطار سعادتك البسيطة المسترخية. بل إن القناعة – في واقع الأمر-هي الهدف الذي يستحق لأنه يدوم.

وهذا يعني أنك وجدت نفسك بصحبة شخص لا تعتريك معه مشاعر فياضة، أو زيادة مفرطة في معدل خفقان القلب، أو تطرف في المشاعر، فهذا يعني أنك في حالة رضا ودفء وحب – اسعد بهذا.