قال أحدهم ذات مرة إن نصف المال الذي أنفقه في الدعاية خسره، ولكنه لم يذكر أي نصف[1]. كان ما يقصده بالطبع هو أنك طالما لا تعرف أي نصف، فعليك مواصلة دفع المبلغ كاملاً مدركاً أنه لابد أن تكون هناك نسبة خسارة. إن الحياة شبيهة بذلك إلى حد كبير. أحياناً قد تبدو الحياة غير منصفة. أحياناً تجد نفسك تبذل جهداً خارقاً، ولا تحصل على أي شيء في المقابل. أحياناص تجد نفسك تحسن إلى الغير، ويبدو الجميع فظاً معك. أحياناً تسدي أشياء طيبة للآخرين وتجدهم يلعنونك في المقابل. حسنا، عليك أن تواصل فعل ما تفعله بالحرف الواحد، لأنك لا تعلم أي فعلة، أو أية جزئية هي التي سوف تعود عليك بالخير. أعلم أن هذا ليس منصفاً، ولكن الحياة ليست منصفة على أية حال. سوف تعود عليك كل جهودك بالخير الوفير في النهاية، ولكنك لن تدرك وقتها على الأرجح ما هو الجهد الذي استحق كل هذا الخير – أو مقابل ماذا – وما هور الجهد الذي ضاع هباء.

نحن نميل إلى الاعتقاد بأن الحظ قد حالفنا في بعض الأوقات في الوقت الذي نكون فيه بصدد تلقي مكافأة على بعض الجهد الذي بذلناه بطول الطريق، ولكننا قد نسيناه. علنيا أن نواصل. أنت لا تملك أن تستسلمم إن منيت بفشل أو إخفاق، لأنك لا تدري ماهو الإخفاق الذي يستحق، والآخر الذي لا يستحق. إنني أقصد بذلك عدد الضفادع التي يجب أن تقابلها، وتتعرف عليها قبل أن تعثر على أميرك أو أميرتك. أو عدد المحار التي يجب أن تفتحها قبل أن تعثر على جوهرتك.

ولكن أياً كان ما تفعله، لا تفقد شجاعتك، لأن جهدك لن يضيع سدى. إن فقط مواصلتك للجهد هي التي سوف تعود عليك بالخير في النهاية – ولن تعرف وقتها ما هو الجهد الذي كوفئت مقابله.    

إن معظم الأشخاص المتزنين والسعداء سوف يؤكدون لك أيضاً أنه أحياناً قد يفرض عليك أن تبذل جهداً بدون أن تنتظر مقابلا بخلاف أنك قد بقيت منشغلاً، وبالتالي بقيت بمنأى عن أي مشاكل. إن البحث الدائم عن النجاح والمكافأة والعائد يمكن أن يكون ذا أثر مدمر على سلامتك عندما تصاب بالإحباط لعدم حدوث ذلك. إنني أحب رسم اللوحات الطبيعية متناهية الصغر باستخدام الألوان المائية. من وقت إلى آخر قد يظهر لي أحدهم، ويقترح عليَّ أن أعرضها في معرض، أو أبيعها في السوق. وكل مرة أقدم فيها على ذلك أمنى بفشل ذريع، وأستسلم لفترة وأكف عن الرسم. ولكن بعد أن تهدأ العاصفة في كل مرة أعود ثانية إلى لوحاتي بعد أن تعلمت أن هذه اللوحات تنتمي إلى الجزء غير الهادف إلى الربحية في حياتي، وهي تعود عليَّ بالكثير من الإيجابية. كلا، لا يمكنك أن ترى واحدة.