كلا؛ لست على وشك كشف السر الذي ظلت البشرية تبحث عنه منذ بدء الخليفة: وهو مصدر السعادة الحقيقية. ولكنني أعرف أين يمكنك العثور عليه. كما أنني أملك معرفة طفيفة عن المكان الذي يمكن أن تتواجد فيه. دعنا نتصور السيناريو التالي: حيث تخرج لشراء سيارة، أو بيت، أو بدلة، أو حاسب، أو أي شيء جديد. أنت تملك المال (كلا؛ لا أدري من أين اكتسبته؛ إنه مثال ليس إلا) وتشتري أياً ما كنت تريد شراءه، وتشعر بسعادة غامرة؛ وبهجة؛ وروعة. والآن تصور الشخص ـــــ أي شخص ـــــ الذي ابتكره أو بناه؛ أين كان هذا الشعور؟ أعتقد أنك أنت الذي حملت هذا الشعور في طيات نفسك.

والآن تصور أنك سقطت في الحب أو الهوى. أنه هو الآخر أمر رائع مثير. أنت تشعر بالروعة، والسعادة والإثارة. تذهب للقاء الحبيب وعندما تراه تجتاحك المشاعر من كل نوع، وفي كل اتجاه. تشعر بالروعة لأنك بصحبة الحبيب، ومن

ثم يولد فيك المشاعر. هل هذا صحيح؟ خطأ. لأنك ثانية أنت الذي حملت هذه المشاعر معك. قد تكون في انتظار من يثير المشاعر؛ ولكن هذا الطرف الآخر إن ذهب حتى إلى نهاية الطرف الآخر من العالم سوف تبقى هذه المشاعر معتملة في نفسك.

تطرد من عملك، شيء مشين. تمنح أوراقك. تخرج من العمل وأنت تشعر بالانهيار. تشعر أنك لا شيء. والآن أخبرني أين هو هذا الشعور ضمن المستندات التي تحملها؟ إنه ليس موجوداً؛ هذا صحيح. وثانية أنت الذي تحمل الشعور بداخلك. نحن نذهب إلى العمل كل يوم، ونحن نحمل بداخلنا الشعور بـــ ـ"أنا غارق في الحب".

ولكن أياً كان قدر الحب أو السعادة باقتناء ما هو جديد، أو الحزن على حدث ما فإن الشعور لن يبقى ملازماً لنا بعد أن نتمكن من تخطيه. إن الشخص يدمن شراء أشياء جديدة، أو السقوط في الحب لأنه أصبح مدمناً للشعور المصاحب لهذا التصرف بدون أن يدرك أنه هو الذي يملك هذه المشاعر في الأصل، لذا فهو يحرص على الحصول على المنبه ظناً منه بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لاستمرار هذه المشاعر بداخله. ولكن السر هو أن تعرف كيف تثير هذه المشاعر بدون تدخل من أي شخص، أو أي شيء. كلا؛ لا أدري. يجب أن تكتشف هذا أنت بنفسك.  

ملحوظة: إنه المكان الوحيد الذي لن يطرأ على بالك؛ أجل؛ بداخلك أنت.