إن كونكما زوجين منذ وقت طويل لا يعني أنكما أصبحتما شخصاً واحداً، وأنكما يجب أن تفكرا بنفس الطريقة، وتفعلا نفسي الشيءن وتشعرا بنفس المشاعر، وتتصرفا بنفس الطريقة، لقد لاحظت أن أكثر العلاقات نجاحاً هي العلاقاتت التي يكون فيها الزوجان قويين مع بعضهما البعض، وقويين بعيداً عن بعضهما البعض. إن أفضل علاقة هي العلاقة التي يكون فيها كلا الزوجين مساندين لبعضهما البعض. أي التي يعمل فيها كل طرف على مساندة اهتمامات الطرف الآخر حتى إن كانت ههذه الاهتمامات بعيدة عن دائرة اهتمامه.

إن مساندة شريكك، ودعم كل ما يريد أن يفعله تعني أنك يجب أن تركز جيداً على نفسك لكي تنأى بها عن مشاعر الغيرة، أو افتقاد الثقة أو الاستياء، يجب أن تكون مهيأ لأن يكون هو مستقلاً وقوياص وقادراً على مواجهة العالم بدونك، قد يكون هذا صعباً وقد يفرض عليك الكثير. قد يكون اختباراً حقيقياً لمدى اهتمامكن ورغبتك في توفير الحماية.

كلما منحته الحرية والتشجيع والسماح والتسامح، زادت فرصتك أنت في أن تحصد نفس المقابل. إن شعر شريكك بتشجيعك له، وثقتك فيه فسوف يكون على الأرجح أقل عرضة للانجرافن أو الرغبة في الانفصال عنك، لأنه أصبح يشعر أنه محبوس أو أسير، كلما أبديت روح المساندة، زاد لديه الشعور بأنه أصبح يتلقى معاملة طيبة، وهذا شيء جيد.

ولكن ماذا لو اختلفت معه فيما يريد عمله؟ عندئذٍ أخشى أنك يجب أن تعتني بأمورك الشخصية. يجب أن تدرك أنه كائن بشري منفصل عنك يحمل هوية مختلفة، ويحق له أن يفعل ما يحلو له – ما لم يكن هذا مؤلماً لك، أو يعرض علاقتكما بحال إلى أي خطر (مثل معاشرته لشخص آخر، أو اقتراف جرائم من أي نوع) – وعليك أنت أن تقدم له المساندة. قد تكون بحاجة لمساءلته عما يريد عمله، وما تجد أنت صعوبة في قبوله. قد تجد أن المشكلة تكمن فيك أنت وليس فيه هو.

سل نفسك – إن فعل هذا، إن نفذ ما يريد، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟ هل سيُفسد جزء من الأرضية، جزء من الحديقة؟ هل سينفق المال على شيء لا تريده أنت في واقع الأمر؟ هل سيكون غائباً لمعظم أيام الأسبوع؟ والآن قارن بين هذا وبين فكرة رحيله وانفصاله عنك، وما سوف يعتريك إثر ذلك من شعور بالإحباط والتعاسة، ما الوضع الأكثر سوءًا؟

بالطبع، ليس لأنه قال إنه يريد أن يفعل شيئاً فسوف يفعله في واقع الأمر، هناك بعض الأشخاص الذين يتسمون بالعناد، والذين سيتشبثون بفعل ما يريدون طالما تبدي أنت اعتراضك على كل شيء يقولونه. قل "نعم"، وقد يتراجع الطرف الآخر عن رأيه.

إن ألقيت نظرة على القاعدة 64، فسوف تتعر ف على المزيد عن الطريقة التي يجب أن تعامل بها شريكك، وكيف أنك يجب أن تعامله أفضل مما تعامل أصدقاءك، ولعل تحليك بروح المساندة يعد جزءًا من هذا. نحن ننسى أن شركاءنا يملكون هوية مختلفة. ننسى أن لهم أحلاماً وخططاً وطموحات يسعون لتحقيقها. إن مهمتنا هي أن نشجعهم على العثور على طريقهم، وتحقيق طموحاتهم، وتوظيف مواهبهم واستغلال قدراتهم

إلى أقصى حد، مهمتنا أن نعمل على اكتمالهم وإرضائهم، ولكن ليست مهمتنا أن نحط من قدرهم، ونحقر أحلامهم، ونعترض على خططهم، أو نسخر من طموحاتهم. ليس مهمتنا أن نحبطهم ونحتقرهم، ونضع العراقيل في طريقهم، أو نقلص قدراتهم. وإنما يجب أن نعمل على تشجيعهم للازدهار والترقي.